الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالرسالة الجدية وردود الفعل المسرحية

الرسالة الجدية وردود الفعل المسرحية

0Shares


بقلم: منی سالم الجبوري


لمن يبعث نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية برسائله “المفتعلة”، علی أثر زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان؟ هل يبعث بها الی الشعب الايراني کي يوحي إليه بأنه ما زال في اوج قوته وإنه في مستوی التحديات؟ أم يبعث بها للدول الغربية والولايات المتحدة علی وجه التحديد کي يؤکد لها بأنه ند لهم؟ فالتظاهرات التي قام بها طلاب ينتمون لمجاميع الباسيج التابعة للحرس الثوري أمام مطار مهراباد الدولي ضد الزيارة والتي رفعوا خلالها شعارات منددة بها وبالدور الفرنسي، کان يمکن أن تکون قوية ومؤثرة لو إنها جاءت من عامة الشعب الايراني وليس من قبل منتسبي جهاز متهم أساسا بقمع الشعب الايراني.

لودريان الذي قامت الخارجية الفرنسية قبل زيارته بإصدار بيان خيرت فيه إيران بين التخلي عن برنامج الصواريخ، ومواصلة دعم طهران لزعزعة استقرار المنطقة وبين عقوبات دولية جديدة، کان يمکن لطهران أن ترفض زيارته ولا تقبل بها خصوصا بعد توضيح الاهداف والغايات المرجوة من ورائها. لکن إستقباله في حد ذاته يعبر عن الوضع الاستثنائي الذي يعاني منه النظام القائم في إيران، والذي يمکن القول بأنه يواجه واحدا من أسوأ المراحل التي مرت منذ تأسيسه منذ 39 عاما، وعلی الرغم من کل التصريحات النارية والمواقف المتوترة في الاعلام الرسمي الايراني، فإن طهران فتحت أبوابها أمام لودريان لأنها کانت تعلم بأن عکس ذلک کان سيکلفها الکثير والذي ليس بوسع صديقه الروسي أن يتحمل تبعاتها.

إستقبال طهران للودريان يأتي بعد أن تيقنت من إن أوربا عملت ما بوسعها من أجل کبح جماح الموقف الاميرکي المتشدد ازاء الاتفاق النووي، وهي تعلم جيدا بأن زيارة لودريان بمثابة فرصة أخری ضمن سلسلة الفرص الکثيرة التي أهدرتها طهران دونما جدوی، خصوصا وإن سيف الغضب الداخلي لا يزال مشهرا بوجهها وقد ينزل علی رأسها في أية لحظة، والمعروف عن النظام الحاکم في إيران بأنه مستعد لتقديم تنازلات خارجية کبيرة لکنه يرفض تقديم أصغر تنازل للشعب، ذلک إنه يری في التنازلات الاخيرة بمثابة فتح باب لن يتم إغلاقه حتی إسقاطه!

ما هي الخيارات التي بإمکان إيران أن تناور بها وتحدث من خلالها التأثير علی الموقف الغربي وجعله أکثر ليونة ومرونة؟ هل يمکن للتحالف “التکتيکي” الروسي ـ الايراني أن يلعب دورا فعالا في مواجهة الضغط الغربي؟ الروس کما توضح من سلسلة الاتفاقيات المختلفة التي أبرموها مع النظام السوري، يبحثون عن المصالح الاستراتيجية ولذلک فإنهم لو قدموا شيئا للنظام الايراني في هکذا مواجهة صعبة ومصيرية فإنهم سيضعون قائمة بالمطاليب أمام شخص المرشد الاعلی الايراني، کما إن سعيهم لتحريک أذرعهم في بلدان المنطقة ضد المصالح الغربية في المنطقة بمثابة مغامرة قد تکون نهايتها مأساوية لغير صالحهم، ولذلک فإن الاوساط السياسية الحاکمة في طهران تعلم جيدا إنها أمام مفترق طرقات کلها تقود الی مجاهيل ولابد لها من الاختيار.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة