الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالجاسوس الامين والمتدين والغيور والشجاع مرآة الصورة الکاملة لنظام الولي الفقيه

الجاسوس الامين والمتدين والغيور والشجاع مرآة الصورة الکاملة لنظام الولي الفقيه

0Shares

 


المحامي عبد المجيد محمد
Abl.majeed.m@gmail.com


 

عندما کان النظام الفاشي لولاية الفقيه في خضم اشتداد المفاوضات النووية مع الدول مجموعة 1 + 5، کانت هناک أخبار تلاک علی الألسن عن وجود تسريبات أو تجسس بعض أعضاء فريق التفاوض النووي. إن طرح مثل هذه القضايا تضع اشارات استفهام کبيرة وتطرح أسئلة خطيرة حول کامل المفاوضات، مما يضع الولي الفقيه الضعيف في زاوية الحلبة أکثر من أي وقت مضی.
ولهذا وبسبب اليأس والإحباط في تاريخ 23 حزيران، 2015  اجتمع خامنئي مع مجموعة من المسؤولين رفيعي المستوی في النظام. وتحدث کلاما غاضبا تشوبه موجة من التهديدات المبطنة عن مؤهلات و مدی موثوقية جميع أعضاء فريق التفاوض حيث انعکست وتجلت هذه الکلمات بسبب أهميتها، وعلی وجه التحديد تلک الجمل في جميع وسائل الاعلام الحکومية وغير الحکومية حيث قال خامنئي في محاولة منه لدحض الشائعات والاخبار حول تجسس من بعض أعضاء الوفد:
«انا أعلم ان جميع مندوبي الهيئة التفاوضية هم اشخاص امينون، وأنا أعلم انهم غيورون ومتحمسون، وأنا أعلم أيضا انهم شجعان ومتدينون وهذا کله انا علی علم به. معظم الحاضرين الذين شرفونا بقدومهم إلی هنا ليس لديهم اطلاع علی محتوی ومضمون المفاوضات واذا کنتم ايضا علی اطلاع علی فحوی وحيثيات المفاوضات في الاجتماعات السابقة کنتم بالتأکيد ستقرون بجزء مما قلت سابقا.
 وبطبيعة الحال،أنا أعرف بعض هؤلاء الأصدقاء عن کثب؛ وأنا علی علم بتاريخ وماضي بعضهم؛ فهؤلاء هم أشخاص مخلصون وامينون ومتدينون؛ هم اشخاص جديرون بالثقة وامينون؛ وهدفهم هو المضي قدما والنهوض بهذا البلد وجهودهم کلها موجهة نحو حل عقد ومشاکل هذا البلد بصراحة، هم محبون وغيورون علی اوطانهم ، ويتحلون أيضا بالشجاعة …» (موقع خامنئي، 24 حزيران 2015)
 خامنئي، من خلال ذکره هذه الأقوال والجمل بشکل صريح و تأکيده علی أنه “يعرفهم جميعهم”، اراد بذلک ان يلجم کل من خلق ازمة المفاوضات النووية وکما اراد ان يفهمهم ان الولي الفقيه وتمام ارکان النظام في حاجة ماسة لهذا الاتفاق.
وينبغي ألا تثارمسائل من قبيل التجسس علی أعضاء فريق التفاوض او مسائل من قبيل التشکيک  بنزاهتهم. حيث أراد خامنئي التوصل إلی اتفاق لهذه المفاوضات بأي ثمن کان.
 سياسة الاسترضاء والتماشي الدولية تجلت حين کانت الحکومة الأمريکية تسعی أيضا الی التوصل لنتيجة  في أقرب وقت ممکن، في  المحادثات اللاقطة للانفاس مع النظام الفاشي لولاية الفقيه قبل نهاية فترة رئاسة أوباما، وتوقيع ما يسمی بالاتفاقية النووية، وهذا ما حدث بالفعل، وتم ملئ خزانة الملالي الفاشيين بالاموال الطائلة لتمکينهم من الانفاق علی الحرب في سوريا والتدخل في بلدان المنطقة.
 أکثر من 10 ملايين إيراني يعيشون تحت خط الفقر، وفي حين ان جل ما يحتاجه هؤلاء هو فقط  أن يکسبوا ما يعينهم علی البقاء علی قيد الحياة. هؤلاء الناس فاقدي الحياة وهم جوعی يأتون إلی شوارع المدن ويهتفون «دعوا سوريا بحالها وانظروا الی حالنا نحن».
وفي 28 ديسمبر / کانون الأول، في مظاهرة واسعة جدا تجمع 10 آلاف شخص في مشهد، جاءوا إلی الشوارع وهتفوا بشعارات “الموت للديکتاتور” والموت لخامنئي.
ومنذ وقت ليس ببعيد، علی الرغم من حديث خامنئي، ارتدت الشائعات فعلا لباس الحقيقة، حيث کان أحد الأعضاء الرئيسيين في المحادثات النووية يدعی عبد الرسول دري اصفهاني قد حکم عليه بتهمة التجسس.
وبما أن خامنئي “کان يثق في جميع أعضاء الفريق التفاوضي، فقد حاول معالجة واصلاح هذه المسألة، حتی لا تحدث هذه الفضيحة. وعلی وجه الخصوص، قال محمود علوي، وزير المخابرات في النظام، يوم الأربعاء 11 أکتوبر / تشرين الأول إن عبد الرسول دري أصفهاني، عضو فريق التفاوض النووي الإيراني، لم يرتکب جرم الجاسوسية.
وکما اکد ايضا نائب هيئة مکافحة الجاسوسية المسؤولة عن کشف قضايا التجسس ان دري اصفهاني قد تعاون مع هيئة مکافحة الجاسوسية.
 ولکن ردا علی ذلک، ابدی قضاء الملالي ردة فعل قوية، ووکالة الأنباء التابعة للسلطة القضائية،باسم ميزان کتبت: «لا يوجد قانون يقول أن اثبات جريمة التجسس هو من اختصاص الافراد العاملين في وزارة المخابرات؛ وهناک العديد من الحالات التي خالفت فيها المحکمة، محتوی تقارير وزارة المخابرات حيث تم تبرئة شخص او عدة  اشخاص متهمين بالجاسوسية او تم الحکم عليهم بتهمة الجاسوسية».
وأخيرا، کان کل شيء واضحا، وأوصل المتحدث باسم السلطة القضائية بشکل صريح قضية الحکم بالجاسوسية هذه القضية المثيرة للجدل الی وسائل الاعلام. کتبت الصحيفة الحکومية کيهان المرتبطة بخامنئي فيما يتعلق بهذا الموضوع:
«وقال حجة الإسلام غلام حسين محسني ايجئي في المؤتمر الصحفي رقم 119: “السيد عبد الرسول دري أصفهاني، ابن حسين، کان مواطنا يملک جنسية مزدوجة وکان واحدا من المتهمين بالتجسس وتوفير المعلومات للأجانب، وکان مرتبطا بخدمتين. وقد استعرضت المحکمة هذه القضية وحکمت علی المتهم بالسجن لمدة خمس سنوات، وتم تاييد هذا الحکم بالسجن في محکمة الاستئناف، وفقا لمحتويات قضية المتهم وهيئة دفاع المدعی عليه ايضا، وبذلک يکون الحکم قد اصبح قطعيا ويجب أن يتحمل المتهم عقوبة السجن لمدة خمس سنوات».
وهکذا، تکون قد ثبتت جميع تصريحات خامنئي بشأن شجاعة ودين وامانة وغيرة هذا الجاسوس صاحب الجنسية المزدوجة وعضو الهيئة التفاوضية النووية. في الواقع أن هذا الجاسوس يستحق بحق وسام الاستحقاق والجدارة مقدم  بيد رئيس الجمهورية، عن طريق الفاشية الدينية الحاکمة في  إيران.
 

نعم وهذا هو بالضبط وضع البلد الذي يکون فيه الولي الفقيه دجالا ورئيس جهوريته مخادعا وافاقا ومسؤولوه جواسيسا في خدمة الاجانب وشعبه يکون محروما وتحت خط الفقر،  ولکن هذا ليس کل شيء. إيران لها وجه آخر. يجب علی إيران أن تعترف بمقاومتها العظيمة والرائعة.
 هذه المقاومة التي ابدت لأکثر من 36 عام ثباتا عظيما وصمودا اسطوريا في وجه کل الجرائم والخيانات وطعنات الظهر من قبل حفنه تافهه من الملالي المجرمين التي حکمت ايران.
إن المقاومة الايرانية الرائعة والعظيمة تملک الارادة والعزيمة لإرسال هذا النظام الفاشي إلی مزبلة التاريخ واستعادة السيادة للشعب الإيراني وتنظيف ايران والمنطقة کلها من رجس هؤلاء الانجاس.
ان هذا الهدف سيتحقق بفضل قيادة وتوجيهات السيدة مريم رجوي والمجلس الوطني للمقاومة الايرانية.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة