الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالعام الذي مضی والعام الذي سيأتي من وجهة نظر الخامنئي

العام الذي مضی والعام الذي سيأتي من وجهة نظر الخامنئي

0Shares

 

بقلم: المحامي عبد المجيد محمد


 

يعتبر عيد النوروز احد التقاليد الإيران ية الاقدم التي بقي کل الإيران يين مخلصين وملتزمين بها. وقد احترم الإيرانيون منذ قديم الزمان هذا التقليد وکانوا يقيمون الحفلات وفق طقوس خاصة ومعينة وکان الملوک الإيرانيون الشهيرون يأتون بين الناس ويمجدون معهم هذا التقليد. وکما جاء في التاريخ الإيراني من أجل احترام وتمجيد هذا التقليد أي عيد النوروز کانوا يطلقون سراح السجناء ويعيدون أسری الحرب الی دولهم وکانوا يساعدون الأسر الفقيرة والمعدومة ويقدمون لها الدعم المالي و…
ولکن عندما وصل نظام الملالي في إيران الی السلطة لم يعد يعطی أي اهتمام أو قيمة لهذه التقاليد ولم تعد تری السعادة والسرور ترسم بعدها علی وجه الإيرانيين وخلت سفراتهم من الطعام الذي کان يقدم في عيد النوروز.  هذا النظام ليس لا يحترم الاحتفال والفرح والتقاليد فحسب بل يسعی الی قمع وتعذيب کل من يسعی لان يکون سعيدا وفرحا. وقد رأينا أمثلة عن ذلک في احتفال يوم جهارشنبه سوري (١٣مارس) حيث حسب المعلومات التي وردت أنه تم اعتقال وسجن ما لا يقل عن ٨٢٢ شخص في مدن مختلفة من إيران.
وذلک لان اهمال وتحقير طقوس عيد النوروز کان واضحا وجليا أکثر من قبل الخامنئي الذي يعتبر الولي الفقيه والمسؤول الأول في الدولة. فمن وجهة نظره هو لا يعترف بأبسط تقاليد عيد النوروز والتي هي تجهيز السفرة النوروزية من ٧ اطعمة کلها تبدأ بحرف السين (سبع سينات). وقد بعث الخامنئي رسالته النوروزية مرفقة مع صورة الخميني الی الشعب الإيراني. في حين أن غالبية الشعب الإيراني يعتبرون ان الخميني هو سبب کل هذا الفقر البؤس السواد اليومي وکل طبقات المجتمع الإيراني تلعنه وتحتقره وتکرهه.
خامنئي ذکر عدة نقاط من خلال رسالته النوروزية بحيث لم يتفوه بکلمة واعدة ومشجعة واحدة في هذه المراسم علی عکس کل رؤساء الدول الذين يتکلمون بکلام مشجع وواعد في مثل هذه المراسم. ومنجملة ما قال:
“العام الذي مضی مثل کل الاعوام کان عبارة عن مجموعة من التقلبات والمخاضات الحلوة منها والمرة. من بداية العام حتی نهايته کان الحضورالعظيم والمذهل للشعب الإيراني في انتخابات رئاسة الجمهورية وانتخابات المجالس. في نهاية العام ايضا کانت المسيرات المذهلة في ١١ فبراير (ذکری انتصار ثورة الشعب الإيراني في عام ١٩٧٩ ميلادي).
بالطبع في ٣٠ دسامبر ٢٠١٧ علی أثر الاضرابات والاختلالات التي حدثت انطلق الشعب الإيراني بشکل متکرر ولعدة ايام في مدن مختلفة من الدولة في مسيرات عفوية کانت جميعها تعبيرا عن الحضور العظيم للأمة الإيران ية. في الاشهر الاخيرة من العام الماضي وفق تخطيطات الاعداء أخذت هذه الاضطرابات بالتشکل في الدولة. الامة الإيرانية أتت الی الساحات من تلقاء نفسها ووقفت في وجه هؤلاء المشاغبين وبالطبع کان هذا الامر عبارة عن حادثة أتت لتبين وتعبر عن عظمة الامة الإيرانية…”
النقاط التي عبر عنها خامنئي بهذه الطريقة لا يمکن أن تخدع شخصا آخر ومن هنا يجب التنبه الی أنه قام بطرح الموضوع بشکل مبسط حيث وصف انتفاضة الشعب الإيراني بالحادثة المرة ومع أنه قام بالاعتراف سابقا بان منظمة مجاهدي خلق تقف خلف الانتفاضة وتقودها ولکنه عمدا لا يشير الان ابدا الی هذا الموضوع ولا يشير ايضا الی اطلاق شعارات وصيحات الموت لخامنئي والموت للدکتاتور في اکثر من ١٤٢ مدينة إيرانية واخبار هذه الانتفاضة التي جابت العالم کله وفيديوهاتها التي انتشرت عن طريق الانترنت ليراها کل شعوب العالم.
اکتفی خامنئي في حديثه حول العام الجديد بحث الجميع علی العمل الجاد. وقال أنا في العادة اخاطب المسؤولين في شعاراتي السنوية ولکن هذا العام سأخاطب کل أفراد الامة بما فيهم المسؤولين.
وبالاضافة الی رسالته النوروزية الخالية من أي مضمون ومحتوی للعام الجديد. لم يملک خطاب خامنئي النوروزي في مدينة مشهد (تلک المدينة التي بدأت منها اول الاحتجاجات الشعبية الواسعة وانتشرت وتوسعت بعدها الی اکثر من ١٤٢ مدينة إيرانية) أي کلام مهم وجاد للحديث حوله وکلماته کانت عبارة عن اخفاء وکتمان للواقع والحقيقة ومنجملة ما قاله: “الأمر الذي تحدثت عنه في الاسابيع القليلة الماضية حول أننا متراجعون في موضوع العدالة أراد المسيؤون أن يستفيدوا من هذا الأمر بشکل مختلف ” وفي قسم اخر من خطابه قال: “لا يوجد أي احد يوضع موضع الملاحقة والمسائلة بخاطر عقيدته ودينه “.
کذب وافتراء لا يمکن أن يخدع به أي صاحب لب وعقل. اذا کان لا يعتقل اي احد في نظام ولاية الفقيه بسبب عقيدته ودينه فلماذا اذاً قد امتلأت کل هذه السجون في جميع انحاء البلاد بالمساجين وبسبب اقل مشارکة سياسية لهم تم اعتقالهم وتعذيبهم؟ لماذا تم اعتقال هؤلاء الاشخاص الذين شارکوا في الانتفاضة العارمة في اواخر شهر ديسمبر الماضي واوائل شهر يناير هذا العام والذين رددوا شعارات الموت لخامنئي والموت للدکتاتور ولماذا تم قتل ١٥ شخصا منهم علی الاقل تحت التعذيب؟
والحقيقة هي أن خامنئي سواءاً في رسالته او خطابه النوروزي أظهر مدی مأزق و أزمات نظام ولاية الفقيه الباقية من دون حل. وأظهر أيضا أنه غير قادر علی المناورة کما کان في السابق وبمعنی واقعي اخر وصل الی نهاية الخط. خامنئي قبلا قال ان للشعب الإيراني الحق في المطالبة وله الحق أيضا في انتقادي أيضا. وانهم متراجعون فيما يتعلق بأرضية العدالة ولکن بين عکس ذلک  تماما الان في کلماته النوروزية!
الحقيقة الغير قابلة للانکار هي أن الولي الفقيه وکل مفاصله وادواته يشعرون بخطر شديد بسبب الانتفاضة الشعبية العارمة في إيران وبسبب استمرار الانتفاضة المنظمة التي وصفها خامنئي واشار اليها تحت عنوان «الضلع الثالث».
الحقيقة هي أن جميع ارکان نظام ولاية الفقيه لم تعد تملک أي نوع من أنواع المناورات وکل ما بقي لها من وسائل هو التعذيب والقمع التام والمحض واشتداد النزاعات والازمات داخلها.
هذا النظام لو کان يملک طريقا للحل للخروج من الازمات الداخلية والاقليمية والدولية لکان قطعا قد صاح بها خامنئي في رسالته وخطابه النوروزي.
طريق الحل الحقيقي والوحيد الذي يواجه هذا النظام هو اسقاط هذا النظام علی يد الشعب ومقاومته الإيرانية المنظمة الأمر الذي سيتبلور ويتشکل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وهذه الحقيقة هي ما يجب أن تعيها وتدرکها کل الدول ولا سيما الدول العربية في المنطقة بشکل جيد وکما يجب عليهم الاعتراف بشکل رسمي بالمقاومة الإيرانية.

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة