الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممحاولة حسن روحاني المتأخرة للحفاظ علی نظام الملالي

محاولة حسن روحاني المتأخرة للحفاظ علی نظام الملالي

0Shares


يوم الأربعاء الموافق 31 يناير، أشار حسن روحاني في کلمة أدلی بها علی قبر خميني، إلی قضايا وصفها المراقبون بعبارات مثل علامات الضعف، وعلامات الجمود، ومغيب الآفاق، وما إلی ذلک. وحاول روحاني في هذا الخطاب، ترقيع الفرو المندثر والمتهرئ لراعي الأغنام الذي لبسه ذئب في النظام حتی يتمکن من إعادة بناء المشروع المحروق للاعتدال والخداع باسم الإصلاح. في حين أن أبناء الشعب لا يفرقون بين الوحوش الفاسدة والقمعية من مختلف صنوف الأصوليين والإصلاحيين وهم يعرفون أنهم جميعا يشکلون فروعا من الشجرة الخبيثة لخميني الدجال وکل يمثل الوجهين المتخلفين لخميني.
وأعاد جناح خامنئي کلام روحاني إلی روحاني نفسه، وکتب الموقع الحکومي لهذا الجناح مخاطبا روحاني: «من الجيد أن نسمع جزءا من صوت الشعب بدلا من اللعب بدور المعارضة والهروب إلی الأمام».
وقد ذکّر روحاني بالأيام الأخيرة لحکم الشاه وقال متندرا علی الولي الفقيه: « ان الحکومة السابقة لم تسمع أصوات الشعب، وسمع فقط صوت ثورة الشعب» ولکنه نفسه لم يسمع بعد، صوت غلق متجر (دکان) التشدق بالاصلاحات.
المقاومة الإيرانية وقيادتها أکدت غداة مجيء الملا محمد خاتمي والترويج بمشروع الاصلاحات، حقيقة أن الأفعی لن تلد حمامة، وشددت علی أن الاصلاحات في نظام ولاية الفقيه ليس إلا سرابا، والآن الجيل الجديد يؤکد هذه الحقيقة بهتافه أيها الاصلاحي وأيها الاصولي انتهت لعبتکما وأسدل الستار بذلک علی المسرحية.
وتأتي نصيحة روحاني للولي الفقيه بسماع صوت احتجاج المواطنين ويستدل بذلک في وقت وصف هو نفسه في خضم الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني، الانتفاضة بأنها أعمال شغب وينکرها ويذمها وقال: ان الحکومة قطعا لن تتسامح مع اولئک الذين يريدون العبث بالمال العام أو الاخلال بالنظام الاجتماعي أو يحدثون أعمال شغب.
ثم وفي لقاء مع رؤساء لجان مجلس شوری النظام في 1 فبراير، ادعی روحاني بشأن أسباب الانتفاضة: انتفاضة إيران «هي انتقام خصوم وأعداء النظام من الانتصارات والوحدة وتماسک النظام».
وکان روحاني خلال مسرحية الانتخابات، قد حاول مخادعا بقوله «ارتکبوا 38 عاما الإعدام والاحتجاز» أن يرکب موجة الکراهية الشعبية والغضب الجماهيري ازاء جرائم النظام، وأن يعرض نفسه في دور المعارض، وهو في هذه المرة أيضا يحاول رکوب أمواج الانتفاضة، لانتشال الجثة النتنة المقبورة  للاصلاحات داخل النظام التي دفنها الشعب بشعار«أيها الاصلاحي وأيها الاصولي قد انتهت لعبتکما» ويحييها من جديد.
وليس روحاني وحيدا في هذه المحاولة اليائسة والمتأخرة، بل يشارکه في محاولته کل العناصر والوجوه الاصلاحية التي کانت لها دورا في أعمال القمع والقتل المباشر للمواطنين وکانوا قبل ارتدائهم زي الاصلاحية، يمتهنون التعذيب بصفتهم معذبين ومستنطقين في السجون وهم الآن ظهروا في الساحة لکي يخدموا من جديد النظام الاستبدادي المطلق لولاية الفقيه بسفسطتهم بنظريات ما يسمی الاصلاحية.
والحقيقة هي أن هذا الجزء من نظام الملالي الذي يسعی تحت واجهة الإصلاح، لحفظ هذا النظام الآيل للسقوط، قدم علی مدی العقود القليلة الماضية، أکبر الخدمات لخامنئي للحفاظ علی نظامه، وخامنئي أيضا بدوره استخدمهم بکل مهارة لتجميل وجه النظام للتعامل وعقد الصفقات مع الاطراف الدولية.
ومن المثير للضحک، أن روحاني کان في وقت يتکلم عن حق الناس في الاحتجاج والتعبير، وهو کان علی قبر خميني هذا الوحش وعفريت الاستبداد والرجعية والجلاد ضد الإنسانية في التاريخ الحديث ويشيد في خطابه بأفکار الأخير وتعاليمه الشريرة، مجددا العهد مع روح خميني الشريرة لمواصلة نهجه المتمثل في القمع والدجل والحرب والإرهاب والفساد والمجازر. وبطبيعة الحال هذه المفارقة لم تأت من باب الصدفة والعرض. بل هي نتيجة محاولة بائسة وعبثية  لاحياء الجيفة التي تسمی بالاصلاحات  لاستعادة الحياة لنظام أصدر الشعب الإيراني منذ عقود حکم موته.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة