الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران..انتفاضة مواطني سراوان رد على القمع المزدوج للنظام في سيستان وبلوجستان

إيران..انتفاضة مواطني سراوان رد على القمع المزدوج للنظام في سيستان وبلوجستان

0Shares

فتحت قوات الأمن التابعة لـ النظام الإيراني، يوم الاثنين، 22 فبراير، النار على عدد من ناقلي الوقود المحرومين في منطقة سراوان الحدودية بمحافظة سيستان وبلوجستان جنوب شرق إيران، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 منهم وإصابة العشرات بجروح.

وعقب ذلك احتج أهالي سراوان واستولوا على قائممقامية المدينة وأشعلوا النيران في بعض آليات القوات القمعية وامتدت الانتفاضة في أنحاء المدينة.

 

ووصفت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية شهداء سراوان بأنهم شهداء درب الحرية، متمنية للجرحى الشفاء العاجل. وحيّت أبناء سراوان الأبطال، الذين انتفضوا ضد اضطهاد وتمييز الديكتاتورية الدينية، ودعت جميع الشباب المنتفضين، وخاصة في منطقة سيستان وبلوشستان، إلى دعم المواطنين في سراوان.

تعتبر محافظة سيستان وبلوجستان الواقعة في جنوب شرق إيران من أفقر المحافظات في البلاد ويعيش أكثر من 75٪ من سكانها تحت خط الفقر المطلق.

لا يحصل ثلثا سكان المحافظة على مياه الشرب المأمونة، والعديد من الأطفال في المحافظة غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة بسبب الفقر ونقص الإمكانيات التعليمية.

تتمتع المحافظة بأكثر وأعلى معدل البطالة في البلاد، وعلى العديد من المحرومين فيها اللجوء إلى نقل الوقود لكسب لقمة العيش. ووظيفة ومهنة خطيرة للغاية حولها نظام الملالي إلى لعبة الموت.

وتقدر وكالة أنباء ”إيلنا“ الحكومية معدل البطالة في سيستان وبلوجستان بما يتراوح بين 40 و 60 في المائة، وموائد سفرة المواطنين خالية من الخبز والطعام.

طبعا الإحصائيات الحكومية الرسمية المنشورة في وسائل الإعلام بعيدة كل البعد عن الحقيقة، وبالتأكيد المزيد من الناس يعانون من البطالة والفقر.

وانتشرت البطالة في المحافظة لدرجة أن عضوًا في مجلس شورى الملالي في زاهدان وصف البطالة بأنها مشكلة رئيسية في سيستان وبلوجستان ومخيبة للآمال لمستوى التوظيف. (وكالة أنباء إيلنا، 25 مايو 2020).

لذلك يعاني هؤلاء الأشخاص من الفقر ونقص الغذاء وشحة المياه- ولأن شحة  المياه حولت العديد من مناطقهم الزراعية إلى صحارى، ولا توجد مصانع أو منشآت الإنتاج في المنطقة ليعمل بها الناس، فعلى الكثير منهم يتولون المهمة الخطيرة والشاقة المتمثلة في التزود بالوقود، وسيتم استهداف أجسادهم وأرواحهم بالرصاسات من قبل قوات الحراس والشرطة المجرمة.

لا يتم التزود بالوقود بالسيارات أو الصهاريج، بل في جيكانات بسعة 20 لترًا أو عشرات لترات يتم تحميلها على  دراجة نارية أو الشاحنة، والتي لا يغطي دخلها حتى إعاشة ناقلي الوقود الأكثر حرمانًا.

 

منذ 41 عامًا، والمواطنون في جميع أنحاء إيران، من كل مدينة ومحافظة وقرية، يتعرضون لأقسى عمليات القمع والاضطهاد من قبل نظام ولاية الفقيه. لكن أبناء سيستان وبلوجستان يتعرضون للقمع المزدوج الاقسى لدرجة أنه " ويؤكد موقع نسيم اونلاين ان "من بين 20 منطقة ذات أعلى معدلات فقر في إيران، 14 منطقة تنتمي إلى محافظة سيستان وبلوجستان" وبسبب النهب الحكومي، معدل الفقر هناك يتراوح بين 75 و 90٪ "

ويشير تقرير وكالة أنباء مهر الى ان "400 ألف طالب في هذه المحافظة محرومون من التعليم بسبب الافتقار إلى البنية التحتية للإنترنت ونقص الهواتف الذكية في ظل تفشي كورونا ".

وبالطبع، الأمر الأكثر إيلامًا هو أن أكواخ هؤلاء الناس مبنية على كنز من الثروة المعدنية في هذه الديار كما توضح الوكالة ان " محافظة سيستان وبلوجستان تقع على الحزام المعدني للعالم الذي يمتد من البلقان إلى باكستان ولديها احتياطيات معدنية وفيرة مثل الكروميت والنحاس والمنغنيز والرصاص والزنك والقصدير والتنغستن، الذهب"

هذه الثروات الهائلة من المناجم في هذه المحافظة هي التي دفعت النظام بدخول مقر خاتم التابع لقوات الحرس للتنقيب عن المعادن ويقول قائد المقر بهذا الصدد إن "هناك زخما في استخراج معادن الرصاص والزنك والحديد والنحاس والمنغنيز والكروميت" .

 

سياط خامنئي تستمر في جلد الشعب

تسبب هذا الوضع في احتمالية أن تكون الانفجارات الشعبية والانتفاضات في سيستان وبلوجستان، كما في جميع أنحاء إيران، في أعلى مستوياتها ويعلم خامنئي ومؤسساته القمعية أنه يجب عليهم إما الاستجابة لمطالب الشعب، أو محاولة عدم تحويل غضب الناس إلى نار وانفجار بقمع مزدوج.

لذلك لجأ نظام الملالي الى تصعيد عمليات الإعدام في سجن زاهدان خلال الأشهر القليلة الماضية، واتباع عمليات التهريب من خلال إطلاق النار المتكرر على الشبان العزل الذين ينقلون عدة جالونات من الوقود لمساعدتهم في معيشة اسرهم.

لكن بالرغم من جميع معانات والام المواطنين البلوش نقول إن الأيام المظلمة الحالية ستنتهي ويوم الإطاحة بنظام الملالي، قريب وساعة النصر العظيم للشعب الإيراني تلوح في الافق حيث ستشرق شمس الحرية الجميلة، في ربوع المحافظات والمدن الإيرانية، بما في ذلك سيستان وبلوجستان الخصبة والجميلة،سترى البناء والازدهار والعيش في الرخاء والأمن من جديد.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة