الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانرسالة السجين السياسي حسن صادقي فيما يتعلق بإعدام السجناء السياسيين الكرد

رسالة السجين السياسي حسن صادقي فيما يتعلق بإعدام السجناء السياسيين الكرد

0Shares

 

كتب السجين السياسي حسن صادقي القابع في سجن جوهردشت بتهمة مناصرة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، رسالة فيما يتعلق بإعدام السجناء السياسيين الكرد؛ لقمان وزانيار مرادي، أوضح خلالها جانبًا من جرائم النظام الإيراني بحق السجناء السياسيين منذ عهد خميني ولحد يومنا هذا.

 

وفيما يلي جانب من الرسالة:

شهر سبتمبر الدامي

ان شهر سبتمبر الدامي في العام 1981 وقساوة هذا الشهر في العام 1988 والآلام في سبتمبر 2018، هذه ليست فقط تاريخ؛ بل جروح عميقة لاستمرار الجريمة التي حفرت في قلبي وعظامي.

في سبتمبر 1981 (كما لو كان بالأمس). كان العنبر 3 وغرفة 6 حوالي 100 شخص وشاب تتراوح أعمارهم بين 15 و 20 عامًا ، لم نكن فقط في غرفة واحدة، بل كنا جميعا نشارك في مشاعر الحزن والسعادة والبكاء والضحك … كان سبتمبر شهر المذبحة، ولم يكن يمر يوم، إلا وأن يفصل فيه 10 و 15 شخصًا من هذه القلوب المتلاحمة وتسليمهم إلى فرق الإعدام.

في الساعة 12 إلى الساعة الواحدة ظهرًا، كانت مكبرة الصوت تشتغل وكأنه ناقوس الموت تدق وتقرأ الأسماء الواحدة تلو الأخرى، وتدعو إلى مأدبة الموت.

لكن الأمر كان كما لو أن هذه الجماعة اصيبت بالجنون، وخلال هذه الساعة المتبقية، كانوا يعانقون بعضهم البعض ويتواعدون بينهم للقاء قريبًا، وأظهرت ضحكاتهم نقاء قلبهم المفعم بالإيمان، وكانوا يعرفون أن أمامهم ساعة واحدة فقط ليودعوا حتى لقاء المشانق.

ولم تفوتهم هذه الساعة وكانوا يضحكون … ويذهبون.. ثم الانتظار حتى سماع أول صوت الإطلاقة. ثم تعداد رصاصات الرحمة واحد، اثنان، ثلاثة، …30، وحتى 50…! ثم الوداع وتوقف أصوات الرصاصات يعلن نهاية تلك الواقعة لذلك اليوم.

في سبتمبر 1988 كنت تواجه مجرد سؤال: نعم أم لا… ولم يعلم أحد عن شيء، ثم نسمع إعلان أسماء جديدة وفرصة للوداع… ولم يكن أحد يعرف عن مصائرهم! وكان يبدو الأمر كما لو أن هذه الخفافيش لم تشبع بعد من امتصاص الدماء… الأربعاء 5 سبتمبر والآن في العام 2018 ولكنهم لم يعلنوا هذه المرة…

طلبوا زانيار مرادي إلى مكتب إدارة السجن (رئيس السجن)… لم يكن الأمر غير عادي، وبعد نصف ساعة نادوا لقمان مرادي إلى مكتب الادارة ولم يكن الأمر غير عادي أيضًا..

السبب الوحيد الذي اقتنعنا به، افترضنا أنه اتصال عائلي لهما (لاسيما بخصوص زانيار) ربما الإدارة تريد أن تقدم له خدمة.. ولكن بعد ساعة انقطع كل خطوط الهواتف في العنبر. بحثت عن الموضوع عن طريق القسم المشرف على العنبر، قالوا لانعلم. قالوا إن رافعة أثقال قطعت كيبلات خطوط الهواتف. وعندئذ زاد القلق والمخاوف بخصوص مصير الأعزاء لدى زملائهم.

في العام 1981 عندما كانت تعلن الأسماء كنا نفهم أن الأمر أصبح محسومًا وفي العام 1988 كانت تعلن الأسماء ولكننا لم نكن نعرف عن مصائرهم شيئًا… والآن لا إعلان ولا حسم عن موقع أعزائنا…؟؟

ما هذه الكذبة من قبل إدارة السجن ولماذا لا يعودون؟ ولكن بعد ثلاثة أيام عرفنا أن زانيار ولقمان قد رحلا وهناك عادت ذكريات شهر سبتمبر في ذهني بأن الأحداث راحت تتكرر وأن فلذات قلوبنا قد رفعت رؤوسهم على المشانق.

ولكن هذه المرة لم تعطونا فرصة الوداع. أربعون سنة من الجريمة والإعدام، وهذا النظام لا يعرف حدًا وكل الأيام والشهور يمضيها بسفك الدماء بلاهوادة. إنهم رحلوا لكي تبقى شهور سبتمبر الدامية في الأعوام الماضية خالدة حتى فجر حرية شعبنا في سماء الوطن.

من المؤمنین رجال صدقوا ما عاهدوا الله علیه فمنهم من قضی نحبه ومنهم من ینتظر و ما بدلوا تبدیلا

حسن صادقي السجين السياسي وزميل السجن لزانيار ولقمان مرادي – سجن جوهردشت

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة