الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانانهيار عملية استقلاب نظام ولاية الفقيه الحاکم في إيران

انهيار عملية استقلاب نظام ولاية الفقيه الحاکم في إيران

0Shares
بقلم:عبدالرحمن مهابادي  
 
يقولون عندما تنهار عملية استقلاب الافعی تقوم الافعی باعمال عجيبة وغريبة بما في ذلک تقوم بابتلاع نفسها بنفسها من ناحية الذيل. الإيرانيون في المشهد السياسي کانوا يراقبون مرارا وتکرارا ذلک من قبل النظام الحاکم. في الآونة الاخيرة شهدنا کيف تعامل النظام القضائي لولاية الفقيه الدينية مع رئيس الجمهورية السابق أحمدي نجاد بقسوة وقام في البداية بالحکم بالسجن لمدة ١٥ عاما علی نائبه الأول حميد بقائي وفي وقت لاحق قام باعتقال رئيس مکتب ومساعد أحمد نجاد السابق اسفنديار رحيم مشائي.  بالإضافة الی ذلک قام القضاء التابع للنظام والذي يعتبر دمية في يد علي خامنئي الولي الفقيه بالحکم علی صادق زيبا کلام أحد عملاء عصابة روحاني بالحبس التعزيري لمدة ١٨ شهر وحرمانه لمدة عامين من ممارسة النشاطات الاجتماعية والسياسية بتهمة نشر الدعيات والاشاعات ضد النظام . مثل هذه الاجراءات العجيبة والغريبة للولي الفقيه کانت ضد مسؤولين سابقين في نظامه في حين أن جميعهم کانوا رسميا من أتباع النظام الدکتاتوري لولاية الفقيه. جميعنا رأينا هذا الاسلوب المتبع من قبل نظام الملالي بعد انتفاضة الشعب الإيراني المناهضة للدکتاتور وحتما من المتوقع أن نری اجراءات مشابهه أکبر من قبل الافعی الحاکمة في إيران.
وأتت هذه الاجراءات في أعقاب موجة من الاعتقالات الواسعة حصلت عشية الانتفاضة الاخيرة واستمرت حتی اليوم. أحد اجراءات نظام الملالي الاخری التي تظهر مدی غرابة هذه الاجراءات هو استشهاد المعتقلين في داخل سجون هذا النظام المريعة.  في حين أن جميع المعتقلين کانوا من فئة الشباب الإيراني وبلغ عددهم ١٠ الف معتقل. وحتی الان استشهد عدد کبير منهم في السجون بسبب تعذيب النظام الدموي الديني والنظام أعلن في دعايته أن هؤلاء المعتقلين قد أقدموا علی الانتحار بانفسهم أو توفوا نتيجة (سکته قلبية) أو بسبب المرض.
انهيار عملية استقلاب ولاية الفقيه لا ينتهي فقط داخل إيران. في خارج الحدود أيضا دفع نظام الملالي لتشکيل موجة جديدة من نشاطاته الارهابية ضد الاحزاب الإيرانية المعارضة وبالخصوص المقاومة الإيرانية.  في الآونة الأخيرة ، في جزءين من الأعمال الإرهابية ، استشهد اثنان من الأحزاب الکردية الإيرانية المعارضة، مقيمين في إقليم کردستان العراق. ووفقاً للمعلومات المتاحة، يسعی النظام إلی توسيع نطاق أعماله الإرهابية ضد المعارضين خارج الحدود.
هذه الممارسات وحالات اخری من الاجراءات الوحشية لنظام الملالي ضد المعارضين تظهر قبل کل شئ بدء المرحلة النهائية للنظام الدکتاتوري الديني الحاکم في إيران وستزداد شدتها بشکل أقوی واکبر في الاسابيع المقبلة وتظهر أن انتفاضة الشعب الإيراني تسير بتقدم في الطريق الصحيح والمنظم لها.  لأن هذه الدکتاتورية الأکبر في القرن المعاصر مثل کل الانظمة الدکتاتورية في التاريخ أصبحت مسعورة في مراحلها النهائية وستنتهي آخر محاولاتها وممارساتها من أجل الاستمرار بالبقاء والحياة. لکن الظروف والشروط کما نعلم لن تعود لسابق عهدها والقدر المحتوم الذي هو سقوط نظام الملالي يقترب من الحدوث يوما بعد يوم. وفي الحقيقة ان رؤوس النظام المختلفة تشير بین بعضهم البعض الی هذا الامر تحت عنواين مختلفة.
بالنظر الی مشهد السياسة الخارجية فان هذه الفوضی والاضطراب لها سماتها الخاصة. النظام وحلفائه يسعون الی ارتکاب أحداث وجنايات وجرائم کبيرة في المنطقة ليصرفوا الانظار عن الموضوع الإيراني ويشغلوهم بمواضيع و مسائل اخری في المنطقة. المذابح التي ترتکب بحق الشعب السوري في الغوطة الشرقية أحد هذه الجرائم الکبيرة للنظام ولحلفائه في التاريخ المعاصر والتي راح ضحيتها قرابة ٢٠٠٠ شخص کشهداء من الشعب السوري البريء والأعزل.
بالنظر إلی الأحداث الدولية المتعلقة بإيران ، يمکن للمرء أن يستنتج أن هناک بعض العوامل التي تؤثر علی توازن النظام في هذا المشهد أيضا. بما في ذلک استقالة ريکس تيلرسون واستبداله بمايک بومبيو في منصب وزارة الخارجية الأمريکية، وفقا للمحللين والخبراء السياسيين، يبدو أن هذا الأمر تقرير حاسم لمصير الاتفاق النووي وخروج امريکا من هذا الاتفاق هو أمر قطعي. لأن إدارة الرئيس ترامب سيکون لديها المزيد من التماسک والانسجام لتعزيز استراتيجيتها المعلنة…….
حديث آخر ..
الآن في حين نبدأ العام الإيراني الجديد حيث تستمر الانتفاضة في جميع انحاء وارکان إيران من أجل اسقاط النظام الاصولي الاسلامي الحاکم. وانتفاضة الشعب الإيراني العظيمة تخطوا خطوات أطول للوصول إلی الهدف النهائي. علی حسب قول المثل الإيراني (عام الخير والبرکة يبدو واضحا من ربيعه).
 
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
 
 
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة