الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتانتفاضة الشعب اللبناني: ضربة قوية وقاتلة للفاشية الدينية التي تحكم إيران

انتفاضة الشعب اللبناني: ضربة قوية وقاتلة للفاشية الدينية التي تحكم إيران

0Shares

فيما يتعلق بالتدخل المدمر لنظام الملالي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، بما في ذلك التدخل في شؤون العراق و سوريا و لبنان، قالت السيدة مريم رجوي في المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في مدینة فیلبنت بباريس في يونيو 2014: "لقد قلت منذ أحد عشر عاماً أن خطر هيمنة نظام الملالي على العراق يفوق الخطر النووي بمائة مرة، وتم إثبات ذلك. حيث أن الملالي يعتبرون سم فقدان العراق أكثر فتكًا من السم النووي بمائة مرة. فخلال هذه السنوات، كانت المقاومة الإيرانية ولا تزال، تولي اهتمامًا كبيرًا بالتوعية بالقضية النووية، وتقف في طليعة التوعية بخطورة تدخل نظام الملالي وجرائمه في العراق. حيث صمدت المقاومة الإيرانية في مواجهتها لشيطان التطرف بالتضحية بالغالي والنفيس، وقالت: " إن نظام ولاية الفقيه هو العدو الرئيسي للشعب الإيراني والمنطقة بأسرها ويجب الإطاحة به". 

وكلما مر الزمن، كلما كانت تصريحات السيدة مريم رجوي أكثر صدقًا؛ لأنها حقيقية وثبتت جميع أبعادها على أكمل وجه.  فالجميع الآن يرى بأم عينيه تدخل نظام الملالي المدمر والخطير للغاية؛ في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن؛ وأصبح يشكل تهديدًا لأمن المنطقة والعالم. 

والجدير بالذكر أن أهل البلدان التي نجت من تدخل نظام الملالي، يعرفون جيدًا أن الحل الوحيد يكمن في الصمود في وجه تدخلات هذا النظام. ولذلك يصرخون بأعلى صوتهم بضرورة رحيل نظام الملالي من بلادهم، لتبقي بلادهم حرة وآمنة. 

على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، هتف الشعب المنتفض غاضبًا في العراق؛ في مدينة بغداد والمدن العراقية الجنوبية، بصوت واحد " النظام الإيراني بره بره؛ بغداد تبقى حرة". 

ومن جانبه، تدفق الشعب اللبناني في شوارع بيروت منذ يوم الخميس الموافق 17 أكتوبر احتجاجًا على الفساد والفوضى، وهتفوا "الشعب يريد إسقاط النظام". وهتافهم هذا موجه إلى النظام اللبناني المستكين لسيطرة حزب الله وقوات حرس ملالي إيران.

كما أن الشعب الإيراني الفائق من غيبوبته يهتف بصوت واحد بضرورة الإطاحة التامة بنظام الملالي الإيراني برمته في جميع المظاهرات التي عمّت البلاد؛ والتي بدأت منذ ديسمبر 2017 ولا تزال مستمرة. 

 

الأرض تهتز تحت أقدام نظام الملالي في لبنان كما هو الحال في العراق

 

وهكذا، نجد أن انتفاضة الشعب الإيراني وشعوب المنطقة مرتبطة بشكل صحيح وتثبت أن أصل كل الاضطرابات والأزمات وإشعال الحروب واحتجاز والرهائن يكمن في طبيعة نظام الملالي الإيراني المدبر للأزمات. 

وهذه القضية واضحة كالشمس لدرجة أنه حتى وسائل الإعلام الحكومية لنظام الملالي اضطرت هي الأخرى إلى الاعتراف بها. ففي 20 أكتوبر  كتبت وكالة الأنباء الرسمية لنظام الملالي "إيرنا" مدرجة صورة للمظاهرات الحاشدة للمعترضين من الشعب اللبناني الذي يطالب بالإطاحة بحكومة الفاسدين الذين يحكمون لبنان،  مقالًا بعنوان " وجهة نظر وسائل الإعلام المحلية من الاحتجاجات الأخيرة في لبنان: "لقد شملت موجة جديدة من الاضطرابات بعض الدول العربية، ومن بينها لبنان.

دفع هذا الحدث رئيس الوزراء اللبناني إلى توجيه أصابع الاتهام إلى الأحزاب الائتلافية في حكومته والإعلان عن استقالته إذا لم تتوصل أحزاب الحكومة الائتلافية إلى حل للخروج من الأزمة الجديدة خلال الـ 72 ساعة القادمة.

كما أشار تقرير صحيفة نيويورك تايمز إلى غضب المحتجين، وأضاف أن الناس كانوا يهتفون "ثورة ثورة" و "الشعب يريد إسقاط النظام".  واتهموا المسؤولين الحكوميين بالفساد.

ووفقًا لهذا التقرير، أصبح الاحتجاج على الوضع القائم في لبنان قاسمًا مشتركًا بين جميع الطوائف الدينية والعرقية. فعلى سبيل المثال، نجد في المناطق الشيعية أن الناس انتقدوا نبيه بري بشدة، لدرجة أنهم اقتحموا في بعض المناطق مكاتب البرلمانيين والمسؤولين المنتمين لحزب الله.   

هذا ويفيد تقرير صحيفة "جوان" المنتمية لقوات حرس ملالي أن أمين عام حزب الله اللبناني،  حسن نصر الله، تصدر المشهد في أعقاب بدء الاحتجاجات في المدن اللبنانية وأعلن عن بعض الحلول لنزع فتيل الاحتجاجات. وحول الاحتجاجات الأخيرة قال نصر الله في حديثه : هناك البعض في الحكومة وفي الجماعات السياسية يريدون التهرب من مسؤوليتهم والتنحي جانبًا وتحميل تداعيات الوضع الحالي على عاتق الآخرين. وأكد نصر الله مشيرًا إلى أن الاحتجاجات الحالية جاءت نتيجة لسياسات الحكومات اللبنانية لسنوات عديدة؛ على أن الوضع الحالي في لبنان ليس نتيجة لتصرفات الحكومة الحالية وليس وليد عام واحد أو دورة واحدة، بل هو على أقل تقدير نتيجة لتراكم المشاكل التي نشأت خلال الـ 30 عامًا الماضية. وبناءً علي ذلك، يتحمل الجميع مسؤولية ما حدث،  وليس من اللائق أن يركب البعض من الذين شاركوا في جميع الحكومات الموجة الشعبية ويطالبون بمكافحة الفساد في الوقت الراهن.

 

حزب الله الموالية للنظام الإيراني تدعم عملياتها بتجارة المخدرات وغسل الأموال

 

وأضاف حسن نصر الله : إذا سقطت هذه الحكومة، فسوف تستغرق الحكومة المقبلة عامين لتتولى السلطة، لذلك يتعين على هذه الحكومة أن تفي بواجبها. ويجب على أولئك الذين في السلطة ولم يتخذوا أي إجراء حتى الآن يعلمون جيدًا أنه قد حان الوقت لتصحيح الوضع لأن تغيير الحكومة سوف يزيد من تعقيد الأوضاع، وهذه  الحكومة قادرة على حل الأزمة شريطة أن تغير نظرتها إلى الأغنياء والناس.

ولا شك في أن التصريحات التي أدلى بها حسن نصر الله، المعروف بأنه دمية في يد نظام الملالي الإيراني، في لبنان، تدور كلها حول الكوارث الذي تسبب فيها للشعب اللبناني هو والعناصر الحكومية المنتمية له؛ ورعبًا من أن تكون انتفاضة الشعب اللبناني مرتبطة بشكل حقيقي بانتفاضة الشعبين العراقي والإيراني وتطيح  بالحكومة التابعة لحزب الله في لبنان برمتها والنظام المجرم الحاكم في إيران.

وبالتالي، فإن انتفاضة الشعب اللبناني ضد فساد حزب الله في ظل وجود حسن نصر الله كأمين عام للحزب  تعتبر ضربة قوية وقاتلة لنظام الملالي المجرم الذي يحكم إيران، وتُعد حلقة من حلقات الإطاحة بنظام الملالي في طهران.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة