الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران .. نتائج وعواقب انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الملالي

إيران .. نتائج وعواقب انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الملالي

0Shares

كانت صلاة الجمعة في جميع أنحاء البلاد مشهدًا للهجوم المنسق الذي كان يعكس رعب أئمة الجمعة، وساحة من جزع وفزع الملالي، وإطلاق الهراء ضد مجاهدي خلق ورجال الانتفاضة.

 

وبموجب المنهج المملى عليهم، كرّر أئمة الجمعة في هذا الهجوم المنسق عدة محاور في خطاباتهم. ففي البداية حاولوا من خلال ابداء التعاطف مع الشعب المطحون والوقوف بجانبه، والادعاء بأن نظام الملالي ليس لديه مانع في الانتقاد الهادئ، أن يفصل بينه وبين رجال الانتفاضة، ووصفوا رجال الانتفاضه بالأشرار وشكروا القوات القمعية على قمعهم وقتلهم.  

 

 التعبير عن الفزع في تصريحات المسؤولين في نظام الملالي

لكن النقطه المهمه هي أنه على الرغم من أنه اتضح أنه قد تم اعطائهم منهجًا يلتزمون به حتى يتمكنوا من الدفاع عن نظام الملالي وينفخون في أبواق النصر، إلا أن روح الخوف والرعب من الانتفاضة التي وضعت هذا النظام على شفا الانهيار، فرضت نفسه عليهم  واتضح ذلك في تصريحاتهم تمامًا. 

 

وقال خطيب الجمعة في طهران المدعو ”خاتمي“ مرعوبًا وهو يتحسر ويتأوه من مجاهدي خلق  : " هم أنفسهم يقولون أنهم كانوا يخططون لمدة 3 سنوات، ودربوا رجالهم في الخارج، وقاموا بتدريب عناصرهم في الداخل".  ثم نبح قائلًا: "إنهم زعزعوا أمن البلاد، وخسرنا آلاف المليارات من التومانات، بينما كانت كافة الاتجاهات داخل نظام الملالي قد طالبت بالوقوف في وجه الأشرار. 

إنهم متمردون ومحاربون، ويجب مطاردتهم في كل المنازل وتقديمهم للسلطات والحكم عليهم بأشد العقوبات". 

 

كما قال ممثل خامنئي في صلاة الجمعة في مشهد، ”علم الهدى“،معترفًا بأن هيكل الانتفاضة يتكون من الشباب المضطهدين في الضواحي الفقيرة التابعة للمدن: " إن المواطنين المضطهدين الفقراء يعانون من مشاكل معيشية في ضواحي المدن، وخرج هؤلاء المساكين للاحتجاج وركب العدو موجة اعتراضهم، ودفع بقوات المشاة التابعة له لاقتحام الميدان". 

وقارن بعض أئمة الجمعة وعناصر نظام الملالي بين هذه الانتفاضة وحرب الـ 8 سنوات مع العراق والظروف التي أدت إلى هزيمة هذا النظام في الحرب. فعلي سبيل المثال، قارن إمام الجمعة في كرج، حسيني همداني،  بين تصريحات خامنئي بقبوله المسؤولية عن رفع أسعار البنزين وتصريحات خميني بقبوله المسؤولية عن الهزيمة في الحرب الإيرانية العراقية، قائلًا: " إن الفتنة الأخيرة كانت كأس سم تجرعه القائد المعظم. وبهذه التصريحات تم الحفاظ على أمن البلاد، وحالت دون سقوط مجلس شورى الملالي والحكومة".

وطالب إمام الجمعة في أصفهان، ”طباطبائي نجاد“، مرعوبًا مما سيحدث إذا ما استولى  الثوار على السلاح أثناء هجومهم على المراكز القمعية لنظام الملالي، قائلًا:  "يجب التصدي لأي هجوم على المواقع العسكرية".

 

التعبير عن الذعر لم يقتصر على صلوات الجمعة؛

 

فعلى سبيل المثال، قارن نائب القائد العام لقوات الحرس لنظام الملالي، الحرسي على فدوي، بين الانتفاضة وصفحات عملية كربلاء 4 التي تكبد فيها نظام الملالي خسائر فادحة وتعرض لهزيمة نكراء، قائلًا: " إننا في الواقع حاربنا لمدة 48 ساعة".

ومن جانبه تحدث الناطق باسم حكومة الملا روحاني، علي ربيعي، عن رجال الانتفاضة مذعورًا، وقال:  " كان الثوار يتجهون نحو  المراكز العسكرية والأمنية، وكانوا يتدفقون ويتحركون صوب أوكارهم".    

كما قارن مستشار روحاني والمساعد السابق لوزارة الاستخبارات، حسام الدين آشنا، بين هذه الانتفاضة وعملية الضياء الخالد  التي هزت جسد نظام الملالي، قائلاً: " لقد تصوروا أنهم دشنوا عملية الضياء الخالد 2، إلا أنهم أدركوا الآن جيدًا أن عمليات مرصاد2 كانت مدشنة".

ولكن العناصر التي كانت حاضرة في الميدان عبروا عن الحقيقة المرعبة للانتفاضة لأنهم قوبلوا بعاصفة ملتهبه من غضب الشعب وكرهه للنظام الفاشي. فعلى سبيل المثال، صرح أحد قادة عمليات بسيج قوات الحرسي، الحرسي آبنوش، قائلًا: "كان هناك ترابط عجيب وغريب في الفتنة الحالية وكانوا في انتظار شرارة واحدة لتدمير البلاد".

 

ويرى من وجهة نظرة أن الإطاحة بنظام الملالي على يد الانتفاضة معجزة، ويقول: " لقد شاهدت المعجزات أثناء الفتن والثورات، إلا أن هذه الفتنة فتنة أخرى ومختلفة. وبصفتي شخص كان في الميدان، فإنني أعتقد أن الله وحده هو الذي أنقذنا ".

وبطبيعة الحال، سواء كان الله هو الذي أنقذ نظام الملالي أو أي شيء آخر هو موضوع النقاش، إلا أنه يبدو أن الروايات متواترة على الأقل داخل نظام الملالي حول ما إذا كان هذا النظام على شفا الإطاحة الآن مثلما كان الحال في آخر صفحة من صفحات حرب الـ 8 سنوات ومثل عملية الضياء الخالد، من عدمه. 

 

 الاستنتاجات والعواقب

 

والآن، إذا نظرنا إلى الانتفاضة وما حدث لوطننا خلال هذا الأسبوع من هذا المنظور، فسوف نجد أن هناك حقائق مصيرية وحاسمة من شأنها أن تساعدنا على رؤية أفق المستقبل بشكل أكثر وضوحًا، وإليكم بعضًا منها:

•  فشل نظام الملالي في منع الانتفاضة. وهذا الفشل ليس فشلًا عاديًا، ولكنه فشلًا استراتيجيًا بمعانيه وعواقبه الاستراتيجية. لأنه لم يكن هناك عنصر مفاجئ في هذه الانتفاضة.

فقد تم اتخاذ القرار برفع أسعار البنزين في  21 سبتمبر في اجتماع رؤساء السلطات الثلاث بموافقة خامنئي والتوقيع عليه. وقد ناقش المجلس هذا القرار في جلسة مغلقة خلف الأبواب المغلقة في 7 أكتوبر .

وحضر هذا الاجتماع نائب القائد العام لقوات الحرس لنظام الملالي، الحرسي  فدوي، وأدلى ببعض التعليقات حول هذه القضية. ومن الواضح أن تعليقات الحرسي فدوي كانت تدور حول ما إذا كانت قوات نظام الملالي القمعية قادرة على مواجهة الاضطرابات الناتجة عن هذا الإجراء والسيطرة على ردود الفعل المحتملة من عدمه.

ومن الواضح أن التأخير في تنفيذ القرار لمدة شهرين ثم الإعلان عنه في نهاية المطاف لأمر مدروس، ولكي يتراجع النظام عن القرار تم التمهيد له بما يكفي. فعلي سبيل المثال، وضع نظام الملالي قواته القمعية في حالة الاستعداد التام قبل أسبوع واحد من الإعلان عن رفع أسعار البنزين ونشرها حول محطات الوقود.

ولكن على الرغم من كل هذه الاستعدادات، إلا أن الطاقة المتفجرة الهائلة للانتفاضة  تغلبت على جميع التدابير القمعية التي اتخذها نظام الملالي مما تسبب في ذهول وذعر هذا النظام الفاشي.

• أصبحت المواجهة القوية مع النظام الخطاب السائد. والمواطنون في جميع أنحاء البلاد هم الذين تدفقوا مترابطين في شوارع جميع المدن وتجاوزوا قضية البنزين ورفع أسعاره وصاحوا بملء فمهم بضرورة الإطاحة بنظام الملالي والموت للديكتاتور وساد صدى زئيرهم في كل مكان، وأضرموا النيران في كافة مظاهر النظام القمعية والمفترسة لأموالهم ودمروها.

•إن استعداد المجتمع بأقصى درجات الاستعداد للنهوض والإطاحة بالنظام الحاكم بعنف وضع حدًا لكل النقاشات والتكهنات حول ما إذا كان الشعب الإيراني يخشى نظام الملالي أو ما هي السياسات التي يتبعها لتغيير هذا النظام، وأثبت أن الإطاحة بالنظام حقيقة مؤكدة وملموسة. 

• لقد ثبتت صحة وشرعية ما قاله قائد المقاومة الإيرانية أكثر من مرة حول معاقل الانتفاضة والمدن المنتفضة حتى الآن بما لا يقل عن 148 مرة.

منذ الساعة 12 من صباح يوم الجمعة الموافق 15 نوفمبر 2019، تغير تاريخ إيران، وتغير كل شيء في المجال السياسي والاجتماعي لإيران تغييرًا جذريًا. وبعد هذه المرحلة، بغض النظر عما ستواجهه الانتفاضة من صعود وهبوط من الآن فصاعدا، فإن نظام ولاية الفقيه لم يعد كما كان عليه في السابق؛ ولم يعد المجتمع الإيراني مجتمع الأمس بعد اليوم، ولن يعود أي شيء إلى الخلف بأي حال من الأحوال.  والحقيقة المؤكدة كما صرح قائد المقاومة الإيرانية هي: " إن المصير التاريخي للشعب الإيراني سيتم تقريره بمعاقل الانتفاضة ومدن الانتفاضة في معركة التحرير". 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة