الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالنظام الإيراني ومفترق طرق التراجع أو القمع

النظام الإيراني ومفترق طرق التراجع أو القمع

0Shares

ما يقرب من شهر واحد أننا نشهد إضرابات واحتجاجات ومظاهرات من عمال هفت تبه لقصب السكر وعمال مجموعة الصلب في الأهواز. وخلال هذه الفترة، أقدم النظام على فعل كل شيء، لكن العمال ليسوا لم يتراجعوا فحسب، بل احتجاجهم أصبح أوسع كل يوم وأصبحت شعاراتهم أكثر راديكالية.

إنجازات العمال
تظهر نظرة إلى إنجازات العمال أن لديهم 6 إنجازات مهمة على الأقل خلال هذه الفترة:
أولًا: المضي قدمًا إلى الأمام في حركة الاحتجاج
إيصال العمال أصواتهم.

لقد فشلت إجراءات القمع التي انتهجها النظام حتى هذه اللحظة وخاب ظنه في إخماد صوت العمال.
ولم تؤثر محاولات الخداع والمكائد (دس عناصره في صفوف المتظاهرين  وارسال ملالي  إلى صفوف المحتجين وإطلاق وعود كاذبة، وما إلى ذلك) على الاحتجاجات وتبين أن هذه الخدع كانت مكشوفة لدى العمال.

ثانياً: العمال خلقوا شعوراً بالتضامن في جميع أنحاء إيران (الجامعات في طهران وبابل- السجناء – مختلف الطبقات مثل مصلحة نقل الركاب في طهران وتجار السوق و..)..
ثالثاً: نجح العمال في الحصول على دعم عالمي عن طريق أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في الخارج. الآن، أعلن عدد كبير من النقابات والاتحادات العمالية والمهنية من مختلف أنحاء العالم دعمهم للعمال المحتجين في إيران، أهمها منظمة العمل الدولية ، التي أعلنت دعمها رسميا للعمال المحتجين الإيرانيين.
رابعاً: في سياق مطالب العمال المحرومين، تراجع النظام لحد هذه اللحظة في عدة حالات.

تم تسديد شهرين من رواتب العمال على مضض.
هناك أيضا حديث يُسمع داخل النظام وعلى مستويات مختلفة حول ضرورة تحقيق مطالب العمال بإعادة المصنع إلى القطاع العام (مثل أعضاء مجلس الخبراء من خوزستان)..
خامساً: إطلاق سراح العمال المحتجزين باستثناء شخص أو اثنين آخرين.
إن سادس إنجاز، وربما أهم إنجاز للعمال، هو إشراف الوسط العمالي في البلاد على قدرته وقوة تضامنه، حيث يمكن أن تكون رصيدًا وطنيًا كبيرًا لهم وللحركة الثورية العامة للشعب الإيراني في الخطوات التالية.

في عالم توازن القوى، فإن القوى العظمى عندما ترى أن النظام لا يحظى بالاستقرار والتوازن، وهو يعاني من وطأة الضغوط الشعبية في مجتمعه الخاص، فهي تتعامل من موقع أعلى  مع مثل هذا النظام وتمارس الضغط عليه بسهولة.
وهذه هي قاعدة بسيطة وواضحة في عالم السياسة.

أي أن صمود العمال المحرومين لا يجلب لهم الدعم العالمي فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى زيادة الضربات والأزمات الخارجية على النظام.
بالإضافة إلى ذلك، تخلق هذه العوامل نوعًا من حزام الأمان حول حركة العمال وتقييد أيدي النظام في قمعهم.

إنجازات العمال أو التهديدات لاريجاني؟!
لكن على الرغم من كل هذه الإنجازات، في يوم الاثنين 26 نوفمبر، قام أمولي لاريجاني بتهديد العمال وقال إن عليهم ألا يسمحوا للبعض أن يستغلوا احتجاجاتهم سياسيًا ضد النظام. وعادة ما يقومون بمثل هذه التهديدات، ثم يقومون بحملات الاعتقال و…. لاسيما، أدخلوا في الوقت نفسه قوات مكافحة الشغب إلى المنطقة من مدن أخرى لمواجهة العمال.

كل مراقب يعرف أن التهديدات والتلاعب بالألفاظ شيء والممارسة العملية شيء آخر.
والحقيقة هي أن النظام قد أعلن هذه التهديدات واستقدم قوات قمعية، لكنه في الواقع لم يتمكن من اتخاذ أي إجراء جاد حتى اليوم!

القوة القمعية بدون قمع؟ لماذا!
يعلم الجميع أن القمع هو من الطبيعة الذاتية لهذا النظام. لكن في الوضع الحالي حيث يكون المجتمع مثل برميل من البارود، وكل شرارة من شأنها أن تفجره  حسب قولهم. يعلم النظام جيدًا أنه يمكن القمع  العنيف من أن يحل مشكلة للنظام في اللحظة، لكن هذه الحركة القمعية سترفع الراديكالية في انتفاضة العمال وتصنع ظاهرة مثل كازرون للنظام.

هل يقمع النظام أو يتراجع؟
الآن هذا السؤال مطروح أكثر من أي وقت مضى، هل يقمع النظام في نهاية المطاف حركة العمال أو لايفعل ذلك؟
النظام أمامه طريقان:

إمّا القمع: من شأن ذلك أن يؤدي إلى دفع الحركة العمالية  نحو الراديكالية وعواقبها المباشرة، ستكون نهضة عمالية أكثر خطورة بكثير.
أو منح امتيازات: مما يؤدى إلى انتشار الاحتجاجات وتعميق تدريجي لمطالب العمال وغيرهم من المحتجين.
على أي حال، النظام أمام مفترق  طرق سيواجه طريقًا مسدودًا في كل جانب!
وهذا يعني طريق مسدود!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة