الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتالخبير الحكومي: نعيش في أسوأ الأوضاع، والخطر جسيم بكل ما تحمل الكلمة...

الخبير الحكومي: نعيش في أسوأ الأوضاع، والخطر جسيم بكل ما تحمل الكلمة من معنى

0Shares

لم يعتقد البعض أن استراتيجية سياسة تصدير الإرهاب ومغامرة نظام المعممين في دول المنطقة قد تلقت ضربة ساحقة، بعد هلاك المجرم قاسم سليماني، بيد أن هذه حقيقة لا يمكن إنكارها.

ويعد ترسيم خامنئي لخطٍ خلف الحدود الشمالية، لمواجهة ما يسميه بخطر الصهيونية مؤشرًا واضحًا على احتضار السياسة الخارجية العدوانية التي يتبناها نظام الملالي.

 

تصدير الإرهاب والقمع في الداخل

الحقيقة هي أن السياسة الخارجية لنظام الملالي، وتصدير الإرهاب هي الوجه الآخر لعملة تضييق الخناق والقمع داخل إيران.

وبموجب قانون الأواني المرتبطة أو الأوعية المتصلة، فإنه إذا كان لدينا وعاءان يحتويان على سوائل ولم يكن هناك أي اتصال بينهما، فقد لا يكون ارتفاع سطح السائل متشابهًا في الوعاءين، إلا أنه بمجرد أن يكون هناك مجرى من القاع يربط بين الوعاءين، سيكون مستوى ارتفاع السائل في الوعاءين موحدًا.

 

وإذا اعتبرنا سياسة القمع داخل إيران، وتصدير الإرهاب إلى الخارج وعاءان مرتبطان ببعضهما البعض، فإن الانحدار في أحدهما يعتبر مؤشرًا للانحدار في الآخر، والعكس صحيح.

 

والجدير بالذكر أن إحساس خامنئي بالخطر داخل حدود إيران ومبادرته برسم خط فيما وراء هذا الجانب من الحدود (أيَّا كان السبب) لدليل واضح على فشل المغامرة فشلًا ذريعًا، وانهيار مخالب وحش خامنئي للإرهاب، بعد هلاك المجرم قاسم سليماني.

 

أسوأ الظروف والخطر الأكبر   

اعترف أحمد موثقي، أستاذ الدراسات السياسية، بفشل السياسة الخارجية للفاشية الدينية ومغامراتها الإرهابية، حيث قال:

فيما يتعلق بالجغرافيا السياسية لايران؛ حريٌ بنا القول إننا ألقينا بطريقة خرقاء بكل الدول العربية في أحضان إسرائيل من هذا الجانب … إلخ، بسبب سوء الأداء في سياستنا الخارجية، والذي لا يقتصر على السلطة التنفيذية فحسب.

وهذه كارثة كبرى ناجمة عن أخطائنا في السياسة الخارجية، حيث أننا ساعدنا في تقريب هذه الدول من بعضها البعض.

والحقيقة هي أننا ساعدنا في اتحاد هذه الدول مع بعضها البعض ضدنا، بدلًا من إشعال الحروب بينها.

وهذا يعني أننا يجب أن نتقيد بمجموعة من السلوكيات والقواعد الدولية. والجدير بالذكر أن التعريف المتعلق بدعم حركات التحرير الوارد في الدستور ليس عمليًا، ومن غير الممكن عند التعامل مع حكومة رسمية أن ندعم المعارضة التي تحاربها، نظرًا لأن هذا السلوك يتعارض مع القانون الدولي". (صحيفة "مستقل"، 6 أكتوبر 2021).

 

ويقول هذا الخبير حاصرًا البلدان المجاورة لإيران، وأوجه إخفاقات نظام الملالي في استقطابها:

"إن الخطر جسيم حقًا، ونحن نعيش في أسوأ الظروف".

وهذا خطر جسيم حقًا، لدرجة أنه يهدد المرعى التقليدي لنظام الملالي، المتمثل في العراق أيضًا:

حتى أننا نجد في العراق التي أصبحت الآن ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (الأوبك)، بدلًا من إيران. والحقيقة هي أن حكومة الكاظمي في العراق تتمتع بأكبر قدرٍ من العلاقات مع الغرب، ووقَّعت عقودًا مفصلية مع شركة توتال، وتتجه نحو الاستغناء عن استيراد الكهرباء والغاز من إيران، في حين أنها لم تلب مطالب إيران أيضًا.

 

كما أن إسرائيل تقصف القواعد الإيرانية في سوريا بسهولة بالتنسيق مع روسيا، حتى أن هذه الأحداث تحدث في العراق أيضًا، وتمثل مشكلة خطيرة بالنسبة لنا". (المصدر نفسه).

 

مرحلة نهاية الهيمنة العبثية في المياه الإقليمية للبلدان المجاورة   

ويضيف كاتب المقال في هذا الصدد: "إن إيران (قل نظام ولاية الفقيه) يعيش الآن في وضع هش للغاية، وكلما ازداد الضعف الداخلي، كلما ازدادت أطماع العناصر المتربصة في الكمين … إلخ.

وسوف نواجه، من الآن فصاعدًا، المزيد من هذه التهديدات للأمن القومي. إذ سوف يظل الاستياء الداخلي على ما هو عليه، وستظل أطماع الأجانب أيضًا من خلال البلدان المجاورة على ما هي عليه".

ويبدو أن مرحلة الهيمنة على العراق والاستيطان في ساحل البحر المتوسط، أي الانبهار بإنتاج الأسلحة لمرتزقة الحشد الشعبي، فضلًا عن إعطاهم مفاتيح مخازن الأسلحة ومستودعات الذخيرة، على وشك أن تُولِّي إلى غير رجعة.

والجدير بالذكر أن حلم الاستيلاء على "الهلال الشيعي" أو بعبارة أخرى "البدر الإسلامي" قد أصبح كابوسًا بسبب المسميات العبثية من قبيل "وحدة العالم الإسلامي" و "مناهضة الإمبريالية" و "حوار الثورة الإسلامية". والحقيقة هي أن الرياح التي تسبب فيها هذا النظام الفاشي في بلدان المنطقة، عادت إليه الآن على شكل عاصفة.

 

وهذه هي العاقبة الحتمية والتي تحمل في طياتها تحذيرًا للوحش الذي يسعى إلى الحفاظ على حياته البائسة بسفك دماء الشباب، وتجويع الأطفال الإيرانيين، والتهام مواردهم واحتياطياتهم الوطنية، حتى يتسنى له التمادي في ممارسة مغامراته الإرهابية.

ونجده الآن يواجه، على هذا الجانب من الخط، بركان غضب الخاسرين والمدَّعين، وليس أمامه خيار سوى اللجوء إلى الجحيم.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة