الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومخامنئي ودجله ضد الفلسطينيين هو الوجه الآخر لعملة الحكومة الفتية

خامنئي ودجله ضد الفلسطينيين هو الوجه الآخر لعملة الحكومة الفتية

0Shares

أرسل خامنئي رسالة متلفزة يوم الجمعة الموافق 22 مايو 2020 بمناسبة يوم القدس، محاولًا ملء الفراغ الناجم عن عدم تنظيم  المسيرة السنوية، بالتلاعب بالألفاظ والدجل.   

ولم يشر خامنئي في هذه الرسالة لا من قريب ولا من بعيد إلى الأزمات التي أوقعت نظام الملالي في ورطة، بل حاول التستر على أزماته الطاحنة بخطاب دجلي والتظاهر بأنه وصي على فلسطين والمنطقة. 

 

استمرار سياسة الطعن والخيانة

 

وعلى الرغم من أن الولي الفقيه تظاهر بدجل بالدفاع عن الفلسطينيين، بيد أنه كشف النقاب مرة أخرى عن معاداته لفلسطين والقضية الفلسطينية، خاصة وأنه تهكم ببربرية على الزعيم التاريخي للحركة الفلسطينية، الراحل ياسر عرفات، قائلًا: «إن عرض غصن الزيتون في الجمعية العامة للأمم المتحدة لم تكن له نتيجة سوى اتفاق أوسلو الخاسر، ثم انتهى أيضاً بمصير ياسر عرفات وما فيه من عِبَر.».

كما واصل خامنئي طريق الخيانة والطعن وإحداث الصدع في صفوف الحركة الفلسطينية، من خلال لعب دور المرضعة الأكثر رأفة من الأم.

وبينما كان يرى أن مشكلة الحركة الفلسطينية تنحصر في نقص الأسلحة فقط، قال إنه قد وضع خطة لإرسال الأسلحة بشكل غير مسبوق للجماعات العميلة من أمثال حزب الشيطان اللبناني؛ على حساب جيوب الفقراء الإيرانيين.

ومع ذلك، فإن ملايين الإيرانيين يفتقرون إلى وجبة العشاء بكل ما تحمل الكلمة من معنى. واستشهادًا باعتراف الملا روحاني، فإن أكثر من 60 في المائة من الشعب الإيراني يعيشون تحت خط الفقر ويحتاجون إلى المساعدة الحكومية من أجل البقاء.

وهذا هو الشعب المجيد الذي تجاوب مع الشعب الفلسطيني وغيره من شعوب المنطقة من العراق وسوريا حتى لبنان واليمن؛ مطالبًا بالحد من تدخلات نظام الملالي في شؤون دول المنطقة، والتي تهدف إلى إشعال الحروب وتصدير الإرهاب، وصاحوا بملء فيهم في آلاف الحركات الاحتجاجية، ومن بينها انتفاضتي يناير 2018 ونوفمبر 2019  "لا غزة ولا لبنان روحي فداء لإيران". 

    

استمرار سياسة إشعال الحروب وتصدير الإرهاب

 

ومن باب الافتراء وانعدام الأخلاق الإسلامية، فيما يتعلق بأحداث المنطقة، نسب خامنئي كافة ما ارتكبه هو ونظامه الفاشي من جرائم في العراق وسوريا إلى الآخرين، من خلال التهديد والوعيد وقلب الحقائق.

والغريب في الأمر أن الولي الفقيه، الراعي الرسمي لداعش الملوثة يداه بدماء أكثر من 500 ألف شخص من الشعب السوري، يطالب بوقاحته الصاعقة بحق هذه الدماء التي أراقها بنفسه، وقال مذرفًا دموع التماسيح على آلاف ضحايا الحروب التي أشعلها بنفسه: "لم ولن يسأل أحد من هو القاتل والمسؤول عن قتل مئات الآلاف من الشهداء والأسرى والمفقودين في البلدان التي أشعلت فيها أمريكا وأوروبا نيران الحرب؟".

إن خطاب خامنئي الدجلي وقلبه للحقائق، هي الوجه الآخر لعملة سياسة الانكماش التي يتبناها داخل البلاد بالدعوة إلى تشكيل حكومة إسلامية فتية.

كما أن ذكر الجلاد المجرم الهالك قاسم سليماني بأنين وحسرة كنموذج يحتذى به، وتجديد الحزن على وفاته أثناء مناقشة تشكيل الحكومة الإسلامية الفتية؛ لم يكن من فراغ .

والحقيقة هي أنه بهلاك المجرم قاسم سليماني، تلقت سياسة الولي الفقيه المتعلقة بإشعال الحروب وتصدير الإرهاب ضربة ساحقة، وضعُفت مكانته في المنطقة تمامًا.

ولهذا السبب، على الرغم من أن تصريحات خامنئي في مسرحية يوم القدس الخالية من المتفرجين هذا العام تدل على أن خامنئي لم يكف عن الهوس الأحمق في امتداد ولاية الفقيه وخلافته في جميع أنحاء المنطقة التي يعتبرها عمقه الاستراتيجي، بيد أن قدرة ونطاق ممارسات الولي الفقيه الشيطانية أصبحت محدودة للغاية نتيجة لكتلة الأزمات العنكبوتية وانتشارها والتي بدأت على وجه التحديد باندلاع انتفاضة يناير 2018 ووصلت إلى ذروتها بهلاك المجرم الجلاد قاسم سليماني.

 

الطبيعة المشؤومة غير المرنة لولاية الفقيه

 

والجدير بالذكر أنه على الرغم من أن تصريحات خامنئي وإصراره على استمرار سياسة إشعال الحروب وتصدير الإرهاب ستسفر في نهاية المطاف على التعرض للأزمات والسقوط في حضيض الضعف والإذلال.

فإنها تثبت مرة أخرى صحة تفسير مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية لطبيعة نظام ولاية الفقيه القروسطي غير المرنة.  والدليل على هذا الادعاء هو البيان السنوي للمجلس الوطني للمقاومة في شهر أغسطس 2018، الذي ورد في جزء منه ما يلي نصه:

"إن الاستبداد الديني الحاكم وحّد بلدان منطقة الشرق الأوسط ضده جراء تدخلاته الإرهابية في هذه البلدان سعيًا إلى مد عمقه الاستراتيجي والحفاظ على أمن نظام الحكم الفاشي.

إن دعم خامنئي المطلق العنان لديكتاتورية بشار الأسد، ودعم وقيادة الحرب ضد الحكومة الشرعية في اليمن، وعرقلة العمليات السياسية العراقية لصالح مرتزقيه، والإخلال بعملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية، وتنظيم القوات التابعة للولي الفقيه في أفريقيا، وغير ذلك من الممارسات الشيطانية؛ أثار غضب جماهير الشعب في بلدان المنطقة وكراهيتهم لهذا المجرم.

والجدير بالذكر أنه لن يتم حل أي مشكلة أو أزمة في المنطقة في ظل وجود نظام ولاية الفقيه، فكيف يحل نظام الملالي الأزمة وهو المفتعل الرئيسي لها.

ومن هذا المنطلق، فإننا نطالب بالقضاء التام على نظام ولاية الفقيه في بلدان المنطقة، ولاسيما في سوريا والعراق.

ومن المؤكد أن نهاية سياسات هذا النظام الفاشي التي تحرق إيران ستكون على أيدي الشعب الإيراني القدير، بالإطاحة بهذا النظام المحتل والقضاء عليه برمته من على وجه الأرض.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة