الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتالمنطلق لإنهاء إنتهاکات حقوق الانسان في إيران

المنطلق لإنهاء إنتهاکات حقوق الانسان في إيران

0Shares

بقلم :  شيماء رافع العيثاوي

 

 مرة أخرى وفي خضم إجتماع مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة في جنيف، ترتفع الاصوات بشأن الانتهاکات المتواصلة في قضية حقوق الانسان والتي يرتکبها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من دون وازع ويتمادى فيها، ومع إن هذا النظام قد صدر بحقه أکثر من 60 إدانة دولية بهذا الصدد الى جانب فضحه في مختلف الاوساط والمحافل الدولية السياسية والحقوقية، لکن کل ذلك لم يجعله يتورع عن إرتکاب الانتهاکات بل وحتى إنه يتمادى فيها، والسبب کان ولازال لأنه وعندما إرتکب مجزرة القرن بحق السجناء السياسيين في صيف عام 1988، والتي إعتبرتها منظمة العفو الدولية جريمة ضد الانسانية، فإن المجتمع الدولي لم يتحرك من أجل معاقبة المتورطين فيها والذين لايزالوا يشغلوا مناصب قيادية في النظام وفي مقدمتهم المرشد الاعلى للنظام نفسه.

أساس تمادي النظام الايراني في إرتکاب أفظع أنواع الانتهاکات في مجال حقوق الانسان وعدم إهتمامه بما يصدر من قرارات دولية بهذا المجال ضده، يأتي لأنه يعلم جيدا بأن تلك القرارات مجرد حبر على ورق وليست لها من أي تأثيرات عليه في الواقع، ولذلك فإننا وعندما نقارن بين  إنتهاکات هذا النظام خلال الاعوام السابقة نجد إنه کلما مر الوقت أکثر تمادى أکثر وهذا يعني بأن المجتمع الدولي ومبادئ حقوق الانسان والقوانين والانظمة المرعية دوليا لاتعني له شيئا بل وحتى إنه يستخف بها الى أبعد حد، وهذا مايجب على المجتمع الدولي ولاسيما الدول التي تهتم بمبادئ حقوق الانسان، أن تنتبه له جيدا وتسعى لمالجته وعدم ترك الامور تسير وفق ماسارت عليه خلال العقود الاربعة المنصرمة.

مجزرة صيف عام 1988، التي قام النظام الايراني خلال وفي غضون أقل من 3 أشهر بإعدام أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، هي برأينا المنطلق والاساس الذي يجب العودة إليه من أجل معالجة أوضاع حقوق الانسان المزرية في إيران، ذلك إن إرتکاب هکذا مجزرة دامية فريدة وغريبة من نوعها ولايزال مرتکبيها يجلسون على کراسي الحکم، يمکن إعتباره ليس مجرد خلل بسيط في النظام الدولي بل وحتى بمثابة وصمة عار في جبين المجتمع الدولي الذي يجب عليه أن يبادر لإصلاح هذه الخطيئة وليس الخطأ، فالقضية هنا تعني وتتعلق بإزهاق أرواح أکثر من 30 ألف سجين سياسي کانوا يقضون فترات محکوميتهم طبقا لأحکام صادرة بحقهم من محاکم النظام نفسه.

إحياء هذه الجريمة بجرجرة مرتکبيها أمام المحاکم الدولية ومحاکمتهم عن فعلتهم الشنعاء وجعلهم يدفعون ثمنه رغما عنه، هو بقناعتنا المنطلق الضامن لإنهاء إنتهاکات حقوق الانسان في إيران من جذوره.

وكالة سولا برس

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة