الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانرائع لکن الواقع خلاف ذلک!

رائع لکن الواقع خلاف ذلک!

0Shares


بقلم:محمد حسين المياحي

 

 

«لا نتحدث عن مواقف الدول الاخری من العراق هذا شأنها لکننا نتحدث عن الواقع العراقي، فالعراق اليوم يدار من قبل حکومة منتخبة ممثلة لارادة الشعب منبثقة من البرلمان الذي انتخبه الشعب من کل أطيافه»، کلام رائع و مدعاة فخر و إعتزاز لکل عراقي، ذلک إن حلـ کل عراقي هو أن يستعيد العراق عافيته و يتخلص من نفوذ الدول الاخری التي تستخدم العراق کبيدق شطرنج من أجل أهدافها و غاياتها.
الکلام الآنف الذي علقنا عليه، هو رد مکتب رئيس الوزراء، حيدر العبادي، علی تصريحات الرئيس الامريکي، دونالد ترامب، بتزايد نفوذ ايران في العراق وهيمنتها عليه، کما جاء علی لسان المتحدث باسم المکتب سعد الحديثي. لکننا نتساءل؛ هل حقا إن الامر کذلک؟ هل إن ليس هناک من دور و نفوذ و تأثير للنفوذ الايراني علی العراق؟ وهل إن کل الذي يثار من تصريحات و بحوث و دراسات و تحليلات و تقارير إستخبارية و سياسية عن النفوذ الايراني في العراق، هو مجرد کلام عبثي لاطائل من ورائه؟ وهل إن مايشاع عن تواجد و دور قاسم سليماني في العراق، مجرد إشاعات و أکاذيب يجب علينا أن نکذبها و نصدق الحديثي؟
مشکلتنا الکبيرة ومنذ الفترة التي تلت الاحتلال الامريکي للعراق، هي إنه هناک دائما تفاوت کبير بين مايقال علی ألسن السياسيين بشأن الاوضاع الجارية و مايجري علی الارض، وهو کما يبدو أمر صار مألوفا في العراق بل وحتی تعود عليه الشعب العراقي، وإن التصريح أعلاه للحديثي، لايختلف إطلاقا عن الخط العام للتصريحات”المعروفة” لأقرانه من الساسة العراقيين الآخرين، ولاسيما إن النفوذ الايراني الذي يتحدث عنه الحديثي بهذه الصورة الحادية جدا، إنما هو کلام لايصدقه أحد بل ولن نبالغ أبدا إذا ماأکدنا بأن الحديثي بنفسه لايصدق تصريحه الذي أطلقه للإستهلاک المحلي!
النفوذ الايراني الاستثنائي في العراق، ليس بذلک النفوذ الذي يمکن التحدث عنه بصورة عرضية و عابرة، کما نری في کلام الحديثي، وانما هو من النوع الذي يحتاج الی بذل الجهود الوطنية المخلصة من أجل وضع حد له، وإن الکلام عنه بتلک الصورة إنما هو للتمويه و القفز علی الحقيقة و الواقع بل هو کلام موجه بشکل خاص من أجل الحملة الانتخابية للعبادي، غير إننا نتساءل: الی متی سيظل ساسة عراقيون يستهزئون بعقول و أذهان و فهم العراقيين للأوضاع و الامور؟ والی الی متی ممارسة الکذب ليس الابيض وانما الاکثر سوادا من السواد نفسه؟ فالنفوذ الايراني في العراق هو سرطان يضرب العراق ولاحل له إلا بإسقاط النظام أو جهد وطني عراقي من أجل مواجهته و وضع حد له!

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة