الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومتصنيف حزب الله؛ علامة على فشل حملة النظام الإيراني ضد العقوبات

تصنيف حزب الله؛ علامة على فشل حملة النظام الإيراني ضد العقوبات

0Shares

في 30 آبريل2020، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية رسمياً تصنيف حزب الله اللبناني بجناحيه العسكري والسياسي وحظرت أنشطته على الأراضي الألمانية.

في الساعات الأولى من صباح الخميس، داهمت الشرطة الألمانية في وقت واحد مقرات حزب الله في عدة ولايات ألمانية وفتشت مراكز التجمع للعناصر التابعة له.

 

رد فعل مفاجئ وهستيري لنظام الملالي

 

أثارت الخطوة التي اتخذتها الحكومة الألمانية رد فعل واسع النطاق ومفاجئ من قادة نظام الملالي. في رد هستيري على عمل الحكومة الألمانية، أطلق شمخاني، سكرتير مجلس الأمن الأعلى للنظام، سلسلة من الإهانات السياسية التي كان يعرفها ضد ألمانيا.

وأعادت وكالة أنباء قوات الحرس إلى الأذهان من ذكريات مريرة للملالي بشآن ما تلقته من ضربات من مجاهدي خلق وكتبت: «الحكومة الألمانية تصنف حزب الله اللبناني جماعة ارهابية في وقت هي تدافع عن (مجاهدي خلق) منذ سنوات وجعلت اراضي بلادها ملاذا آمنا لانشطة هذه الجماعة».

لم يكن سراً على الإطلاق أن حزب الله وعناصره في أوروبا وأماكن أخرى من العالم يعملون في خدمة الجهاز الإرهابي لنظام الملالي.

والنظام ينفذ العديد من أعماله الإرهابية من خلال عناصر حزب الله القتلة لكي لا يترك بصمات له. ويمكن الإشارة من هذه الهجمات الإرهابية إلى الهجوم الإرهابي على مطعم ميكونوس في برلين وتفجير آميا في بوينس آيرس، الأرجنتين، ولكن أصبح من الواضح بشكل متزايد الآن أن حزب الله كان يقدم خدمات أخرى للملالي.

ويتجلى هذا المعنى بوضوح في تصريحات وكتابات عناصر النظام ووسائل الإعلام التي تتأوه من إدراج حزب الله في خانه الإرهاب.

وقال أحد الخبراء السياسيين في النظام، باسم بيكدلي، في صحيفة ”جهان صنعت“ (2 مايو) إنه واثق من أن خطوة الحكومة الألمانية قد تأثرت بالولايات المتحدة وأضاف:«بهذه الخطوة  يضيق المجال لإيران أكثر فأكثر كل يوم. ومع ذلك، كان من الممكن أن يقوم حزب الله بأنشطة في ألمانيا وأوروبا قد تفيدنا، ولهذا السبب تغلق الولايات المتحدة الأبواب واحدا تلو الآخر».

 

حزب الله هو ثقب في جدار العقوبات

 

خبير آخر للنظام يدعى مجلسي، يوضح معنى "الأنشطة التي يمكن أن تفيدنا" في صحيفة ”أفتاب يزد“ (2 مايو)، واستذكر تصريح حسن نصر الله بأن "حزب الله ليس منفصلاً عن النظام الإيراني" وكتب: «يمكن اعتبار حظر أنشطة حزب الله في الأراضي الألمانية، خطوة أخرى نحو ممارسة المزيد من الضغط على إيران عشية احتمال رفع حظر الأسلحة عن الجمهورية الإسلامية».

وبهذه الطريقة يعترف بأن الحزب كان يلعب دوراً هاماً في تهريب الأسلحة وشراء المواد المحظورة للنظام.

لذلك، فإن تزامن هذا الإجراء الألماني مع انتهاء حظر الأسلحة المفروض على النظام وجهود الحكومة الأمريكية لمنعه يمكن أن يكون فعالًا وحاسمًا، وفي هذا الصدد، يتضح سبب غضب واستياء قادة النظام من هذا العمل من قبل الحكومة الألمانية أكثر فأكثر.

 

إن حظر نشاطات حزب الله وإدراجه في خانة الإرهاب، الذي يتزامن مع عقوبات الخزانة الأمريكية الجديدة ضد شركة وشخصية حقيقية مرتبطة بالنظام، هو علامة أخرى على فشل النظام في رفع العقوبات الأمريكية عن طريق استغلال ظروف كورونا واستخدام التناقضات الداخلية للتيارات السياسية الأمريكية في الفترة التي تسبق الانتخابات، لتجذب انتباه بعض وسائل الإعلام والدوائر السياسية في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن إطلاق الصواريخ والأقمار الصناعية التي قام بها النظام أحبطت كل هذه الجهود والإنجازات.

في الواقع، أصبح إطلاق الصاروخ مادة دسمة ضد حملة النظام الرامية لرفع العقوبات، وأثبت قول المسؤولين الأمريكيين بأن النظام لا يريد رفع العقوبات لمساعدة الشعب الإيراني ومواجهة كورونا، ولكن لإنفاق الأموال على مشاريع مكلفة مثل مشاريع الصواريخ البالستية والأقمار الصناعية والتي طبيعتها عسكرية.

 

صاروخ أصاب حملة النظام لرفع العقوبات

 

بعد إطلاق الصاروخ، شهدنا تحولًا في الدوائر السياسية الأمريكية، حيث صمتت تلك الدوائر التي كانت تتحدث سابقًا عن رفع عقوبات النظام، بل وانضمت إلى حملة لمنع رفع حظر الأسلحة على النظام في أكتوبر المقبل، بما في ذلك 382 عضوًا في الكونغرس وجهوا رسالة إلى الرئيس أكدوا خلالها دعمهم لجهود إدارة الولايات المتحدة لمنع رفع حظر الأسلحة المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.

والآن الحكومة الألمانية وباستهداف حزب الله المعروف بأنه الذراع العامل في الخارج لنظام الملالي ترسل رسالة إلى النظام مفادها أنه لا يجب أن يفرح بشأن رفع حظر الأسلحة في أكتوبر.

يعد إغلاق مقرات حزب الله اللبناني في ألمانيا خطوة ضرورية، وبطبيعة الحال، متأخرة وغير كافية لقطع أذرع النظام الإرهابية في أوروبا.

ويتوقع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية أن يتم إغلاق جميع مراكز وبعثات النظام في أوروبا، وخاصة سفارة النظام في ألمانيا، التي تعتبر الوكر الرئيسي للتجسس والأنشطة الإرهابية للنظام. في هذه الحالة، يمكن أن يكون العمل الشجاع للحكومة الألبانية مثالاً جيدًا لجميع البلدان الأوروبية.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة