الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتتصاعد الصراع والجدال حول التفاوض مع أمريكا

تصاعد الصراع والجدال حول التفاوض مع أمريكا

0Shares

على الرغم من أن المرشد الأعلى للنظام أعلن صراحة أثناء لقاءه مع رئيس وزراء اليابان عن معارضته لإجراء أي مفاوضات وإقامة علاقة مع أمريكا، إلا أن زمرة روحانی والإصلاحيين يصرون على ضرورة التفاوض ، ويعتبرون رفض التفاوض يمثل كارثة على نظام الملالي. وعلى العكس من ذلك ، يهاجم عملاء زمرة خامنئي ووسائل الإعلام التابعة لها، بشدة ، الإصرار على التفاوض تحت مسميات مثل التضحية بالنفس والخضوع والخيانة، وما إلى ذلك.

والحقيقة هي أن المأزق المميت الذي يواجهه نظام الملالي لن يسفر إلا عن الإطاحة به على يد الشعب والمقاومة الإيرانية. إن هذا النظام ليس أمامه سوى خيار واحد، وما نسمع عنه في دوائر الملالي وعصاباتهم المختلفة ليس إلا رعب نظامهم من تفاقم أنشطة معاقل الانتفاضة داخل البلاد، والمظاهرات المتعددة التي قام بها آلاف الإيرانيين في بروكسل وواشنطن وإمكانية استمرارها في بلدان أخرى مستقبلًا.

اعتبرت الصحيفة الحكومية الإيرانية الخاصة بجهاز حكومة روحانی أن تعزيز روح التفاوض على الرغم من فشل زيارة رئيس وزراء اليابان، أمرًا إيجابيًا، لأنه انتهك حظر التفاوض مع أمريكا. وكتبت الصحيفة الحكومية المشار إليها إن قيام وسائل الإعلام التي أدت إلى فشل حظر المفاوضات ، حتى مع أمريكا، بتعزيز روح التفاوض معها لأمر جيد. وربما لم تنجح الزيارات التي قام بها بعض كبار المسؤولين لإيران، ولكن مجرد استخدام مصطلح "التفاوض" في الأوساط السياسية والإعلامية المختلفة يدل على أن إيران تصرفت بذكاء شديد حتى الآن، وأن تحركاتها ايجابية في الإطار الديبلوماسي. 

اعترف أحد الخبراء السياسيين في زمرة روحانی يُدعى "مطهرنيا" صراحة بالفجوة بين حكومة روحانی والمرشد الأعلى بشأن التفاوض وقال: " إذا اعتبرنا أن الحكومة هي رئيس الجمهورية والسلطة التنفيذية يجب أن نعترف بأن هذه الحكومة تتطلع إلى فتح مجالات تسوية قضية إيران وأمريكا بالطرق الديبلوماسية إلى أن يتراجع مستوى الصراع بين طهران وواشنطن في المنطقة وكذلك في النظام الدولي ".

وأضاف مطهرنيا منوها عن أن الحكومة ليس لها خيار سوى التبعية للمرشد الأعلى في حكم ولاية الفقية (التي يعتبرونها حكومة)، إن  الدولة تقوم بتنفيذ الإجراءات السياسية في ظل إشراف الحكومة ، وفي حقيقة الأمر يمكن القول تحت إشراف الحكومة ومسئوليتها. إن الدولة لا يمكنها أن تتولى زمام الأمور في إطار جمهورية إيران الإسلامية دون إن تُولي أهمية لإرادة الحكومة. 

وفي اشارة الى عدم مسئولية المرشد الأعلى ، قال الخبير الحكومي إن الحكومة تتحمل عواقب التفاوض من عدمه شاءت أم أبت وكتب : 

كما هو الحال بالنسبة لقضية الاتفاق النووي الهامه فإن الإرادة الحكومية بدأت المفاوضات، وقبل تولي حكومة روحانی زمام الأمور في إيران كانت المفاوضات قد بدأت في سلطنة عمان بين إيران والأطراف المنافسة ولا سيما الأمريكيين، إلا أن مسئولية الاتفاق النووي تظل على عاتق الحكومة. 

كتب الموقع الرسمي لفيرارو في 15 يونيو في مقال بقلم جليل وند تحت عنوان "الولايات المتحدة تسعى إلى تكوين إجماع عالمي ضد إيران":" إن الإستراتيجية الأمريكية هي وضع إيران في «خانة اليك» بحيث لا يمكن أمامها خيار، هذا من جهة. وأن تضع نفسها في وضع من له الحق في أن يفعل ما يشاء ، من جهة أخرى. 

وأضاف جليل وند "إن أمريكا طرحت ورقة المفاوضات في أول إجراء لها وقالت إنها مستعدة للتفاوض مع إيران. في الحقيقة ، يُعتبر التفاوض على الصعيد الدول أمر إيجابي، فعندما ترفض أي دولة التفاوض يتم اتهامها بالهروب الديبلوماسي. ويريد الأمريكيون حاليًا الإيحاء بأن إيران ليست مستعدة للتفاوض، ومن ناحية أخرى يعتبرون إيران السبب في انعدام الأمن في المنطقة وبحر عمان لكي يحققوا هدفهم النهائي.

لقد رفضت الصحف التابعة لعصابة المرشد الأعلى هذه الحجج وهاجمت مؤيدي التفاوض. 

من بين ما كتبت صحيفة كيهان خامنئي في 16 يونيو في ملاحظة اليوم تحت عنوان "الخداع الأخير: " لو أن بعض الأشخاص غطوا على نص المفاوضات الذي ينطوي على الخضوع فهم ليسوا من ذوي الكفاءة ولا يحق لهم التحدث عن حقوق الإنسان وحريته وكرامته وغير ذلك، فهم رفقاء الموكب الذي يجر القافلة إلى الهاوية وسط كمين من اللصوص قطاع الطرق. 

كما كتبت صحيفة "وطن امروز" الحكومية في 16 يونيو في مقال بعنوان " نتائج زيارتي ماس و آبه " ، في إشارة إلى زيارة وزير خارجية ألمانيا ورئيس وزراء اليابان ، عندما تم استدعائهما كرسل ومسؤولين للنظام: " لا يمكن لأحد أن يدعي إن التفاوض مع ترامب 

من الممكن أن يحقق عوائد اقتصادية معينة لإيران، على الأقل في ظل الظروف الحالية ، التي ألقي فيها ترامب الاتفاق النووي صراحةً في صندوق قمامة القصر الأبيض. 

وفي النهاية تضيف هذه الصحيفة التابعة لزمرة خامنئي : " إن الوقوع في بئر الأوروبيين جريًا وراء الوعود المخزية مثل وعد انستكس المزيف (وهو وعد مفاده قيام عدة دول أوروبية بإنشاء قناة معاملات جديدة تسمح للشركات بمواصلة التداول مع إيران على الرغم من العقوبات الأمريكية)، أو طرح القضايا المختلف عليها مثل الاستفتاء بنكهة التلويح بالقضية النووية. والآن لا شيء سوى خدمة ترامب وخدامه الأوروبيين ".

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة