الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيراننظام فوقي و بديل واقعي

نظام فوقي و بديل واقعي

0Shares


بقلم :  أمل علاوي

 

من الممکن جدا أن يتمکن أحدهم من الکذب و الخداع في أکثر من أمر و قضية لفترة من الزمن، ولکن يستحيل عليه أن ينجح في ذلک علی الدوام، فالحقيقة ستفرض نفسها في أية لحظة لأنها الاقوی و إن الکذب و الخداع هو وهم و زيف سينکشف عاجلا أم آجلا.
نظام الجمهورية الايرانية، سعی منذ تأسيسه للإدعاء بأنه نظام يمثل ليس کل مکونات الشعب الايراني فقط وانما الامة الاسلامية کلها، ولذلک فقد أطلقت وسائل الاعلام الرسمية في إيران لقب”ولي أمر المسلمين”، علی المرشد الاعلی للنظام، ومع إن کان هناک الکثيرون ممن صدقوا و آمنوا بهذه المزاعم و لم يشکوا فيها أو يطعنوا في مصداقيتها، لکن مع مرور الايام و الاعوام ومع ماقد بدر و يبدر عن هذا النظام، فقد تغيرت القناعات کثيرا بهذا النظام و صار الکثيرون ماعدا البعض المنتفع منه أو المنخدع به لأسباب معينة، يرفضونه و يرون في فيه عامل سلبي في إيران و المنطقة.
ماتعرض له أهل السنة في إيران و کذلک أصحاب الديانات و الاقليات العرقية من ممارسات قمعية تعسفية و اساليب عنصرية و طائفية، کشفت المعدن الحقيقي لهذا النظام وجعلته يبدو علی حقيقته تماما، وإن ماقد جری في الاهواز هو إنعکاس و تجسيد لما نشير إليه هنا، علما بأنها لهس المرة الاولی بل و تکررت مع أهل السنة في سيستان و بلوشستان و المناطق الکردية الايرانية وکذلک مع الآذريين و البختياريين و غيرهم، وفي الوقت الذي کان هذا النظام يقدم علی ممارساته المرفوضة هذه و يثبت طائفيته و عنصريته و إنغلاقه علی نفسه، فإن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و في شخص زعيمته المحنکة، مريم رجوي، قد أعلن رفضه و إدانته القاطعة لهذه الممارسات الطائفية و العنصرية و أکد علی تضامنه و وقوفه الی جانب الاقليات الدينية و العرقية و مساندتها و دعمها الکامل لهم.
الاتجاه الذي سلکه و يسلکه النظام الايراني منذ قرابة أربعة عقود في التعامل مع قضايا الاقليات العرقية و الدينية و الطائفية، قد ثبت و أکد عقمه و عدم جدواه فهو يؤسس للتفرقة و التجزأة و الاختلاف بين مکونات الشعب الايراني و يؤسس لأوضاع و ظروف و حالات لم تکن موجودة من قبل، وهذا ماقد أدرکه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و تصدی له بإحساس من مسؤوليته الوطنية ومن کونه يمثل و يعبر عن طموحات و أماني کافة مکونات الشعب الايراني دونما تفرقة أو تبعيض.
هذا المجلس و عموده الفقري المتمثل في منظمة مجاهدي خلق، شغلت شخصيات من مختلف الاعراق و الطوائف و الاديان في إيران مناصب قيادية وهو ماأثبت بکل وضوح الموقف المبدأي الصادق لهذا المجلس من هذه القضايا بل وإن موقفه من ما يجري في الاهواز حيث يقف بجانب المحتجين ضد النظام دليل عملي علی إنه منبثق عن مختلف مکونات الشعب الايراني و ليس عن مکون معين، ولذلک فإنه يعتبر البديل الواقعي لنظام فوقي لايمت لمکونات الشعب الايراني بصلة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة