السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالأصوات الباطلة في الانتخابات وتناقضات تصريحات خامنئي

الأصوات الباطلة في الانتخابات وتناقضات تصريحات خامنئي

0Shares

المقاطعة الموحدة لانتخابات النظام يشكل حدثا تاريخيا، لكنها ليست حدثا وقع في 18 يونيو/ حزيران 2021 وانتهى. بل إنها عاصفة مدمرة تضرب النظام بكامل أركانه، وتظهر الآثار والعواقب السياسية والاجتماعية المتزايدة لذلك اليوم.

والدليل على هذا الادعاء هو ظهور خامنئي، المرشد الأعلى للثورة، بعد 10 أيام من هذا الحادث ومحاولته الفاضحة وأقواله السخيفة المعكوسة لتدارك تداعيات هذه الهزيمة الفاضحة. وخلافا لما يسمى بفتواه السابقة، التي قال فيها إن من يدلي بصوته الأبيض ارتكب حراما، فهذه المرة قال إن من صوّت باطلاً مؤيد للنظام ؟!

 ووصف خامنئي في خطاب له، الصفعة المدوية التي تلقاها من الشعب الإيراني والتي فضحت هندسته للانتخابات لإخراج رئيسي سفاح مجزرة عام 1988 من الصندوق السحري، بأنها ملحمة. لم يكتف بكلمة واحدة، ولكنه صرح بوقاحة لا يمكن تصورها، وكرر كلمة ملحمة عدة مرات في جملة واحدة، قائلاً: " كانت الانتخابات ملحمة بالمعنى الحقيقي للكلمة. الانتخابات التي جرت كانت حرفياً ملحمة سطرها هؤلاء الناس.

ولم يكتف الولي الفقيه، الذي تلقى صفعه رد الفعل الشعبي، بوصف الانتخابات بأنها ملحمية، وفظاعة إخراج وصيفه من صندوق الاقتراع، بل دخل بحماقة في الجدال واللعب بالأرقام، قائلاً: "ما لا يقل عن 10 في المائة من عدم المشاركة سببه كورونا، والذي، إذا حسبناه، يقترب من 60 في المائة من المشاركة، وهي مشاركة جيدة!"

مشروع ولد ميتا وفاشلا

لماذا لا يستطيع خامنئي على الأقل أن يغلق فمه في وجه هذه الهزيمة المشينة التي حدثت أمام أعين العالم كله؟ لماذا يفعّل بيده رائحة هذه الفضيحة؟! بالتحديد لأن "حملة المقاطعة الوطنية الشاملة" لم تنته بشعار "صوتي إسقاط النظام". بل إنها بداية.

كان خامنئي يسعى إلى تحقيق هدف استراتيجي من خلال هندسة ترتيب مهزلة الانتخابات، التي سعى إلى إجرائها بإصرار وبثمن باهظ للغاية، مع إقصاء نصف أركان نظامه وإزالة أمثال لاريجاني ؛ إنه أراد ترهيب المواطنين واحتواء المجتمع على شفا الانفجار بتتويج منفذ مذبحة 1988، لكن الشعب أحبط هذا المشروع القمعي والإجرامي بمقاطعة برنامجه الانتخابي. وهكذا فإن مشروع تعيين رئيسي، بات بفضل حركة مقاضاة المتورطين في مجزرة عام 1988، هو مشروع ولد ميتا، وأن سفاح المجزرة  تم حرقه وإفشاله حتى قبل وصوله إلى السلطة.

معنى الأصوات الباطلة

نتيجة الهزيمة الحاسمة في مهزلة الانتخابات، أصبح النظام متصدعا ومتشتتا بشكل مميت وتعرضت قوات النظام لسقوط دراماتيكي. مؤشر هذا الانقسام والسقوط هو الأصوات الباطلة وأبعادها الضخمة وغير المسبوقة. إذا كانت المقاطعة الوطنية للانتخابات بمثابة "لا" مدوية من الشعب الإيراني لدكتاتورية ولاية الفقيه الشائنة، فإن بطاقات الاقتراع الباطلة، ولا سيما زيادتها بنسبة 12 في المائة عن الانتخابات السابقة، تشير إلى أن أولئك الذين، أياً كانوا، ولاي سبب كان سواء من الخوف أو الحاجة أو الإكراه، شاركوا في انتخابات النظام، لكنهم أظهروا اشمئزازهم من هذا السحر الفاضح خلال الإدلاء بأصوات البيض، الأمر الذي اعتبره جميع محللي النظام من كلتا الزمرتين بمثابة تحذير و إشارة خطيرة للغاية للنظام.

لم يكن من غير المنطقي أن يطل علينا خامنئي في هذه القضية وقبول الفضائح بإدلاء أقوال ليظهر الحدث بالمقلوب. وقال "بعض الناس يعتمدون على الاصوات الباطلة .. هل الاصوات الباطلة هي سبب انفصالهم عن النظام؟ لا؛ على الإطلاق! الصورة هي الحال! من يأتي إلى مركز الاقتراع ويريد التصويت، ينظر ويرى أن الشخص الذي يروق إليه ليس في قائمة المرشحين هذه ؛ إذن ماذا يفعل هذا؟ … وهو مهتم بالنظام."

يبدو أن الولي الفقيه الكهنوتي قد نسي أنه نشر السؤال والجواب في استفتاء كان قد رتب لنفسه قبل أيام قليلة من الانتخابات:

سؤال: ما حكم الاقتراع الأبيض وعدم الكشف عن هويته؟ ماذا لو لم تكن هناك معرفة وبحث، أو بحث غير كاف وفشل في الوصول إلى نتيجة والاستغراب من الاختيار الصحيح؟

الجواب: على كل حال، إذا كان التصويت الأبيض يضعف النظام الإسلامي، فهو حرام.

أن يصبح الحرام ملحمة في غضون أيام و "إضعاف النظام" إلى "مصلحة في النظام" ليس سببه سراً. إنه محاولة يائسة بائسة لدكتاتورية وضع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية المطالبة بالحرية ختم "ملغى" على جبينها.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة