الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيالنظام السوري يحوّل مجمعاً للنازحين في السويداء إلی معتقل لآلاف السوريين! +صور

النظام السوري يحوّل مجمعاً للنازحين في السويداء إلی معتقل لآلاف السوريين! +صور

0Shares

کشفت مصادر محلية في مدينة السويداء لأورينت نت عن تحويل النظام مجمعاً للنازحين السوريين إلی معتقل يحتجز فيه قرابة 5 آلاف مدني جلهم من مدن الجزيرة السورية.

وکانت السويداء قد استقبلت علی مدی السبع سنوات الماضية آلاف من الذين فروا من القصف والدمار من مختلف المدن السورية، واستقروا في المحافظة التي بقيت هادئة نسبياً قياساً بما حصل من قتل وتهجير في باقي المدن السورية الثائرة.

وعلی خلاف المخيمات التي بنيت للمهجرين بفعل قصف النظام في الشمال السوري، أقام ضيوف السويداء في منازل المدنيين من سکان المحافظة، فاستأجروا بيوتاً وانخرط بعظهم بمشاريع اقتصادية في محاولة لإکمال حياتهم بشکل طبيعي.

أما القسم الذي لم يتمکن من استئجار منزل في المدينة وريفها، فقد توجه إلی “معسکر الطلائع” في قرية (رساس) بريف السويداء، ليقطن في الغرف الاسمنتية، وسط ظروف أقل ما يمکن وصفها بالمأساوية، بعيداً عن عدسات وسائل الإعلام.


سجن يديره الأمن العسکري

ويؤکد (وائل الأحمد) مسؤول في مکتب السويداء الإعلامي، أن “فرع الأمن العسکري في السويداء يشرف بشکل مباشر علی حراسة المعسکر، ويقوم الفرع عبر ثلاث نقاط مسلحة تابعة له بحراسة المعتقل، مانعاً أي شخص من مغادرته؛ إلا لظروف معينة ولمدة محددة، کما يمنع الفرع خروج أي عائلة بشکل کامل من داخل المرکز”.

وأوضح (الأحمد) في حديثه لأورينت نت، أن “حافلات مخصصة تنقل التلاميذ من المعسکر إلی مدارسهم وإعادتهم في الوقت المحدد، کما يفرض علی عدد کبير من المقيمين فيه زيارة فرع الأمن العسکري کل فترة”.

وبحسب (الأحمد) فإن الدفعة الأخيرة التي جاءت بعد عام 2016 من شمال شرق سورية، أدخلت عنوة إلی المعتقل هذا، حيث تم نقلهم عبر باصات للأمن العسکري من شرق السويداء إلی داخل المعسکر.
 

“معتقل نازي”

وکانت وسائل إعلام قد أکدت منذ العام 2016 أن المعسکر مرصود بقنّاصة يتمرکزون علی سطح المدرسة داخل المعسکر، وفيه مفرزة أمنية عند المدخل تمنع دخول أي شخص لا يحمل إذناً من المحافظ أو من القوی الأمنية، کما تمنع خروج أي نازح لا يحمل إذناً بالمغادرة، ممهوراً بتوقيعات قيادة المعسکر والمفرزة الأمنية هناک، مشيرة إلی أن “المعسکر” يشبه إلی حد کبير “معتقلات ومعسکرات النازية” اثناء الحرب العالمية الثانية.

من جانبه، أفاد (غيث فياض) وهو ناشط من مدينة السويداء، أن عدد  القاطنين داخل معسکر الطلائع في قرية (رساس) بلغ قرابة 5 آلاف مهجّر.

وأوضح (الفياض) في حديث لأورينت نت بأن “معظم الوافدين المقيمين داخل المعسکر ينحدرون من مناطق شمال سورية (دير الزور والرقة وريف حلب) ويقدر عددهم بحوالي (3200) مهجّر، مشيرا إلی أن تاريخ نزوح هؤلاء بدأ بعد عام (2016) وأن العدد الباقي من المهجّرين في السويداء يتوزعون علی محافظات (درعا والقنيطرة وريف دمشق والحسکة) والحصة الأکبر من هؤلاء الوافدين هم من محافظة درعا.

 

ظروف صعبة

ويفتقر المعتقل الذي تطلق عليه قوات أمن النظام “مرکز الإيواء” للکثير من مقومات الحياة، لاسيما أن المشکلة الإنسانية تفاقمت بعد تهجير الآلاف من أهالي أرياف حلب ودير الزور والرقة (أي بعد عام (2016) حيث يغيب المعتقل عن وسائل الإعلام عدا تلک التابعة لنظام الأسد وميليشيا “حزب الله” بهدف الترويج للنظام ومسؤوليه، وفقا لمصدر خاص من داخل المعسکر.

ويضيف المصدر (رفض الکشف عن هويته لأسباب أمنية) بحديثه لأورينت نت أن “نزوح المدنيين من شمال شرق سوريا تسبب بازدحام کبير داخل المعتقل، نتيجة عدم قدرة المکان علی استيعابهم ضمن الغرف الإسمنتية، ما استدعی إنشاء خيام لسد العجز”.

کما أکد “المصدر” أن المرکز يحتاج لبناء عدد إضافي من الغرف الإسمنتية، وتحسين البنية التحتية، وهو بأمس الحاجة لفتح مراکز تأهيل وتدريب ودعم نفسي وخاصة للأطفال، والأهم من ذلک نقل إدارة المرکز لسلطة مدنية من المختصين.

 

أين تذهب المعونات؟

ونوه المصدر إلی أن المکان يفتقد لعيادات طبية مختصة ومدارس، والأمر الذي يزيد من معاناة النازحين عمليات سرقة المعونات المقدمة لهم، خصوصا المعونات الصحية، حيث تقوم منظمة الهلال الأحمر في السويداء بتوزيع بعض المعونات لقاطني المعتقل، ولکن عبر لجنة إشراف مکلفة من محافظ السويداء، حيث تتسلم الأخيرة المعونات من منظمة الهلال الأحمر لـ “تشرف” علی توزيعها للنازحين، مشيراً إلی أنه “في وقت سابق حاولت منظمة الهلال الأحمر توزيع المعونات بشکل مباشر، إلا أنها واجهت معوقات کبيرة من قبل المحافظة”.

وعن دور مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية قال “المصدر”: “للأسف هناک دور بسيط وضعيف جدا لهذه المنظمات، حيث يقتصر عمل هذه المؤسسات علی بعض ورش الدعم النفسي، والحفلات الترفيهية، ولم تتمکن من أخذ أي دور فاعل في التعاطي مع المقيمين في المرکز”.

يشار إلی أن محافظة السويداء کانت قد استقبلت الآلاف من النازحين من المحافظات السورية، علی مدی السنوات السابقة من عمر الثورة السورية، ومع حسن استقبال أهالي المدينة للمهجرين، إلا أنهم يتعرضون لانتهاکات وابتزاز مستمر من قبل ميليشيات النظام، وفقاً لمصادر من المهجرين.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة