الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمريم رجويمريم رجوي: علی أوروبا إنهاء الصمت واللامبالاة حيال جرائم نظام الملالي+فيديو

مريم رجوي: علی أوروبا إنهاء الصمت واللامبالاة حيال جرائم نظام الملالي+فيديو

0Shares
يوم الجمعة 9 فبراير (شباط) 2018، عقد اجتماع في اوفيرسوراواز تحت عنوان «انتفاضة الشعب الايراني، دعوة دولية لإطلاق سراح معتقلي الانتفاضة، بمشارکة مريم رجوي وعدد من نواب البرلمانات الأوروبية. وتحدّث في هذا الاجتماع نواب من برلمانات بريطانيا وايرلندا وايطاليا وألمانيا ومالطا وليتوانيا وسويسرا وبولندا. وألقت مريم رجوي کلمة للنواب والشخصيات الحضور، هذا نصها:
 
أيها النواب المحترمون
أيها الحضور الکرام،
مرحبا بکم في بيت المقاومة الإيرانية
يسعدني جدا اللقاء بکم هنا وللفرصة السانحة للمناقشة حول الظروف المتقلّبة في إيران.
الظروف في إيران متحوّلة جدا وأود أن أتناول اليوم أربع مواضيع، وبعد ذلک سأکون سعيدة أن أستمع إلی آرائکم.
هذه الموضوعات الأربعة هي:
• الانتفاضة تعتبر منعطف في التطورات الإيرانية
• تقييم تصرفات النظام حيال الانتفاضة
• دور المقاومة في تطورات إيران وضمان الاستقرار والسلام والأمن
• وأخيرا السياسة الصحيحة لأوروبا تجاه إيران

نحن نقول إن الانتفاضة تشکل منعطف وهذا معناه أن الوضع لن يعود إلی الماضي.
ما حصل منذ 28 ديسمبر في إيران، کان أبعد من تظاهرة احتجاجية شعبية بخصوص المشکلات الاقتصادية، وانما کانت حرکة عارمة ضد نظام الملالي برمته. وکان لها عدة خصائص:
أولی سمتها، توسعها وسرعتها الفائقة في انتشار رقعة المظاهرات. بحيث انتشرت في غضون بضعة أيام إلی 142 مدينة.
ثانيا: أساس الاحتجاجات، کان فشل نظام الملالي الکامل في حل أبسط مشکلات المجتمع ومعضلة البطالة والغلاء وفي الوقت نفسه القمع الاجتماعي والسياسي.
ظواهر الفساد المالي والسياسي والقضائي تنخر کل مفاصل النظام. السياسة التدخلية للنظام في المنطقة وصلت إلی طريق مسدود، وجعلت المصادر المالية للنظام تتضاءل، وبرزت علی السطح الانعکاسات السلبية الداخلية.
النقطة الهامة هي أن هذه الأسباب الأساسية لم تبق علی حالها فقط، وانما تفاقمت أکثر وليس بمقدور النظام معالجتها. ولا يمکن معالجة هذه الأزمات إلا بتغييرات سياسية جذرية، الأمر الذي لا يستطيع النظام القيام به بأي شکل من الأشکال.
ثالثا: تشکّل النساء النواة المرکزية للاحتجاجات، وکذلک الشرائح والفئات التي کان النظام يدّعي، وکذلک يُعتقد في الغرب، أنها تشکّل القاعدة الاجتماعية للنظام. أي تلک الفئات المحرومة للمجتمع التي ضاقت ذرعا من اضطهاد النظام.
المحرومون وکذلک النساء الرازحون للقمع والتمييز لا يخسرون شيئا، وهم مستعدون لدفع الثمن ومواجهة النظام.
وأظهرت مقاطع الفيديو للمظاهرات أنه في العديد من المشاهد کانت النساء في مقدمة المظاهرات.
وقال نائب قائد قوات الحرس الأسبوع الماضي إن النساء، وخاصة النساء المجاهدات، قادت الانتفاضات في العديد من المدن.
وکانت النساء يتعرضن لأکبر قدر من المضايقات والضغوط علی مدی 39 عاما من حکم الملالي. إن الحجاب القسري والقمع والإذلال بحجة الحجاب من أهم ذرائع النظام من أجل فرض الکبت علی المجتمع.
بينما أکدّت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية منذ اليوم الأول، أن الدين الإجباري والإکراه الديني والحجاب القسري يتعارض بشکل واضح مع تعاليم الإسلام الأصيلة. وتبيّن نتائج استطلاعات الرأي الحکومية في السنوات الأخيرة، والتي تم الکشف عنها قبل أيام، أن الغالبية العظمی من النساء في إيران، يعارضن الحجاب القسري. وهذا يشير إلی غضب النساء ومشاعر الکراهية لديهن حيال نظام الملالي. والواقع أن المرأة هي تشکل القوة المتفجرة وطاقة قوية للانتفاضة ولإسقاط هذا النظام.
رابعا، في هذه الانتفاضة، استهدفت شعارات المتظاهرين کامل النظام. «الموت لخامنئي» و«الموت لروحاني» و«أيها الإصلاحي، وأيها الأصولي، انتهت اللعبة».
والسمة الخامسة للاحتجاجات هي العنصر التنظيمي. ولم يکن توسيع نطاق المظاهرات إلی 142 مدينة بشعارات موحدة ومماثلة من باب الصدفة وليس من شأنه أن يکون کذلک.
شعارات الشعب هي المطالب ذاتها التي تناضل المقاومة الإيرانية من أجلها منذ سنوات.
وقال خامنئي زعيم نظام ولاية الفقيه علناً إن مجاهدي خلق هي الجهة التي نظّمت الاحتجاجات وهي التي خطّطت لها منذ شهور.
کما اتصل روحاني بالرئيس الفرنسي وقال إن مجاهدي خلق کانوا وراء أحداث إيران وطالب بتقييد أنشطة المقاومة. وقال نائب قائد الحرس إن مجاهدي خلق کانوا العامل الرئيسي لما وصفه بأعمال الشغب.
أيها الحضور الکرام،
نحن نعتقد أن الانتفاضة سوف تستمر بمدّها وجزرها. لا شکّ أن النظام، کما فعل حتی الآن، سيبذل قصاری جهده لقمع الاحتجاجات. وحتی الآن قتل 50 شخصاً، واستشهد 13 منهم علی الأقل تحت التعذيب واعتقل أکثر من ثمانية آلاف شخص.
قبل بضعة أيام أکد عضو في مجلس شوری النظام نقلا عن رئيس هيئة السجون تسجيل اعتقال 4972 شخصا. ان تأييد هذا الأمر من قبل النظام يبيّن أن العدد الحقيقي أکبر بکثير من 8000 شخص. ومع ذلک، فإن هذا النظام ليس لديه القدرة علی وقف الاحتجاجات.
إن الاحتجاجات، بالطبع، ستمرّ بمنحنيات ولکنها لن تتوقف. کما رأيتم، بعد أسبوعين من الهدوء النسبي، شهدت مدن إيرانية مختلفة في 31 يناير و1 فبراير مرة أخری، احتجاجات بالشعارات التي ترفض کل النظام.
کما وفي الوقت نفسه، تجري کل يوم حرکات احتجاجية للعمال، والکادحين، ومَن نُهبت أموالهم.
أيها الأصدقاء الأعزاء،
النظام الإيراني يعيش في وضع أضعف بکثير من أي وقت مضی. وهناک دلائل علی القلق والرعب حتی داخل قوات الحرس وميليشيات الباسيج التي يعتمد عليها النظام من أجل البقاء.
وخلال الانتفاضة، انضم عدد من أعضاء الباسيج إلی المنتفضين بإحراق بطاقاتهم للعضوية في البسيج. کما أن بعض الأشخاص الذين قتلوا خلال الاحتجاجات بيد قوات النظام کانوا من الأسر البسيجية.
وحتی قدرة النظام علی إرسال قوات إلی سوريا قد انخفضت بشکل حاد ولهذا السبب يعتمد أساسا علی القوات المرتزقة من غير الإيرانيين.
وفي کلمة واحدة، بقت العوامل التي أدت إلی الانتفاضة علی حالها وتفاقمت.
لقد تصدّع جدار الخوف، ولا شيء، بما في ذلک الاعتقال والقتل والتعذيب، يمکن أن يمنع تقدم الانتفاضة وإسقاط النظام. نظام الملالي محکوم عليه بالسقوط. وأن المقاومة الإيرانية هي الضمان لإيران حرة وللاستقرار والهدوء في المنطقة.
أشرت آنفاً إلی اعتراف قادة النظام بدور مجاهدي خلق في الانتفاضة، ولکن دور المقاومة أعمق بکثير.
والواقع أن هناک في إيران بديلا ديمقراطيا يحظی بقاعدة شعبية، ولها القدرة علی إحداث التغيير، وله برامج ومشاريع محددة لمستقبل إيران، ولهذا السبب يخاف منه النظام بشدة.
يحاول النظام ولوبياته أن يخيفوا المواطنين والمجتمع الدولي من تکرار السيناريو في سوريا وبدء حرب أهلية في إيران وذلک بهدف مساعدة النظام علی البقاء.
ولکن الواقع هو أن وجود هذا البديل القوي والمتجذر کفيل ببقاء إيران موحدة ومتماسکة.
ويُخفي نظام الملالي ولوبياته بممارسة الدجل حقيقة أن العامل الرئيسي للأزمة والمذابح في سوريا هو نظام الملالي نفسه.
ومع تصعيد الانتفاضة في إيران وإسقاط الملالي لا تصبح إيران مثل سوريا، بل ستتبدّل الأزمات في سوريا والعراق ودول أخری في المنطقة إلی السلام والهدوء والديمقراطية.
إننا نطالب بإيران حرة وديمقراطية، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة في الحقوق بين جميع الطوائف والقوميات والحق في الحکم الذاتي لها في إطار السيادة الوطنية الإيرانية، والمساواة بين الجنسين وإلغاء الحجاب الإجباري وجميع القوانين القروأوسطية ضد المرأة.
وأخيرا، السؤال المطروح، ما هي السياسة الصحيحة لأوروبا؟
في 24 من يناير ومن علی منبر المجلس الأوربي في ستراسبورغ، دعوت هذا المجلس ودول الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه إلی اتخاذ تدابير وقرارات فعالة وقرارات ملزمة لإجبار نظام الإرهاب الحاکم باسم الدين في إيران علی إطلاق سراح معتقلي الانتفاضة، وحرية التعبير والتجمع، ووضع حد لاضطهاد المرأة وإلغاء الحجاب القسري.
وأي علاقة مع هذا النظام ينبغي أن تشترط بوقف الإعدام والقمع. ولاية الفقيه وقوات الحرس وحدهما تربحان من التعامل الاقتصادي مع النظام الإيراني وتصرفان أرباحها لمزيد من قمع المواطنين وإثارة الحروب في المنطقة.
إن زعزعة استقرار المنطقة، وفقا لتجربة السنوات الأخيرة، تعرّض أوروبا لضغوط من الهجمات الإرهابية.
نحن نقول: کفی 39 عاما من سفک الدماء والجريمة والتمييز والقمع ضد المرأة وأعمال الکبت والرقابة. يجب علی أوروبا أن تضع حدا لصمتها وتقاعسها، وأن تبتعد عن نظام الملالي.
هذا النظام ليس له مستقبل وأن المساومة معه، ستزيد من ثمن نيل الحرية للشعب الإيراني وتطيل أمد الحروب والأزمات في المنطقة.
وبطبيعة الحال، فإنه لا يستطيع منع سقوط النظام علی يد الشعب.
کما أن الدعم الشامل للشاه حتی الأشهر الأخيرة من حکمه من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية لم يستطع أن يمنع من سقوطه.
 
 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة