تجددت المظاهرات المناهضة لنظام الملالي في إيران، في ظل أزمة خانقة وتدهور اقتصادي مريع، سببه سياسات النظام الفاشلة، وصرفه مقدرات البلاد على ميليشياته الطائفية بالخارج، ودعمه الإرهاب.
وشهدت مدينة كرج بمحافظة ألبورز مظاهرات حاشدة ضد الغلاء والتضخم وارتفاع الأسعار وتدهور العملة المحلية، وسط هتافات ضد المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي وطالبه المتظاهرون بالرحيل.
وهتف متظاهرون بشعارات استهدفت رأس النظام مثل «الموت للديكتاتور» و«الشعب يشحت والمرشد يتصرف كإله»، بينما أظهرت مقاطع أن قوات الأمن ردت بعنف ضد المحتجين.
فكروا بحالنا
وردد المتظاهرون الإيرانيون الغاضبون مرة أخرى شعار «اخرجوا من سوريا وفكروا بحالنا»، بالإضافة لشعار «لا غزة، لا لبنان، روحي فداء لإيران»، للتنديد بإنفاق النظام الإيراني أموال الشعب على التدخلات العسكرية ودعم الإرهاب والميليشيات في المنطقة. وهي الشعارات التي داب الإيرانيون على تكرارها منذ عام 2009 حينما ثاروا ضد تزوير المرشد وحرسه الانتخابات الرئاسية لصالح مرشح الحرس الثوري.
وأضرم متظاهرون النار في عدد من الدراجات النارية التابعة لقوات مكافحة الشغب في حي غوهر دشت.
وقال ناشطون: إن قوات الأمن أطلقت عيارات نارية لتفريق التظاهرات، التي شهدت حضورا نسائيا مكثفا.
انتفاضة متواصلة
من جانبها، قالت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «ها هو العالم يرى الآن بأم أعينه أن صوت الشعب الإيراني لا يخمد، رغم القمع الواسع وأن الانتفاضة تتواصل حتى النصر، هذه مشاعل مقاومة ضحّت بأكثر من 100 ألف شهيد وتزداد شعلتها وتنفجر في الشوارع عناقيد الغضب لشعب كظم غيظه على مدى 40 عامًا».
واضافت رجوي في تغريدتها: «مرة أخرى رفع شعار «الإصلاحيون والأصوليون انتهت اللعبة» في أصفهان وجوهردشت، هذا هو هدير الشعب الإيراني المضطهد، الذي يحبط مؤامرات الدكتاتورية الحاكمة باسم الدين ويبشّر بتحقيق الحرية».
ونوهت رجوي قائلة: «الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني تتواصل ويزداد لهيبها كل يوم أكثر من ذي قبل، التحية لأهالي أصفهان وجوهردشت بمدينة كرج ومدينة شيرا، حان وقت النهوض، دكتاتورية ولاية الفقيه تضيق ذرعا باستمرار انتفاضتكم».
مناورات الهروب
على صعيد آخر، وفي ظل أزماتها الداخلية المتصاعدة، يحاول نظام الولي الفقيه، الهروب إلى الأمام، ودفن رأسه في الرمال، حيث كشف مسؤولون أمريكيون لوكالة رويترز: أن الولايات المتحدة تعتقد أن النظام الإيراني يعد لمناورات كبرى في الخليج في الأيام المقبلة، لتقدم موعد تدريبات سنوية على ما يبدو وسط تصاعد التوتر مع واشنطن. ويلجأ نظام طهران إلى اجراء مناورات عسكرية لاستعراض القوة كلما تأزمت علاقته مع المواطنين الإيرانيين. ويوجه شعاراته العدوانية نحو الخارج، لكنه عملياً يوجه رسائل تخويف للإيرانيين، بأن حرسه الثوري جاهز لقمع أي تحركات محلية.
وأكدت القيادة المركزية الأمريكية أنها رصدت زيادة في الأنشطة الإيرانية، بما في ذلك بمضيق هرمز الاستراتيجي.
تأمين الملاحة
وقال الكابتن بيل إيربان المتحدث باسم القيادة المركزية، التي تشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط: «نحن على علم بالزيادة في العمليات البحرية في الخليج العربي ومضيق هرمز وخليج عمان».
وأضاف: «نتابع الوضع عن كثب وسنواصل العمل مع شركائنا لضمان حرية الملاحة وتدفق التجارة في الممرات المائية الدولية».
الى ذلك، حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاربعاء من أن بلاده ستنضم إلى تحالف عسكري دولي إذا أغلقت ايران مضيق باب المندب.
وتضع سياسات ترامب ضغوطا شديدة على الاقتصاد الإيراني.
وهبطت العملة الإيرانية إلى مستويات جديدة هذا الأسبوع بينما يستعد الإيرانيون ليوم السابع من أغسطس وهو الموعد المقرر لتعيد واشنطن فرض أول دفعة من العقوبات الاقتصادية بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي.
إرهاب السفارات
من جهة أخرى، أكدت النيابة الفيدرالية البلجيكية أن مشتبها به أوقف في فرنسا في 30 يونيو الماضي، يوم إفشال مخطط للاعتداء على تجمع لمعارضين إيرانيين، سلم الى بلجيكا.
وسلم مرهاد أ. وهو بلجيكي من أصل إيراني يبلغ من العمر 54 عاماً، في 20 يوليو الماضي للقضاء البلجيكي المكلّف التحقيق بالتعاون مع فرنسا والمانيا.
ويُشتبه بأن مرهاد متورط في محاولة اغتيال ارهابية والتخطيط لتنفيذ اعتداء، بحسب مذكرة التوقيف الاوروبية، التي أصدرها القضاء البلجيكي بحقه في الثالث من يوليو.
النيابة البلجيكية تتسلم مشتبهًا به في خطة اعتداء الملالي على مؤتمر المعارضة
نقلا عن صحيفة اليوم
