الجمعة, أبريل 26, 2024
الرئيسيةمقالاتحقيقة وكواليس الادعاء بتطعيم 70 في المائة من السكان

حقيقة وكواليس الادعاء بتطعيم 70 في المائة من السكان

0Shares

اكتسبت الدعاية الحكومية شكلًا جديدًا، بعد تولي جلاد عام 1988 مقاليد الحكم في البلاد. وحتى وقت سابق كان الشغل الشاغل لخامنئي وتجار الموت بوباء كورونا التابعين له هو أن يجعلوا من فيروس كورونا الفتَّاك فرصة وهدية.

فرصةٌ وهديةٌ تساعدهم في توريط أبناء الوطن في مختلف أشكال محنهم وبؤسهم، والحيلولة دون اندلاع الانتفاضة. والحقيقة هي أنه تم أخذ هذه الاستراتيجية المشؤومة التي سُميت باستراتيجية تكبيد أبناء الوطن خسائر بشرية فادحة، لمواجهة خطر اندلاع الانتفاضة والإطاحة بنظام الملالي.

على محمل الجد بكل ما تحمل الكلمة من معنى. ولكي يحافظ خامنئي على هذه الاستراتيجية ويمضي قدمًا في تبنيها، منع بشكل صارخ وفاضح شراء واستيراد لقاحي فايزر ومدرنا المعتمدين؛ لإيران. 

وأصبحت هذه الاستراتيجية موجِهةً لاستراتيجية المقاومة الإيرانية، ووحدات المقاومة. والجدير بالذكر أن حملة مجاهدي خلق للتصدي لفتوى خامنئي المشؤومة قلبت الطاولة، وعرف أبناء الوطن مَن هو الجاني الرئيسي وراء الوفيات بوباء كورونا.

وأثارت هذه الحملة موجة من الغضب والاحتجاج الاجتماعي ضد فتوى خامنئي. وتراجع خامنئي عن فتواه بطريقة عبثية، بيد أن وسائل إعلام نظام الملالي ألقت باللوم كالعادة على المواطنين في تكبُّد خسائر فادحة.

وكتبت صحيفة "رسالت" الحكومية، في 31 أغسطس 2021:  "إن خامنئي، الولي الفقيه لم يقل بضرورة حظر استيراد اللقاحات الأجنبية، بل إنه قال إننا لا نعتزم استيراد اللقاحات من أمريكا وبريطانيا، على وجه التحديد.

وكان تفسيرنا لهذ القضية خطأ، وتم تصحيح هذا الخطأ في الوقت الراهن، وحصلنا على تراخيص الاستيراد، ويتعين علينا استيراد اللقاح من أي مصدر معتمد، بما يتماشى مع سياساتنا".

ومن الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار أن هذا الأمر لم يكن السبب الرئيسي. وكما حدث في مغامرة تجرع سم وقف إطلاق النار، تستر خميني على السبب، بيد أنه اتضح لاحقًا أن السبب الذي لم يُعلن عنه هو "عملية جلجراغ الكبرى" (عملية القنديل الكبرى)، التي قام بها مجاهدو خلق في مهران، وتوقُّع امتداد عمليتهم إلى طهران وفتحها، مما أجبر خميني على أن يعترف بخطأه، وأنه يتاجر بسمعته مع الله.

  وعلى الرغم من أن خامنئي لم يصرِّح بسبب تراجعه الضمني عن فتواه، غير أن وكالة "دانشجو" للأنباء، كشفت النقاب في 30 أغسطس 2021 عن السبب في التراجع المهين لخامنئي.

"والجدير بالذكر أن التحدي الكبير لوباء كورونا ذهب الآن إلى ما هو أبعد من كونه جائحة في مجال علم الفيروسات، إذ اقتحم المجال الأمني للبلاد ونظام الملالي. والسبب هو أداء العدو، والحرب النفسية الشرسة التي يشنها مجاهدو خلق في هذا الصدد.

إذ أنهم يغرسون في المجتمع فكرة أن جميع البلدان تقوم بتطعيم أبنائها، وأن إيران هي البلد الوحيد الذي لا يُطعِّم أبنائه بسبب سياسته المتعمدة لتكبيد أبناء الوطن خسائر بشرية فادحة، مع سبق الإصرار والترصد، حيث أن سلطة الملالي لا تعتزم تطعيم المواطنين".

ومعنى هذه الفقرة هو أن خامنئي اضطر إلى الوقوع في الخطأ خوفًا من الانتفاضة، بسبب الحركات التنويرية التي تبناها مجاهدو خلق، وكان الأمر كما لو أن اللقاح قد تم حظره.

وكان إبراهيم رئيسي يقول في 11 يناير 2021: "إن القيادة الحكيمة إلى أبعد الحدود منعت استيراد اللقاحات الأمريكية والبريطانية". وإنني أخطأت في 24 سبتمبر 2021، عندما وصفت خامنئي بالحصافة ورمز النجاح.

ووصف نظام الملالي بأنه على علم بحصافة خامنئي من حيث شراء واستيراد اللقاحات، في مجال التعامل مع وباء كورونا.

كما ادعى في 25 سبتمبر 2021 أن نسبة التطعيم العام وصلت إلى 70 في المائة. وكان هذا الادعاء يحمل في طياته تحقيق هدفين، ألا وهما:

1- مواجهة الغضب المتفجر في المجتمع، والحيلولة دون تنظيم الاحتجاجات واندلاع الانتفاضة.

2- إنقاذ خامنئي من عواقب هذا الغضب المتفجر.

ونظرًا لانعدام الثقة في ادعاءات هذا النظام، يمكننا أن ندرك بسهولة أن هذه الرقمنة رقمنة منطادية لا أساس لها على أرض الواقع. 

وكشفت صحيفة "آرمان" الحكومية، النقاب في 26 سبتمبر 2021 على لسان محمدرضا محبوب فر، الخبير في مجال الصحة؛ عن هشاشة هذا الادعاء، في خضم الصراع بين الزمر الحاكمة، حيث كتبت: 

إن الإدلاء بمثل هذه التصريحات في علم الأوبئة المتعلق بوباء كورونا، ليس خطأ فادحًا فحسب، بل سيؤدي إلى تطبيع مرض كورونا في المجتمع. إن تطعيم 70 في المائة فقط من سكان بلد ما بلقاح كورونا من شأنه أن يخلق مناعة جماعية.

والمقصود بالتطعيم الكامل هو حقن جرعتين من اللقاح، بموجب فترة زمنية تحددها الشركة المصنعة للقاح.

واتضح أن "عدد الجرعات التي تم حقنها للمواطنين طُرح تحت مسمى السكان الملقحين".

ثم كتبت الصحيفة المذكورة:

"إن هذا التصريح يشير إلى أن هناك بعض الناس يسعون إلى التخلص من ضغط الرأي العام بمثل هذا التصريح".

والجدير بالذكر أنه استنادًا إلى اعتراف الصحيفة المذكورة، فإن تقييم وتحليل المشهد المستقبلي لوباء كورونا في البلاد يشير إلى أنه أكثر خطورة بشكل غير مسبوق، على عكس الدعاية الواسعة حول سرعة التطعيم.

ومن المتوقع أن ينتهي التطعيم الحالي للبلاد بالفشل وتجديده".

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن لخامنئي، ووكيله إبراهيم رئيسي الحيلولة دون اندلاع الانتفاضة، وانفجار الغضب الاجتماعي بالدعاية الكاذبة المفبركة؟ أم أنهما سيختبران هذا الغضب في خضم أبعاد فلكية لا يمكن السيطرة عليها؟

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة