الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالحفاظ على النظام، الشغل الشاغل الرئيسي لقادة نظام الملالي في إيران

الحفاظ على النظام، الشغل الشاغل الرئيسي لقادة نظام الملالي في إيران

0Shares

في اجتماعه مع بعض عناصر النظام الإيراني ، يوم الاثنين ، 16 أبريل، خامنئي بينما كان يذرف دموع التماسيح للمنكوبين بالسيول والمصائب التي هو سبّبها لهم، وخوفًا من الظروف القاسية التي تمر بالنظام أكد لعناصره أن يكونوا «حذرين»، لأن الظروف تشبه «الطريق الضيق»، الذي تحيطه «الهاوية» من الجانبين، والأعداء يتربصون بهم.
في هذه التصريحات، فإن شعور خامنئي بعدم الأمان بالنسبة لنظامه في الوقت الحاضر واضح. كما أن هذا الشعور بعدم الأمان واضح أيضًا في ردات الآفعال والإجراءات الأخرى للنظام. بما في ذلك إدخال الحشد الشعبي العراقي وحزب الله اللبناني وفاطميون الأفغاني و … وقبول آثاره الاجتماعية والسياسية. ينبع هذا الشعور بعدم الأمان من الظروف الخاصة التي عصفت بنظام الملالي في بداية العام الجديد.
 
هل هناك شروط خاصة تحكم نظام الملالي؟
خلال الأيام القليلة التي مضت من العام الجديد، كانت هناك صدمتان كبيرتان وحادثتان مروعتان وغير مسبوقتان على النظام:
•  الأولى السيول والفيضانات

•  الثانية إدراج قوات الحرس على لائحة الإرهاب
ما يضيف إلى أهمية هذين الحدثين هو أن هذين الحدثين يآتيان في خضم انهيار الاقتصاد والعقوبات التي تتوسع باستمرار. في حين أن حالة الاستياء والاحتجاجات من هذا الوضع تستمر بشكل يومي.
كما في الوقت نفسه، ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار أن هذين الحدثين لم يسبق لهما مثيل في كل عمر النظام وسطّرا تغييرًا نوعيًا جديدًا في جميع شؤون النظام.

صدمة تصنيف قوات الحرس
إدراج قوات الحرس على لائحة الإرهاب ليست فقط غير مسبوقة في النظام ولكن في العالم أيضًا على الأقل حتى الآن. هذه هي المرة الأولى التي تدرج فيها القوات المسلحة الرسمية لبلد ما من قبل الولايات المتحدة على القائمة الإرهابية. على وجه الخصوص، أن موقع قوات الحرس لدى النظام لا يمكن مقارنته بموقف أي من القوات المسلحة في بلد آخر، وكما يعترف النظام نفسه، فهو ليس فقط مقاطعة لقوات الحرس، وإنما هو مقاطعة لكل النظام ويشمل جميع المجالات.

التعامل العنيف من قبل المواطنين مع سلطات النظام
الناس الآن يهاجمون جسديًا سلطات النظام، وهو أمر لم يكن يحدث في السنوات الأخيرة. في هذه الحالة، قال عضو في مجلس شورى النظام: «لقد اعتدوا عليّ ونقلتُ إلى المستشفى»، وقال لـ لاريجاني إن هذا الموقف في انتظارك!
تصريحات إسماعيل نجار، رئيس إدارة أزمات النظام، التي نُشرت أيضًا في وسائل الإعلام مثيرة للتأمل. إنه ينصح سلطات النظام بالامتناع عن السفر إلى المناطق المنكوبة بالفيضانات لأنهم غير قادرين على حل مشكلاتهم الأمنية.

إن الحالة الهجومية للشعب والحالة الدفاعية للنظام تشيران إلى تغيير نوعي في التوازن بين الشعب والنظام. وهذا ما لم يحدث في السنوات الأخيرة، خاصة بعد الثمانينات، وهذا الأمر جعل النظام مرعوباً.
والسؤال المطروح الآن هو هل يمكن القول إن استقطاب بعض المرتزقة غير الإيرانيين مثل الحشد الشعبي  وحركة النجباء ومجموعة ما يسمى الفاطميون يدخل في هذا الإطار؟
الجواب على هذا السؤال هو إيجابي: نعم ، بالضبط!
خلال انتفاضة 2009 وديسمبر 2017، قيل أيضا بين الناس الذين شاهدوا المرتزقة الأجانب. لكن النظام لم يصادق عليه، لكن هذه المرة هو النظام نفسه الذي يعلن جهارًا عبر تلفازه عن خبر وجود المرتزقة، على الرغم من حقيقة أنه يعرف أن ذلك يثير الغضب الاجتماعي والكراهية. ولو أن النظام يحاول وبشكل مثير للسخرية أن يضفي عليه طابع المساعدات والإغاثة، إلاّ أنه في الوقت نفسه لا يتجاهل الموافقة الضمنية على دوره القمعي. يقول رئيس لجنة الأمن في مجلس شورى النظام فلاحت بيشه أن القيمة المعنوية لوجودهم أكثر بكثير من دورهم المادي!
من الواضح أن قصد هذا العنصر المجرم للنظام من «القيمة المادية» هو المساعدة المزعومة التي جلبها هؤلاء المرتزقة، والغرض من القيمة المعنوية هو الدور الذي يمكن أن تلعبه عصابات المرتزقة هذه في القمع والتخويف.
من ناحية أخرى، هناك عمل آخر لوجود هؤلاء المرتزقة الإجراميين وهو تعزيز معنويات عناصر الحرس  الذين يشعرون بالخوف الشديد من إدراج قوات الحرس على لائحة الإرهاب ويعيشون خطر التساقط.

 

النتائج السياسية لإدخال مرتزقة غير إيرانيين، على المشهد السياسي الاجتماعي في إيران
على الساحة السياسية، يعتبر إدخال المرتزقة غير الإيرانيين في المجتمع الإيراني تأكيدًا آخر لطبيعة هذا النظام باعتباره عرابًا للإرهاب الدولي وسياسة النظام لتصدير الإرهاب، والذي لا يتخلى عنها حتى لوكان على حافة الهاوية، بل يلجأ إليها أكثر فأكثر.
على الساحة داخل إيران، تتعمق الهوة السحيقة بين الشعب ونظام الملالي. الأمر الذي يشار إليه في أدب النظام تحت عبارة «عدم ثقة الناس» أو «الانفصال الاجتماعي بين الناس والنظام». هذا الوضع يفتح آفاقاً جديدة للشعب ومقاومته المطالبة بالحرية، ولا سيما معاقل الانتفاضة.
لا يمكن القول إن خامنئي لا يعرف ذلك، ولكن النقطة المهمة هي معرفة أن خامنئي في نقطة ليس لديه خيار فيها سوى فعل ما يفعله.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة