الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومبيان قوات الحرس والأزمات الثلاث المحيطة بها

بيان قوات الحرس والأزمات الثلاث المحيطة بها

0Shares
أصدرت قوات الحرس يوم 19 ابريل بيانا بمناسبة يوم الحرس. تسليط الضوء علی هذا البيان يعطينا صورة واضحة عن ثلاث أزمات أحاطت بقوات حرس خامنئي وهي کراهية عامة تجاه قوات الحرس لدورها في أعمال القمع والنهب، والعزلة والعقوبات الدولية عليها، وانعکاس الصراع علی السلطة بين عصابات المافيا للنظام داخل الحرس. 
بيان قوات الحرس – رد فعل علی الکراهية العامة تجاه الباسداران
يذکر البيان في مستهله لمخاطبيه الرئيسيين الذين هم الزمر الداخلية للنظام، بالدور الحيوي لقوات الحرس في قمع الحرکات الاحتجاجية ويصرح بأن قوات الحرس هي التي قامت ب«مواجهة المؤامرات والفتن التي کانت تستهدف الأمن» في السنوات الماضية حيث امتدت أبعادها «من المناطق الحدودية في شمال غرب البلاد وإلی جنوبها الشرقي وحتی المدن الکبيرة والصغيرة وإلی العاصمة طهران». ثم يعترف تلويحا بالکراهية التي تواجهها داخليا بسبب ما ارتکبتها من جرائم، ويلقي اللوم علی «أنه لا أحد قد مدّ بساط أحمر أمام أقدام قوات الحرس» وأضاف: قوات الحرس تعتز بأن تکون دوما ضمن أهداف فرق الاغتيال التابعة لمجاهدي خلق وحماتهم الغربيين والاقليميين.
التعليق علی شماعة موهومة باسم «نفوذ داعش في إيران» الذي يعتبر الملالي هم عرابه أو التشدق بخطر حرب خارجية موهومة وکأنّ قوات الحرس قد أزالت فتيلها بالقيام بعمل استباقي باثارتها الحرب في المنطقة ووفرت «أمنا فريدا» للإيرانيين، ما هي الا حيل مهلهلة يلجأ اليها النظام والباسداران العاجزين لمواجهة الکراهية العامة حيالهم. تلک الکراهية التي تنعکس في شعارات کل التجمعات الاحتجاجية الشعبية مثل «اترکوا سوريا وفکروا في حالنا».
والفساد الآخر الذي تتورط فيه قوات الحرس مما يثير کراهية لدی عموم المواطنين، هو دور هذا الجهاز في نهبه الثروة الوطنية. وزعم بيان الباسداران بکل وقاحة وخوفا من اندلاع غضب شعبي ضد استحواذ الحرس علی الموارد الاقتصادية للبلاد يقول: «شارکت قوات الحرس في أتراح وأفراح المواطنين… ووقفت بجانب المنکوبين بالزلزال في کرمانشاه وورزقان وبم والعالقين في السيول والثلوج طيلة السنوات الماضية» وأن أدائها الاقتصادي «في مجال البناء وازالة الحرمان ومناصرة المواطنين في المناطق الفقيرة» واضح للعيان.
بينما يعلم عموم المواطنين دور الحرس في قمع المنکوبين بالزلزال واحتجاجاتهم، وکذلک في نهبها مع بيع الکرفانات المصنوعه من الصفائح بقيمة 5 ملايين تومان للمنکوبين بالزلزال وبسبب دور الحرس الإيراني في نهب کل ثروات وموارد البلاد، والمواطنون کلهم غاضبون ويکرهون الباسداران.
بيان قوات الحرس – العقوبات والتحالفات العالمية ضد قوات الحرس
کما أبدی البيان رده علی العزلة والعقوبات الدولية المفروضة علی الحرس ويشير إلی «التهديدات المعاصرة والمخاطر العالية»، وکتب: «لقد تعرض الحرس الثوري الإسلامي أيضاً لهجوم شديد من قبل قادة نظام الهيمنة هذا العام».
واکتملت تأوهات بيان الحرس حيال العقوبات الدولية المفروضة علی قوات الحرس بسبب قمعها وتصدير الارهاب، مع تصريحات الحرسي حسين سلامي في صلاة الجمعة 20 ابريل في طهران. وقال نائب قائد قوات الحرس : «وضعوا قادتکم في قوات الحرس في قائمة العقوبات. انهم کثفوا عملياتهم النفسية ضد قوات الحرس».
بيان قوات الحرس – الصراع علی السلطة الداخلية للنظام
وخصص بيان الحرس نصف حيزه لرد هذا الجهاز علی الأزمة الداخلية للنظام التي امتد نطاقها ليشمل مواجهات بين الزمر المتخاصمة مع الباسداران.
وکتب بيان حرس خامنئي: « شهدت البلاد خلال الشهور والأيام الأخيرة اجراءات وتصريحات مخلة بالوحدة أدلی بها بعض الأفراد ووسائل الاعلام مما اقتضی صدور هذا البيان لتنوير الرأي العام».
اعتراف بيان قوات الحرس بالمواجهة بين الزمر المتخاصمة مع قوات الحرس تؤيد الأزمة الداخلية للحرس الذي سبق وأن أکدها قائد قوات الحرس جعفري ووصفها بالهاجس الرئيسي لدی خامنئي.
بيان قوات الحرس – الأزمات الواضحة التي تعاني منها هذه الآلة الوحيدة لبقاء حکم ولاية الفقيه
ان اعتراف الباسداران في بيانهم الصادر في 19 ابريل بالأزمات التي تحيطهم والموجة الاعلامية التي أطلقها أئمة الجمعة للنظام في مختلف المدن لدعم قوات الحرس، يصوّران الوضع المتأزم للغاية الذي تعيشه قوات الحرس وضعفها الشديد.
وخلال أربعة عقود کانت قوات الحرس العامل الرئيسي لحفظ بقاء حکم الملالي. وحققت هذا الهدف عبر القمع في الداخل وتصدير الرجعية والارهاب إلی خارج الحدود الإيرانية. ويعترف بيان قوات الحرس بهاتين السياستين ويصفهما بعبارات «استدامة الأمن الوطني» (القمع) وترسيخ السلطة الاقليمية (تصدير الإرهاب والرجعية).
وحسب ما ورد في هذا البيان ونظرا إلی الأزمات التي تحيط قوات الحرس يمکن أن نری بوضوح أن هذه الرکيزة الأساسية لنظام الملالي آصبحت مهتزة. وهذا هو واحد من الانجازات الکبيرة لانتفاضة الشعب الإيراني. تلک الانتفاضة أبت إلا وأن تمضي قدما إلی الأمام وها نحن نری آثار هذا التقدم علی شکل مسلسل من الأزمات التي هزت أرکان نظام الملالي منها قوات الحرس. 
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة