الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالتهديد صار جديا

التهديد صار جديا

0Shares


 

بقلم :  رنا عبدالمجيد

 

صار واضحا للقاصي قبل الداني من إن نظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية الايرانية، وبفعل المتغيرات السياسية المختلفة التي طرأت بعد إنتهاء عهد الرئيس الامريکي السابق اوباما، صار في مواجهة تطورات غير عادية أحلاها مر و ليس بوسعه أن يتملص أو يتهرب من مواجهتها او الالتفاف و التحايل عليها کما کان الحال معه طوال الاعوام الماضية، ومن هنا فإن هذا النظام يمر بمرحلة حرجة جدا قد تکون فيها مفاجئات غير متوقعة في أية لحظة بحيث بإمکانها أن تقلب الامور رأسا علی عقب.

الاتفاق النووي الذي طالما سعی هدا النظام لخرقه و الاستمرار في برنامجه النووي سرا و خلسة کما کان الحال معه دائما، صار علی کف عفريت، خصوصا بعد أن أدرکت الادارة الامريکية الجديدة بأن هذا النظام يستحيل إلتزامه ببنود الاتفاق، وإننا نعتقد بأنها علی حق، لأن هذا النظام أشبه بالعقرب الذي لايمکن أبدا الائتمان منه، لکن الذي يجعل القادة و المسؤولين الايرانيين في حالة من الهلع، هو تلميح الادارة الامريکية الی نيتها بإدراج الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الارهابية، إذ أن الحرس الثوري يمثل الدرع الاساسي للنظام الايراني وإدا ماتم إنتزاع هذا الدرع منه فإنه يصبح مکشوفا و عرضة لأکثر من طعنة نجلاء تضربه في الصميم.

تلويح الادارة الامريکية بإحتمال إلغائها للإتفاق النووي، يعني إعادة النظام الی المربع الاول، أي جعله وجها لوجه أمام الشعب الايراني الذي طالما مناه بأنه سيصبح في خير و بحبوحة إذا ماتم إبرام الاتفاق النووي، ولکن ومع إن إبرام الاتفاق لم يغير في واقع الامر شيئا من الاوضاع الرديئة للشعب الايراني وانما کان خطوة في صالح النظام، لکن إلغائه سيجعل النظام في موقف حرج جدا أمام الشعب ذلک إنه خسر کل شئ و لم يحصل علی شئ وإن الشعب لوحده من يدفع ثمن هذه الحماقة، ولذلک نری تهافت قادة النظام وفي مقدمتهم المرشد الاعلی من أجل عدم إلغاء الاتفاق النووي.

التطور الاخر الذي أرعب النظام و جعله في وضع لايحسد عليه أبدا، هو إندلاع إنتفاضة  28 کانون الاول من العام الماضي، والتي غيرت الکثير من الامور و القضايا المتعلقة بالاوضاع في إيران خصوصا عندما برز من خلال هذه الانتفاضة دور الشعب الايراني و منظمة مجاهدي خلق، وهو الدور الذي يحرج النظام الحاکم في طهران کثيرا و يضعه في زاوية ضيقة، ذلک إن منظمة مجاهدي خلق تعتبر في نظر الاوساط السياسية المختلفة بديلا جاهزا للنظام وعندما تقود إنتفاضة عارمة للشعب ضد النظام، فإن ذلک يعني بأن التهديد صار جديا أکثر من اللازم و إن الذي ينتظر النظام هو الاسوء بحق و حقيقة.

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة