الأحد, مايو 5, 2024
الرئيسيةمقالاتعندما يستمر الکذب لأربعة عقود! ...

عندما يستمر الکذب لأربعة عقود! …

0Shares

بقلم : سعاد عزيز

 

طوال العقود الماضية، إستطاعت الجمهورية الاسلامية الايرانية بصورة وأخرى أن تجعل الکثير من الاوساط السياسية والاعلامية الاقليمية والعالمية على حد سواء مقتنعة بأن منظمة مجاهدي خلق لم يعد لها من دور أو تأثير في الاوضاع الداخلية في إيران وإن السلطات الايرانية تمسك بزمام الامور بصورة کاملة، والذي منح هذا التصور نوع الثقة والمصداقية، قيام إدارة الرئيس الاسبق بيل کلينتون ومن خلال صفقة سياسية من نوع خاص بينها وبين الرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي، بتصنيف منظمة مجاهدي خلق في عام 1995، ضمن قائمة المنظمات الارهابية.

منظمة مجاهدي خلق ومن خلال الموقف والوضع الذي لم يکن هناك أبدا من يمکنه أن يحسدها عليه، تصورت بعض الاوساط السياسية بأن إدراج المنظمة ضمن قائمة الارهاب کان بمثابة رصاصة الرحمة التي وجهت للمنظمة من قبل طهران وإن آخر صفحة من عهدها قد تم طويها للأبد، وهو الامر الذي أوحت به طهران الى معظم الاوساط السياسية والاعلامية، لکن وعلى الضد من ذلك، لم يظهر إن منظمة مجاهدي خلق التي تأسست في عام 1965، وخاضت صراعا فريدا من نوعه ضد نظام الشاه وساهمت بصورة مٶثرة جدا في إسقاطه، قد إستسلمت بل إنها ظلت تسعى لمواجهة طهران وفي ظروف أکثر من صعبة حتى تکلل ذلك في النتيجة عن خروجها من قائمة الارهاب وفرض دور وحضور لافت للنظر لها من خلال التجمعات السنوية التي کانت تعقدها والتي وصلت الى حد أن يحضر فيها أکثر من 100 ألف إيراني من المقيمين في الشتات الى جانب مئات الشخصيات السياسية الدولية والاسلامية والعربية.

عندما أعلن المرشد الاعلى الايراني، علي الخامنئي، بأن منظمة مجاهدي خلق هي من قادت إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، وهو إعتراف تم تکراره من جانب العديد من القادة والمسٶولين الايرانيين وقد کان بمثابة صدمة للکثير من الاوساط التي سبق وأن قرأت الفاتحة على روح المنظمة بناءا على ماقد أوحت به طهران، بل وإن قيام السلتات الايرانية بتقديم شکاوي ضد دور ونشاطات المنظمة في العديد من بلدان العالم شهادة إعتراف أخرى بدأت تکسر وتحطم جدار الوهم الذي بنته طهران حول المنظمة على مر أعوام طويلة، ومع کل هذا ظل هناك من يراوده ثمة شکوك بشأن دور وحضور وتأثير المنظمة في داخل إيران، حتى جاءت الاعترافات الاخيرة لوزير المخابرات الايرانية، محمود علوي، والتي إعترفت فيها بنجاحها في تفکيك 116 خلية على علاقة بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية على مدار العام الماضي، الى جانب إعتراف مهم آخر لمدير دائرة الأمن في محافظة أذربيجان الشرقية والتي قال فيها بأنه قد تم"خلال العام الماضي زاد مجاهدو خلق من أنشطتهم في المحافظة ووضعوا في جدول أعمالهم للعام الحالي واجبات بما في ذلك جمع المعلومات. خلال العام الماضي زاد مجاهدو خلق من انشطتهم عبر استغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وتم اعتقال 60 من العناصر الذين كانوا على صلة بمجاهدي خلق، وتم في هذا الإطار تحديد 50 شخصا وتنبيههم"، وهذين الاعترافين بالغي الاهمية لأنهما يقران وبصورة رسمية بدور ونشاط فعلي للمنظمة في داخل إيران وهو مايفند کل ماقد قالته وأکدت عليه طهران خلال العقود الاربعة الماضية.

العراق خط أحمر

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة