الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانومن ينتظر إعمارا من طهران؟!

ومن ينتظر إعمارا من طهران؟!

0Shares


بقلم:منی سالم الجبوري

هناک الکثير من الانتقادات التي تم توجيهها لإيران بسبب عدم إعلانها لأي إلتزام بمساعدة العراق في مؤتمر إعمار العراق الذي إنعقد في الکويت، إذ تصور البعض بإحتمال أن يکون لها دور مؤثر بهذا الصدد خصوصا وإنها ومنذ عام 2003، تعتبر أکبر مستفيدة من العراق من مختلف النواحي، لکن وعندما نتمعن في الامر نجد إنه لم يکن بوسع إيران أن يکون لها دور أفضل من ذلک، فهي ومنذ 39، عاما صارت مختصة بصناعة و تصدير الحروب و الفوضی لبلدان المنطقة بشکل عام و للعراق بشکل خاص.
الموقف الايراني الذي وصفه البعض بالغامض، في الحقيقة ليس فيه أي غموض بل هو واضح جدا إذ لم يبسق وأن شهدت المنطقة دعما من النظام القائم في إيران بعد سقوط النظم الملکي يؤدي الی حرکة إعمار و بناء خصوصا في البلدان غير النفطية، فقد إنحصرت و تنحصر المساعدات المقدمة من جانب طهران لجماعات تابعة لها وليس للدول”وهذا مايجب أن نأخذه بنظر الاعتبار و الملاحظة”، وهي مساعدات عسکرية وحتی المالية فإنها مخصصة کرواتب للعناصر المسلحة و الميليشيات التابعة لها.
هناک ملاحظة مهمة أخری يجب أن لانتجاهلها ونحن في صدد الحديث عن دعم أو مساهمة مالية منتظرة من جانب طهران للعراق أو أية دولة أخری لمساعدتها في إعادة الاعمار أو في مشاريع تنموية، وهي إن إيران وفي الوقت الحاضر، تواجه أزمة إقتصادية خانقة وهي علی حافة الافلاس، خصوصا وإن الانتفاضة الاخيرة کانت في المقام الاول لأسباب معيشية، ذلک إن السلطات الايرانية حتی في داخل إيران نفسها تمنح الاولوية لتقوية ترسانتها العسکرية و لتعزيز أجهزتها القمعية، إذ لايهم طهران أن يعيش نصف سکانها تحت خط الفقر أو يواجه الملايين المجاعة أو ينام الالاف في الاماکن و الساحات العامة داخل بيوت من الورق المقوی، بقدر مايهمها أن يکون لديها صواريخ باليستية مطورة ترعب و تبتز بها دول المنطقة بصورة خاصة و المجتمع الدولي بصورة عامة.
تصدير التطرف الديني و الارهاب و إختلاق الحروب و المواجهات الداخلية و الاقليمية، هي من صلب إختصاصات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ قيامها ولحد يومنا هذا، ويکفي أن نشير و نستشهد هنا الی إن هدا النظام قد بادر الی إستخدام الاموال الايرانية المجمدة التي تم إطلاق قسم منها في عهد أوباما، في دعم النشاطات الارهابية و التدخلات في المنطقة کما أکدت العديد من المصادر الدولية و الاقليمية علی حد سواء، ولذلک فإن إنتظار أن يبادر هکذا نظام مولع بتلک الاختصاصات التي أشرنا لها آنفا، إنما هو إنتظار عبثي لاجدوی من ورائه أبدا!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة