الأربعاء, مايو 1, 2024
الرئيسيةمقالاتمسرحية الانتخابات والاعتراف بعدم اقبال الشارع

مسرحية الانتخابات والاعتراف بعدم اقبال الشارع

0Shares

قلما تمر أيام لا تتكهن فيها وسائل الإعلام والعناصر الحكومية بمقاطعة المواطنين لسيرك الانتخابات وركودها، وتعرب عن قلقها من المقاطعة.

ويستند توقعهم واستنتاجهم على الظروف الموضوعية وكراهية جماهير الشعب الإيراني للسلطة ولعبتها. جماهيرُ شعبٍ تطالب بالإطاحة بهذه السلطة المستبدة.

كما كتبت صحيفة "جهان صنعت" في 15 مايو 2021 حول مقاطعة الانتخابات: " الحقيقة هي أن المواطنين الإيرانيين، توصلوا بموجب مجموعة من الظروف السياسة الداخلية والخارجية، وكذلك دراسة اتجاهات وعمليات الاقتصاد الإيراني على نطاق واسع، فضلًا عن دراسة موائد سفرتهم في استبيان على مدار الوقت إلى نتيجة مفادها أن الحكومات في إيران تُدار بدون كفاءة اعتبارًا من مرحلة الحرب فصاعدا.

"وبالتالي، كان ولا يزال المواطنون الإيرانيون متشككون في المشارکة الجادة فی الانتخابات؛ على الأقل حتى الآن".

وكتبت صحيفة "ابتكار"، حول خطورة مقاطعة أبناء الوطن للانتخابات: "على الرغم من أن المواطنين لم يعيشوا الأجواء الانتخابية حتى الآن، دعونا نضع المجاملات جانبًا، فهذا الشلل ليس نتاج وباء كورونا، ولا يعود إلى المشاكل الاقتصادية فحسب. ويكمن ناقوس الخطر في أن المواطنين يشككون في إمكانية ممارسة إرادتهم من خلال صناديق الاقتراع. لذا، لا ينبغي أن تؤخذ هذه القضية على أنها نوع من المزاح". (صحيفة "ابتكار"، 15 مايو 2021).

 كما اعترفت صحيفة "مستقل"، في هذا الصدد بأن: "هناك أُناس تُركوا في أحضان اليأس في الشوارع والأسواق أو شُرِّدوا مصابين بخيبة الأمل. وهذا الإحباط أكبر من أن يُنسى. والجدير بالذكر أن إقناع هذا الإنسان المحبط والقلق بالتوجه لصندوق الاقتراع لأمر أصعب بكثير مما هو مُتَصور.

وتجدر الإشارة إلى أن تمرد أبناء الوطن على السلطة وعدم رغبتهم في المشاركة في الانتخابات واسع النطاق لدرجة أن المعمم روحاني أيضًا اعترف بذلك ضمنيًا، حيث قال: " إن أي عذر للتفرقة وتمزيق الصف الواحد لأبناء الوطن والحكومة أمر غير مقبول في ظل الظروف الحالية للبلاد التي تنطوي على التهديد والإنذار الأخير". (موقع "روحاني"، 10 مايو 2021).

ومن الواضح أن سبب تمرد أبناء الوطن وانفصالهم عن نظام الملالي على نطاق واسع ومدمر، هو ممارسات هذا النظام الفاشي المناهضة للشعب في مجال قمع المواطنين ونهبهم.

هذا فضلًا عن أن أبناء الوطن يُكنّون كراهية عميقة لمرشحي هذا اللعبة الاستعراضية، ولما لا، فهم زمرة الجلادين والمحتالين الذين تورطوا في جرائم القمع والنهب وكرَّسوا حياتهم لخدمة خامنئي على حساب الوطن.

كما أن الحكومة التي ستصل إلى السلطة من شعوذة انتخابات خامنئي، هي الحكومة الإسلامية الفتية التي ينشدها خامنئي الذي سبق له ووصف قاسم سلیمانی القاتل بأنه نموذج لقیادة مثل هذه الحکومة.

ویأتی إطلاق الحملة الحالیة فی هذا الاتجاه ومن أجل ترسيخ حكم ولاية الفقيه قدر الإمکان، فی ظل الاعتقاد الوهمی بأن علی خامنئی قادر على بناء الحواجز للحيلولة دون اندلاع الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية.

والحقيقة هي أن حشد الفصائل الداخلية في زمرة خامنئي وعناصرها خلال شهر مضى لعلهم يتمكنوا من إخراج المعمم إبراهيم رئيسي، أحد جلادي مجزرة السجناء السياسيين المجاهدين والمناضلين في عام 1988 ؛ من مأزق الانتخابات ليس من فراغ.

وتأتي الإرادة الحاسمة لأبناء الوطن لسد فرن الانتخابات تماشيًا مع الاتجاه نحو رفض نظام الملالي برمته؛ لمواجهة محاولات وصراع خامنئي ومعاونيه لتسخين هذا الفرن.

وهذه هي الإرادة الحاسمة التي تُزعج خامنئي حتى الآن، وأفشلت محاولاته في إخلاء الساحة لمرشحه إبراهيم رئيسي الجلاد والهروب من الثنائية القطبية، وتصدر الحرسي المحتال على لاريجاني المشهد لمواجهة رئيسي والمهتمين بأمر على خامنئي.

إن هذا الوضع معقد وصعب لدرجة أن العديد من وسائل الإعلام والعناصر تصفه بأنه وضع خاص، ووصفه خامنئي في وقت سابق بأنه "منعطف حاد في التاريخ المعاصر". منعطفٌ حادٌ سيتعثر فيه نظام الملالي بالضرورة، نظرًا لأن سلطة الملالي في طريق مسدود من جميع الجهات وليس لديهم أي حل للخروج منه.

والجدير بالذكر أن "الحكومة الإسلامية الفتية" التي يترقب خامنئي توليها مقاليد الأمور وهندس انتخاباته في هذا الاتجاه لن تكسر عنق الزجاجة فحسب، بل ستزيد من حلقتها ضيقًا وتزيد من استفحال أزمة الصدع والانقسام في قمة نظام الملالي.

وسوف ينكسر هذا الجمود على أيدي الشباب ومعاقل الانتفاضة والإيرانيين المنتفضين والإطاحة بالفاشية الدينية ليس إلا.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة