بينما تعترف وسائل الإعلام والسلطات في النظام الإيراني بأن ما يقارب 80% من الشعب الإيراني يرزحون تحت الفقر وأصبحت الصفوف الطويلة لشراء اللحوم المجمدة والسكر وباقي الضروريات العامة أمرًا اعتياديًا في المدن الإيرانية، تعترف سلطات النظام نفسها بحالة نهب فلكي يبلغ 7مليارات دولار في البتروكيماويات الإيرانية فقط.
وخلال الصراع بين عصابات النظام الإيراني، أعلنت وسائل الإعلام التابعة للنظام عن عقد جلسات المحاكمة لمتهمي قضية البتروكيماويات.
وفي هذه القضية التي وصفتها صحيفة شرق الحكومية بأنها «أكبر احتيال في تأريخ إيران» 14متهمًا حيث أعلن عن أكبر التهم بأنه «المشاركة والتعاون في الإخلال العملاق بالاقتصاد في حوزة البتروكيماويات وتوزيع العملة الناجمة عن تصدير منتجات البتروكيماويات» بنسبة 6مليارات و656مليون يورو.
متهمي قضية البتروكيماويات
«رضا حمزهلو» هو المتهم الرئيسي في هذه القضية وهو المدير العام الأول في الشركة التجارية للبتروكيماويات بعد الخصخصة في هذه الشركة في عام 2009 بحسب وكالة أنباء إيرنا الحكومية.
وتبين تفاصيل هذه المحكمة التي عقدت الأربعاء من الأسبوع الماضي أن المتهمين كانوا يتسلمون مبالغ باهظة بصفة مديري الشركة ومشتريهم الذين كانوا أجانب، وأسسوا شركات في الخارج تحت عنوان الالتفاف على العقوبات وكانوا يأخذون المبلغ الناجم عن اختلاف النسبة مع أصل العملة الداخلية لصالحهم.
مرجان شيخالإسلامي والتواطؤ مع الشركات التابعة لقوات الحرس
المتهم الآخر في هذه القضية امرأة تدعى مرجان شيخالإسلامي آلآقا وهي تابعة للعصابة المسماة بالإصلاحي في نظام الملالي. وكانت رئيسة لوكالة الأنباء للتراث الثقافي لفترة وعضوة في الرابطة المهنية للصحفيين وكانت عضوة في هيئة التحرير لصحف صبح امروز وهمبستكي ومشاركت من الصحف المحسوبة على زمرة الإصلاحيين كما ترشحت مرتين للبرلمان حيث كانت مرشحة لزمرة الإصلاحيين في الدورة السادسة للبرلمان.
وأفادت وسائل الإعلام أن مجموعة من الأفراد الناشطين في شركة سبانير للنفط والغاز التابعة لمعسكر خاتم الأنبياء التابع لقوات الحرس قامت بإبرام الصفقات مع مرجان شيخالإسلامي آلآقا ويقال أنها غادرت البلاد نحو كندا هاربة بعدما تسلمت مبالغ باهظة. وهذه المرأة صاحبة شركتي آرام ودنيز في تركيا. ولم تنشر تفاصيل أكثر من التواطؤ بين معسكر خاتم التابع لقوات الحرس مع مرجان شيخالإسلامي خلال هذا الاحتيال حتى لا يكشف النقاب عن نهب قامت به قوات الحرس في هذه القضية.
وما يجعل هذه القضية جديرة بالاهتمام هو أن مرجان شيخالإسلامي هي زوجة مهدي خلجي بموجب التقارير. ومهدي خلجي هو من لوبيات النظام الإيراني والذي يطلق على نفسه عنوان معارض النظام الإيراني ويظهر أخيرًا في جمع أنصار رضا بهلوي في أمريكا. وكتب مقالات عديدة دفاعًا عن النظام الإيراني تحت يافطة المعارضة وهو الآن يقيم في الولايات المتحدة.
تأسست الشركة التجارية للبتروكيماويات في يوليو/تموز 1369 برأسمال للشركة الوطنية لصناعة البتروكيماويات كشركة تجارية مستقلة وتمت خصخصتها في عام 2009.
وخلال الجلسة الثانية لمتابعة قضية «الفساد في البتروكيماويات» التي عقدت يوم السبت 9مارس/آذار في طهران برئاسة القاضي أسدالله مسعودي، رفض رضا حمزهلو المدير العام السابق للشركة التجارية للبتروكيماويات والمتهم الرئيسي في هذه القضية التهم الموجهة مؤكدًا أنه وبتشكيل هذه القضية حرقت «مجموعة من العناصر» في الالتفاف على العقوبات.
كما رفض تهمة «الإخلال بالنظام الاقتصادي في البلاد» مشيرًا إلى أنه إذا ما وقع هكذا اتهام فذلك من جانب الشركة الوطنية لصناعة البتروكيماويات التي «لو كانت تعكس الحقائق والقرارات، لما كانت هذه المشكلات تقع ولم تكن هذه القضية تتشكل ولم تكن بعض العناصر تحرق».
ولم يقدم رضا حمزهلو إيضاحًا بشأن «حرق بعض العناصر في الالتفاف على العقوبات».
وفي فترة قبل الحصول على الاتفاق النووي لجأت سلطات النظام الإيراني ومن أجل تخفيض الضغوطات للعقوبات الاقتصادية للأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ضد طهران إلى الصفقات التجارية ـ المصرفية غير الشفافة مستخدمة أشخاص ومؤسسات التغطية وغير الحكومية على ما يبدو، من أجل بيع النفط ومنتجات البتروكيماويات.
وغسيل الأموال هو من الأساليب المعروفة والشائعة للنظام الإيراني من أجل الهروب من العقوبات وتصدير الإرهاب.
