الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانفوبيا الانتفاضة

فوبيا الانتفاضة

0Shares


 بقلم:کوثر العزاوي

 

عندما تتکرر و بصورة ملفتة للنظر تصريحات و مواقف رسمية إيرانية تعلن الخوف و التوجس من تجدد إندلاع الاحتجاجات الشعبية، بل و يصبح هذا الموضوع محورا للجناحين الرئيسيين في النظام و التأکيد عليه بطرق و اساليب مختلفة، فإن ذلک أکبر دليل علی إن إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، التي مازات مستمرة بصورة أو أخری، تشکل أکبر کابوس لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.
لم يمر سوی يوم واحد علی تحذيرات وزير الداخلية الإيراني من تجدد الاحتجاجات، حتی دعا القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، إلی السيطرة علی مواقع التواصل، محذرا من “اندلاع الاحتجاجات قد تندلع مجددا في أي لحظة”. علما بأن جعفري قد إستطرد وهو يتحدث أمام مجلس خبراء القيادة الإيرانية بعدما قدم لهم تقريرا عن أوضاع البلاد، وقال إن “الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في ديسمبر/کانون الأول الماضي کانت خطيرة”. وهذا أيضا يثبت بأن السلطات الايرانية تعيش حالة يمکن وصفها بالهلع من إندلاع مجدد للإنتفاضة، رغم إنها مازالت مستمرة بدليل إستمرار الاحتجاجات الشعبية في سائر أرجاء البلاد دونما إنقطاع.
لماذا تخاف السلطات الايرانية من مواقع التواصل الاجتماعي و من الشبکة العنکبوتية؟ السر الذي يکمن وراء ذلک إنها إحدی وسائل التواصل و التفاهم بين الشعب و المقاومة الايرانية، خصوصا وإن الاخيرة أثبتت قدرتها علی الاصالة و المعاصرة في نضالها و تمکنها من إزاحة کل الموانع و العراقيل و الحواجز المصطنعة التي تضعها الاجهزة الامنية الايرانية أمامها من أجل ذلک.
إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، التي کانت لمنظمة مجاهدي خلق(الذراع الرئيسية للمقاومة الايرانية)، دور بارز و رئيسي فيها بإعتراف المرشد الاعلی للنظام، وماقد جری في إحياء مناسبة الاربعاء الاحمر حيث لبی الشعب الايراني دعوة الهيئة الاجتماعية لمنظمة مجاهدي خلق، داخل إيران للإحتفال بالمناسبة و الاحتجاج ضد النظام و ترديد شعارات الموت له، کان بمثابة لطمة قوية أخری بوجه النظام ولذلک فإنه يعيش کابوس تجدد إندلاع الانتفاضة الی الحد الذي صار بمثابة فوبيا له.
إنتفاضة الشعب الايراني ضد النظام لا و لم و لن تنطلق من فراغ أو حالة عبثية وإنما لها مبرراتها و مسوغاتها و التي الاهم فيها عجز و فشل النظام عن تلبية مطالب الشعب و تحسين أوضاعه، بل وإنه وکلما يمر به الزمن يسير نحو الاسوء بکثير، ولذلک فإن الشعب قد يأس تماما من هذا النظام و تيقن من إنه ليس هناک من طريقة أو اسلوب لحل مشاکله و أزماته إلا بتغييره و الذي بدوره لايمکن من دون إسقاطه!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة