الجمعة, أبريل 26, 2024

نهاية نظام

0Shares

 
بقلم: رنا عبدالمجيد

 


إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، جسدت ومنتهی الوضوح مدی  إصرار الشعب علی رفض هذا النظام الذي أذاقه الويلات و السعي من أجل تغييره، وهذا العزم لم يعد مجرد مسألة عادية بالامکان تجاوزه او تخطيه، لأن الشعوب فيما لو دخلت علی الخط فإن کل المعادلات و المراهنات ستتغير و ستنقلب طاولة المخططات و المؤمرات علی رؤوس أصحابها، لکن مشکلة النظام الايراني لاتنحصر فقط في دخول الشعب الايراني علی خط المواجهة ضده وانما ذلک الاقتحام الاستثنائي لساحة الاحداث السياسية من جانب «منظمة مجاهدي خلق أبرز فصيل سياسي معارض للنظام و صاحب الدور الاکبر في إسقاط نظام الشاه عام 1979»، والذي لفت الانظار إليه بقوة و فرض نفسه بمثابة الرقم الاصعب في المشهد السياسي الايراني، وهذا الامر وضع و يضع قادة النظام في موقع صعب و معقد دفعهم لکي يفکرون و بطرق شيطانية في إستغلال نفوذهم في العراق و لبنان و سوريا و دفعها بإتجاهات تخدم مصالحم الضيقة في طهران.
مايجري من أحداث غريبة و غير منطقية في العراق و سوريا و لبنان، و الذي جری و يجري من قمع و إستبداد استثنائي بحق الشعب الايراني والتي تعاقبت کلها بعد الانتفاضة الايرانية الباسلة، يؤکد بأن النظام الايراني قد صار في موقف و وضع لايمکن أن يحسد عليه أبدا، خصوصا بعد أن فشلت الخطة المشبوهة للنظام بعزل منظمة مجاهدي خلق عن دول المنطقة و العالم و حصرها في زاوية ضيقة کي لاتواصل نضالها الدؤوب ضده، وقد کانت عودة المنظمة الی الساحة”التي لم تغب عنها أبدا”، علی أثر دورها الکبير في إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018،  ، وهذه العودة قد تمکنت من تغيير الکثير من مجريات الواقع و أعطت الکثير من الامل و لتفاؤل للشعب الايراني و أعادت إليه الثقة بالنفس من أن طليعة الکفاح من أجل الحرية و الکرامة الانسانية طود شامخ لايمکن أبدا إبقائه في قفص او دائرة ضيقة وان دعاة الحرية و الثورة هم کالنسور و العقبان التي لا تکف عن التحليق عاليا، توجت أهمية هذه العودة بإنفتاح شعوب و دول المنطقة و العالم و أحزابها و منظماتها عليها و النظر إليها کقوة سياسية منفتحة تناضل من أجل إيران حرة و ديمقراطية.
المحاولات المستميتة التي يبذلها النظام الايراني من أجل الامساک بزمام الامور في إيران و العراق و سوريا و لبنان و اليمن وبالاخص بعد الانتفاضة، باتت بالغة الصعوبة عليه و لم يعد بوسعه المزيد من المطاولة و المضي في هکذا إتجاه معقد، وان التقارير الواردة من داخل إيران تؤکد بأن الاوضاع في داخل إيران قد بلغت مستويات غير مألوفة و استثنائية و صار الموقف بالنسبة للنظام أصعب مايکون بل وان بعضا من هذه التقارير تشير الی أن النظام لم يعد بإمکانه الامساک بزمام الامور کسابق عهده الی الحد الذي باتت تتواتر فيه إعترافات من جانب قادة و مسؤولي النظام بصعوبة الاوضاع المتداعية عن الانتفاضة هذا الی جانب إستمرارهم في الاعتراف  بتزايد نسبة الفقر و المجاعة في إيران، خصوصا بعد أن تفاقمت الاوضاع الاقتصادية و المعيشية و بلغت أسوء مستوی لها في ظل هذا النظام مثلما إن تدخلاته قد بلغت ذروتها في المنطقة حيث خلفت و تخلف أسوء الآثار و اللنتائج و التداعيات، وهذا کله يؤکد حقيقة بأن هذا النظام ماض الی زوال حتمي وإنها نهايته التي طالما سعی للتهرب منه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة