الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتايران ..الاحتفال بعيد "ليلة الأربعاء" حرب ضد وباء ولاية الفقيه

ايران ..الاحتفال بعيد “ليلة الأربعاء” حرب ضد وباء ولاية الفقيه

0Shares

على الرغم من أن نظام الملالي يعمل على بث أجواء الخوف والعزاء والعويل وبتأكيده المتكرر على عدم خروج المواطنين من منازلهم، ويصور أن الاحتفال بعيد "ليلة الأربعاء الأخير" لن يكون هذا العام، إلا أن المناخ الاجتماعي أشار إلى عكس ذلك. 

 

 المناخ الاجتماعي المثير للدهشة هذه الأيام

 

في الأيام الأخيرة، خرج الناس من منازلهم، وعلى عكس الأيام الأولى امتلأت الشوارع والأسواق بشكل ملفت للنظر، لدرجة أننا شاهدنا الشوارع والطرق السريعة مزدحمة وحركة المرور متعثرة. وأدى هذا المناخ الاجتماعي إلى حيرة وقلق نظام الملالي وعناصره والخبراء في الحكومة.

ويمكننا أن ندرك ذهول نظام الملالي من هذا التحرك الاجتماعي في بعض وسائل الإعلام الحكومية. فعلى سبيل المثال، كتبت إحداها: " كنت على يقين تقريبًا أننا لن نحتفل هذا العام بعيد "ليلة الأربعاء الأخير" ولن نطلق المفرقعات النارية على الأبواب والجدران بسبب تفشي وباء كورونا، لكنني فوجئت من الآن أن الناس في مدينة مثل طهران يسعون إلى شراء الأدوات والمفرقعات النارية بشق الأنفس!".

وفي إهانتها الوغدة للشعب الإيراني وإحساس المواطنين وكأنهم لا يدركون حجم الكارثة ويسيرون عكس تيار الدعاية الحكومية وما ينادي به قادة نظام الملالي الذين يحاولون حتى الآن تصوير الوضع على أنه طبيعي وعادي والتظاهر بأن وباء كورونا مرض مثل الأمراض الأخرى. 

 

 تهديد ضد مشعلي النيران في عيد "ليلة الأربعاء الأخير" 

 

وليست هذه هي وسيلة الإعلام الحكومية الوحيدة التي انتابتها الحيرة والرعب إلى هذا الحد من توجه المواطنين نحو الاحتفال بعيد "ليلة الأربعاء" في خضم جهنم تفشي فيروس كورونا.

فالجدير بالذكر أن تصريحات قادة قوات حرس نظام الملالي وقوات الشرطة قد أظهرت رعب الولي الفقيه بشكل أكثر وضوحًا من خلال تهديد المواطنين بالاحتفال وإشعال النيران، وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك: 

• قال الحرسي رحيمي، قائد الشرطة في طهران الكبرى: "شهدنا في الأيام الأخيرة زيادة في المواد المتفجرة الخطرة في المدينة نسبتها 1000 في المائة، وسوف نواجه من يضربون الأمن بعرض الحائط بصرامة شديدة.  

• وقال الحرسي أمجديان، رئيس القوة القمعية الخاصة بطهران: " سوف يتم تفويض وحدة خاصة للاستعداد في هذا اليوم للتصدي لمن يحرمون الناس من الهدوء والسلام".

• وقال الحرسي فتاحي، مساعد مدير العمليات الشرطية: "إن يوم الأربعاء الأخير من هذا العام يختلف عن السنوات السابقة  وستقوم الشرطة بمنع  أي شكل من أشكال التجمع والطقوس في هذا الصدد بجدية".

• وقال الحرسي شجاع، قائد شرطة خراسان الجنوبية: يجب التصدي بحزم لكافة السلوكيات العنيفة الخطيرة والأعمال التي تتسبب في الاختناقات المرورية وإطلاق المواد الحارقة المشعلة للنيران التي تخل بالأمن". 

ولا شك في أن هذه التصريحات التهديدية تكشف النقاب عن المزيد من مخاوف المهددين ورعب الولي الفقيه. 

 

اللامبالاة، أم التحدي وذروة الوعي الوطني؟

 

في حقيقة الأمر، كيف يمكن للمرء أن يفهم ويفسر هذا التحرك الاجتماعي المدهش المنقطع النظير على مستوى العالم، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية والخبراء في الحكومة؟

وهل الشعب الإيراني غير مدرك لخطر وباء كورونا؟ وهل المواطنون الإيرانيون غير مبالين بالقواعد الصحية والعلاجية؟ وهل هم مرتبطون إلى حد كبير بالتقاليد والطقوس الوطنية مثل  "ليلة الأربعاء الأخير"  لدرجة أنهم على استعداد للمخاطرة بحياتهم؟

وهل سئموا من البقاء في منازلهم، ومن أن الحكومة لم تتعهد بتوفير احتياجاتهم، لذلك اضطروا إلى التدفق في الشوارع والأزقة لشراء ما يلزمهم من ضروريات الحياة؟

أم أنهم انتفضوا لمجرد العناد مع النظام المستمر في الكذب عليهم وخداعهم؟ بالطبع لا.  إذ يجب علينا أن نفهم وندرس الرد على جميع تحركات المجتمع الإيراني وردود فعله المعقدة في بعض الأحيان في ضوء التناقض والقضية الرئيسية لإيران.

الحقيقة أن القضية الإيرانية هي التضاد الصارم الذي لا يقبل المساومة بين أبناء الشعب الإيراني من جميع الديانات والمذاهب والقوميات مع الاستبداد القروسطي الذي اغتصب سيادة الأمة الإيرانية .

وحرمها من حقوقها الإنسانية الأساسية والحرية والحياة المتسمة بالسلام والأمن الحقيقيين والرفاهية والتقدم، ونهب كافة موارد الثراء ورؤوس الأموال وممتلكات الشعب الإيراني التي لا حصر لها.

وأنفقها إما في تحقيق صفقات الولي الفقيه الوهمية الإجرامية التي لا طائل منها لتوسيع خلافته في جميع أنحاء المنطقة، أو أنه سكبها في بئر الهلاك الذري أو أنه أنفقها على قوات حرس نظام الملالي وغيرها من قواته القمعية الضخمة ليبقي على الشعب الإيراني في قيود الأسر والعبودية.

نظام لم يجلب للشعب الإيراني سوى الموت والدمار والانحطاط والكذب والفساد، وسرق من أبناء الوطن الأمل في المستقبل.  وتعبر عناصر نظام الملالي ووسائل الإعلام الحكومية عن هذه الحقيقة بعنوان "عدم ثقة الشعب في نظام الملالي" وتعترف بأن الأمر وصل إلى حد أن المواطنين يستنتجون عكس ما يقوله زعماء هذا النظام الفاشي.     

 ولذلك، فإن تحرك الشعب الإيراني ليس من باب اللامبالاة  وعدم مراعاته للقواعد الصحية، بل إنه نابع من وعي المواطنين الكبير  والجدير بمقارنته بدور الأطباء والممرضين الشرفاء المضحين الذين صمدوا في خنادقهم لمكافحة فيروس كورونا ، على الرغم من معرفتهم الكاملة بالخطر الذي تصل نسبته إلى 100 في المائة عند التعامل مع المرضى والتواجد في مستشفيات ملوثة وتفتقر إلى أبسط الإمكانيات والمعدات للحماية من الفيروس.

 

 " كورونا ولاية الفقية هي السبب في قتل الأمة"   

 

إن تحرك الشعب الإيراني أيضًا يدل على أنه على الرغم من أن فيروس كورونا خطير للغاية ومميت، إلا أنه ليس سوى أحد تأثيرات ونتائج وباء ولاية الفقيه، وهي الكارثة المشؤومة التي ابتلي بها الشعب الإيراني منذ أكثر من 40 عامًا وفي ظلها يتوقع أن تحل به أي مصيبة ونكبة.

وهذا هو السبب في خروج المواطنين من منازلهم والإسراع لمساعدة بعضهم البعض والتحضير لجعل عيد "ليلة الأربعاء" حامي الوطيس وأكثر اتقادًا من السنوات السابقة ، في خضم مواجهة النظام الذي يسعى من وراء فرض حظر التجول إلى أن يجعل أبناء الوطن سلبيين ومحبطين ويحبسهم في منازلهم.

 ونعلم في وقت سابق أن عيد "ليلة الأربعاء " الذي تتحول فيه الشوارع منذ سنوات عديدة  إلى ساحة للقتال ، هو إعلان عن الحرب الرمزية بين الشعب الإيراني ونظام الملالي. 

وإذا كان نظام الملالي قد لجأ إلى حظر التجول وحشد الجيوش ضد أهالي كيلان وغيرها من المحافظات الأخرى بحجة مكافحة فيروس كورونا،  فإن الشعب الإيراني والشباب الثائر يحتفلون بهذا العيد بفضل معاقل الانتفاضة مرددين هتاف " لا يفل الحديد إلا الحديد، والقضاء على خامنئي أمر حتمي"  لكي يبرهن الشعب الإيراني عن غضبه المستعر وعزمه وقوة إرادته وتصميمه على إضرام النيران في فيروس كورونا وفي فيروس ولاية الفقيه في آن واحد. 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة