الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتنظام الحكم اللص المتربح ريعيًا

نظام الحكم اللص المتربح ريعيًا

0Shares

كُشف النقاب عن فضائح حالات النهب والفساد في نظام الملالي لدرجة أن وسائل الإعلام الحكومية والعناصر الحكومية أيضًا يعترفون بهذا الفساد المؤسسي.

فعلى سبيل المثال، قال محمد غرضي، أحد الوزراء السابقين: " بلغ دخل الحكومات بعد الثورة 4000 مليار دولار، وأدى التربح الريعي إلى ضياع أكثر مما يتراوح بين 2000 و 3000 مليار دولار هباءً". (موقع "خبر فوري"، 9 مايو 2021).

كما وصف غرضي الحكومة والسلطة القضائية وتكتلات مجلس شوري الملالي وجميع الأجهزة بأنهم متربحين ريعيًا، قائلًا: "ارتفعت عائدات الحكومة من 10 مليارات دولار في التسعينيات إلى 75 مليار دولار، بيد أن أجور العمال تراجعت بمقدار عدة أضعاف".

ومضى قائلًا في اعترافاته : "يعيش 5000 شخص من أبناء المسؤولين في البلاد في أمريكا وأخذوا معهم دولارات المواطنين ويعتقدون أنهم بذلك يعيشون الحياة التي يجب أن تكون" (وكالة "إيلنا" للأنباء، 30 أبريل 2021).

وقال محمود بهمني، المحافظ السابق للبنك المركزي، إن رصيد أبناء الذوات يبلغ 148 مليار دولار، أي أكثر من احتياطي البلاد من النقد الأجنبي.

ولا يقتصر نهب قادة السلطة على هذه الحالات فقط، بل هناك سرقات أخرى، من قبيل فقدان العملة الحكومية في استيراد السلع، ومن بينها فقدان 4,8 مليار دولار، … إلخ.

ويفيد تقرير المنظمة الدولية للشفافية أن إيران تحت وطأة حكم الملالي تحتل المرتبة 149 من إجمالي 180 دولة حول العالم من حيث الفساد.

ووصفت هذه المنظمة الدولية الفساد في تقريرها الصادر في عام 2020 بأنه: "سوء استخدام السلطة في القطاع العام لتحقيق مصالح شخصية".

 ووصل الفساد مداه بين قادة نظام الملالي وأقاربهم لدرجة أن الحرسي سعيد محمد، القائد السابق للمقر المناهض لخاتم الأنبياء التابع لقوات حرس نظام الملالي وأحد أولئك الذين ينوون الترشح لرئاسة الجمهورية في إيران، قال: "يعتقد البعض أن كل شيء يخصهم، ويجب أن توفر فرص العمل والمسكن والتعليم للمواطنين. فالمواطنون مستاؤون من الفساد وتنتشر أخباره، وظاهرة الإخوة وأبناء الذوات والعائلات أثارت حفيظة المواطنين". (وكالة"تسنيم" للأنباء، 8 مايو 2021).

 وقال أحمدي نجاد، الرئيس السابق، إن هذه العناصر الفاسدة اشترت الجزيرة للفرار إليها في حالة انفجار غضب أبناء الوطن.

وعلى الجانب الآخر من هذه السرقة والنهب المؤسسي، يعيش غالبية الإيرانيين تحت خط الفقر، كما أن 60 مليون إيراني محرومون من الحد الأدنى من التغذية.

ويسعى قادة السلطة، لا سيما المعمم روحاني إلى ربط مشاكل فقر الشعب بالعقوبات، في حين أن المشكلة الرئيسية تكمن في الفساد المؤسسي ونهب ممتلكات الشعب، استنادًا إلى اعتراف العديد من وسائل الإعلام والعناصر الحكومية.

واعترف في هذا الصدد، وزير الدفاع السابق في حكومة روحاني، حسين دهقان، وأحد المرشحين لرئاسة الجمهورية بأن: "العناصر المفسدة هي شبكات متشابكة في نسيج بالغ التعقيد" (وكالة "إيرنا" للأنباء، 30 أبريل 2021).

واعترف المعمم محمود نبويان، عضو مجلس شوري الملالي بأنه: "إذا أردنا أن نكذب، فإن أقل من 20 في المائة من مشاكل البلاد ترجع إلى للعقوبات، وأن 80 في المائة ترجع إلى أداء المسؤولين التنفيذيين في البلاد وفسادهم وعدم كفاءتهم". (وكالة "فارس" للأنباء، 30 أبريل 2021).

 واعترف الحرسي رستم قاسمي، وزير النفط في حكومة أحمدي نجاد بأنه: "لا أحد يستطيع أن ينكر الفساد الاقتصادي في البلاد، … إلخ. والحقيقة هي أننا ندير البلاد في كثير من المجالات بطريقة الملك الرماني دقيانوس". (صحيفة "شرق"، 6 مايو 2021).

إن الإجراءات التي يتبناها المعمم رئيسي والسلطة القضائية الدينية الفاسدة وما يثيرونه من ضجيج هذه الأيام ما هو إلا تبجحات ترمي إلى إنقاذ اللصوص الرئيسيين، من أمثال خامنئي ومؤسسات اللصوصية المحسوبة على مقره، ومن بينها قوات حرس نظام الملالي التي اشترت جزيرة في الخارج للجوء إليها عند الضرورة. 

إن انتشار الفقر بين المواطنين هو الوجهة الآخر لعملة عدم المساواة والفجوة الطبقية. فجوةٌ دائمًا ما ينتج عنها تقليص حصة الطبقات الفقيرة من الدخل، بينما تزداد حصة الطبقة المحدودة المنتمية للسلطة التي يطلق عليها مسمى "الفئة الأولى"، ويزداد أصحاب الدخل المنخفض فقرًا ویزداد أصحاب الدخاخيل الأرستقراطية ثراءً عامًا بعد عام.

وتدل صيحات مختلف طبقات الشعب وجيش الجياع التي ترتفع إلى عنان السماء في الشوارع هذه الأيام على مدى اتساع هذه الفجوة الطبقية الضخمة.

وردد الجياع والمنكوبون بالأزمات بملء فيهم هتافات مناهضة لنظام الملالي خلال الانتفاضات التي اندلعت في السنوات القليلة الماضية، من قبيل "المواطنون يتسولون، ويؤلهون خامنئي" و"المواطنون يتسولون، ويؤلهون المعمم" و"إذا تقلص الاختلاس قليلًا، ستكون حياتنا أفضل".

إن جيش الجياع الذي يمثل خطر اندلاع الانتفاضة والتمرد يتربص بنظام الملالي. والحقيقة هي أن وسائل الإعلام وعناصر نظام الملالي الصغيرة والكبيرة يتحدثون هذه الأيام عن اندلاع الانتفاضة الحتمي ويعربون عن مخاوفهم من مصيرهم المجهول الذي يلوح في الأفق.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة