الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالمخاض من جديد

المخاض من جديد

0Shares
بقلم:محمد رحيم

من الواضح إن إيران التي قامت بإستغلال العامل الديني من أجل تحقيق أهداف و غايات سياسية محددة، قد إنتهجت سياسات مختلفة إتسمت کلها بالتطرف و التشدد و إعتمدت علی مبدأ تصدير التطرف الديني و الارهاب و الارتکاز علی القوة و العنف لدفع الاخرين للقبول او الاقتناع بطروحاتها، وکانت لهذه السياسات الطائشة و المجنونة آثارا بالغة السلبية علی الاوضاع في داخل إيران علی الاصعدة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية و تجسدت في إزدياد أحوال الفقراء سوءا و إزدياد نسبتهم يوما بعد آخر حتی لم تعد هنالک من طبقة وسطی في إيران إذ بات اليوم و بفعل السياسات الخاطئة للنظام يعيش قرابة نصف الشعب الايراني تحت خط الفقر بإعتراف مسؤولين إيرانيين، و تزداد نسبة البطالة بشکل مخيف حتی أنها تکاد أن تتجاوز 26% فيما يزداد هبوط قيمة الريال الايراني و تسجل أدنی قيمة لها، ومع إزدياد حدة المواجهة السياسية الاقتصادية بين النظام و المجتمع الدولي و تجديد العقوبات الدولية مع عقوبات أمريکية جديدة أفقدتها الکثير من قدرة المناورة و التحرک، وفي ظل هکذا أوضاع تقوم طهران بالعمل من أجل بتوسيع تدخلاتها في المنطقة و جعل الامور تسير فيها کما يتفق مع مصالحها و أوضاعها، وکأنها تريد أن ترقع أوضاعها الوخيمة و البالية بهکذا مسعی من أجل خداع الشعب و إلهائه، لکن المقاومة الايرانية التي وقفت و تقف دائما بالمرصاد ضد هذا النهج السياسي لطهران و کذلک ضد مخططاتها في إيران و المنطقة، تعود اليوم من جديد لترسم طريق الامل و التفاؤل بغد و مستقبل أفضل لإيران من خلال النشاطات و الفعاليات السياسية المختلفة التي تقوم بها دونما توقف، خصوصا وإنها تؤکد علی وخامة الاوضاع الداخلية و عدم وجود أية قدرة لدی النظام من أجل معالجة تلک الاوضاع خصوصا عندما تطالب بالتغيير و تحث المجتمع الدولي علی دعم التطلعات المشروعة للشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية.
المجتمع الدولي الذي ظل موقفه طوال قرابة أربعة عقود مرت من عمر النظام القائم في إيران يتسم بسلبية تميل لصالح طهران في خطه العام، تيقن من أن إيران قد نجحت في إستغلال الموقف الدولي لصالحها و قام بتوظيفها عی أفضل وجه، ولذلک فإن المجتمع الدولي يقف اليوم أمام مفترق حاسم و حساس يجب عليه أن يأخذ بزمام المبادرة قبل أن تفوت الفرصة خصوصا وان الظروف و الاوضاع کما نری في سياق الامور و مؤشراتها تسير بإتجاه المزيد من التعقيد و الذي يقوم به هذا النظام من أجل المحافظة علی بقائه و ضمان عدم تعرضه لخطر السقوط، وهو الامر الذي يجب علی المجتمع الدولي أن ينتبه له جيدا خصوصا بعد الانتفاضة الاخيرة التي کانت لمنظمة مجاهدي خلق العمود الفقري للمقاومة الايرانية دورا اساسيا فيها بحيث تبدو إيران وکأنها تحاني من مخاض شبيه بذلک المخاض الذي إنتابها في عام 1978، و تمخضت عن الثورة الايرانية.
من يتابع الاوضاع في إيران بدقة يتوصل الی حقيقة أن النظام في إيران يمر بظروف بالغة الصعوبة ليس بإمکانه تخطيها او تجاوزها، وهو يسعی من خلال توسيع دائرة الفوضی و إستغلال العامل الديني ببعده الطائفي لخلط الاوراق فإنه بذلک يثبت مدی خطورته علی الامن الاجتماعي بشکل خاص و القومي للمنطقة بشکل عام، وإن حتمية تفعيل موقف المجتمع الدولي بإتجاه الشعب الايراني و المعارضة الايرانية و الاعتراف بکفاحهما من أجل التغيير و الوقوف الی جانبهما بعد الانتفاضة الاخيرة، خصوصا وإن للمقاومة الايرانية إستحقاقات علی المجتمع الدولي ذلک أنها و في أيام کان العالم يراهن علی إعادة تأهيل هذا النظام و إنخراطه في المجتمع الدولي، کانت هي لوحدها المبادرة لإماطة اللثام عن العديد من مخططاته السرية ضد بلدان المنطقة بصورة خاصة و ومن هذه المنطلقات، فإن المجتمع الدولي عندما يبادر للإعتراف بالنضال المشروع للشعب الايراني من أجل الحرية و بمشروعية معارضته الوطنية کمسعی للتغيير نحو الافضل في إيران، فإنه يعترف بحق مشروع و قانوني لامناص منه و ليس يمن عليه فقد أثبت کفاح الشعب الايراني و مقاومته الوطنية و بالادلة الملموسة انها تکافح و تناضل من أجل إيران حرة ديمقراطية خالية من اسلحة الدمار الشامل و ترفض التطرف الديني و الارهاب و تؤمن و تعترف بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين و التعايش السلمي بين الشعوب.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة