الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانسير التحولات في الثورة الشعبية ضد الشاه في العام 1979 -القسم العاشر

سير التحولات في الثورة الشعبية ضد الشاه في العام 1979 -القسم العاشر

0Shares

ثورة فبراير؛ نقاط الضعف والقوة

 

تلقت الحركة الثورية نكسات موجعة خلال 1975 حتى 1979.

في العام 1975 أدت الضربة التي وجهها الانتهازيون المتشدقون باليسارية خارج السجن، إلى تلاشي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

 

مع أن سافاك الشاه كان قد ركز كل قواه على قمع الحركة الثورية، إلا أنه ليس لم يقيد المجال لنشاط تيار اليمين (الملالي) فحسب بل ساند نشاطاتهم في ظل التصدي لـ «خطر الشيوعية»!، لعلهم أن يمنعوا بظنهم توجه الشباب إلى الانخراط في القوى الثورية والداعية إلى إسقاط النظام.

 

مع هذه المقدمة التاريخية، السؤال المطروح هو ما هو التعليق على ثورة 11 فبراير؟

للإجابة يجب القول، من الضروري دراسة عاملين حتى يكون التحليل تحليلًا علميًا للانتفاضة أو الثورة وهما: الظروف الموضوعية والذاتية.

 

من حيث الظروف الموضوعية

في كلمة واحدة، يجب القول إن الثورة التي تحققت في 11 فبراير، كانت قائمة على طاقات جماهيرية جبارة،  وكانت مثل سيل عارم، جرف النظام الشاهنشاهي. لذلك كانت ثورة 11 فبراير من حيث الظروف الموضوعية تمتلك جميع خصوصيات للثورة، لأنه:

 

أولًا: كانت قائمة على موجة ثورية وهادرة لجميع طبقات الشعب

ثانيًا: شاركت فيها الشرائح والطبقات المتقدمة بشكل شامل، بحيث جعلتها ترتقي إلى ثورة مسلحة. كانت ثورة جماهيرية وبشعار «إما الموت وإما النصر» لم تمزق الشبكة البوليسية – العسكرية والمراكز السياسية – الاستراتيجية للنظام الحاكم فحسب، وإنما بلغت ذروة ثورة جماهيرية .

وخلال أيام الثورة، كان الناس مستعدين لتقديم أي تضحية.  بحيث في يومي 10 و 11 فبراير دخلوا الساحة بكل شجاعة دون أقل هاجس من الخوف مستعدين لتقديم التضحية وبروح عالية من الشهامة والإقدام.

وهذه الطاقة الجبارة والثورية هي التي كانت تقطع الطريق في أحيان كثيرة على الجناح اليمين في الحركة الديمقراطية وكانت تجر الانتهازيين وراكب موج الثورة أي خميني والأنذال التابعين له. وهذه الطاقة كانت ترحب بشعارات جذرية وثورية كانت يطلقها مجاهدو خلق وهذه الطاقة وفي نهاية المطاف ورغم أنف خميني الدجال الذي لم يصدر فتوي الجهاد ضد الشاه، هي التي رفعت السلاح ضد الشاه.

 

ومن حيث الظروف الذاتية

ولكن مع الأسف يجب القول، مع أن ثورة 11 فبراير تحققت في نقطة أوج الاستعداد للظروف الموضوعية، إلا أنها من حيث الظروف الذاتية، كانت تفتقر إلى التنظيم والمنظمة القيادية الثورية والشعبية على رأسها.

إن غياب القيادة الصالحة وفقدان منظمة قيادية لها، تسبب في أن يأتي جيش الأوباش والأنذال من نوفل لوشاتو بقيادة خميني وسرق موكب الثورة.

الواقع أن الظروف الموضوعية الناضجة، تتطلب بالضرورة الظروف الذاتية أي القيادية لها.

وفي ذلك الوقت، كانت منظمة مجاهدي خلق هي المنظمة السياسية – العسكرية الوحيدة  والقوة الديمقراطية الثورية الوحيدة التي كانت مسنودة بسجل عقائدي وتاريخي مدعوم بجماهير شعبية وتنظيمية مناسبة لتشكيل بديل ديمقراطي ومستقل وكانت تستطيع أن تتولى دورها المحوري. ولكن قبلها قد تلاشت من قبل الانتهازيين المتشدقيين باليسارية ولم تكن المنظمة قد استعادت عافيتها بعد ولم تكن قادرة على مسك القضايا في مركزية الحركة بمثابة حزب منظم وثوري عام.

وفي مثل هذا الفراغ، جاء خميني ويحمل معه سجلًا حافلًا من التخلف وعدم الوعي المجتمعي والتاريخي الإيراني، ليستغل فرصة تاريخية نادرة ويركب موجة الثورة الشعبية فأصبح «قائدًا» و«إمامًا» ويكلف تاجرًا بتشكيل حكومة مؤقتة ، شبّهها مهدي بازركان بسيارة فولكس فاجن، سُميّت بحكومة إمام العصر والزمان. 

 

ملخص الكلام؛

ثورة 11 فبراير كانت ثورة عفوية وغير منظمة، ولكن رغم الطاقة الشعبية الجبارة والأرضية الموضوعية الناضجة فيها لتصبح ثورة حقيقية كاملة، كانت فاقدة لقيادة ومنظمة قيادية ثورية وشعبية، ولهذا السبب تم سرقة قيادتها من قبل خميني.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة