الأربعاء, مايو 1, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانعن مستقبل النفوذ الايراني في المنطقة

عن مستقبل النفوذ الايراني في المنطقة

0Shares


محمد حسين المياحي


ليس هناک من مشکلة تشغل بلدان المنطقة و تقض مضجعها، کما هو الحال مع مشکلة النفوذ الايراني فيها، خصوصا وإن هذا النفوذ يعمل علی تأسيس أحزاب و ميليشيات خاضعة لها و تأتمر بأوامرها و تخضع لها عقائديا ومن ثم يتم إعدادها لتمسک مقاليد الامور في هذه البلدان بيدها کما رأينا في تجربتي حزب الله اللبناني و جماعة الحوثي وکذلک في تجربة ميليشيات الحشد التي تدور رحاها الان.
مشکلة النفوذ الايراني في بلدان المنطقة ليست تؤرق و تزعج هذه البلدان فقط بل هي تشکل إزعاجا للبلدان الغربية لأنها تشکل خطرا علی الامن و الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط الاستراتيجية، لکن يجب أن ننتبه إن هناک طرف آخر يرفض النفوذ الايراني في المنطقة و يطالب بإنهاء التدخلات وهو الشعب الايراني الذي جسد موقفه هذا بکل وضوح خلال إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، حيث طالب بإنهاء التدخلات في المنطقة و عدم إهدار أموال الشعب الايراني فيها في وقت يعاني فيه هذا الشعب من الفقر و المجاعة و الحرمان و مئات المشاکل الاخری بسبب سوء الاوضاع الاقتصادية و ترديها الی أبعد حد.
النفوذ الايراني في المنطقة، و الذي هو يجسد في الاساس مشروع نظام ولاية الفقيه من أجل إنشاء إمبراطورية دينية تخضع المنطقة لنفوذها و تعيد رسم الاوضاع المختلفة فيها من الجوانب السياسية و الاقتصادية و الفکرية بحسب ماهو موجود علی الارض کأمر واقع، لکن هذا المشروع”المشبوه”الذي يرفضه الشعب الايراني کما ترفضه المعارضة الايرانية النشيطة و الفعالة المتجسدة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، بإعتباره مشروع لايعبر عن آمال و طموحات و إرادة الشعب الايراني و المقاومة الايرانية، وإنه يعکس عن المصالح الضيقة للنظام.
ماقد نقلته وکالة فارس للأنباء عن مستشار کبير للمرشد الأعلی للنظام الإيراني، خامنئي، إن قيادة البلاد لا تعتزم تقليص نفوذها في الشرق الأوسط رغم الضغوط الأميرکية. ولم يشير بأي شکل الی المطالب الشعبية بنفس السياق، وأضاف ولايتي إن”نفوذ إيران في المنطقة حتمي، ولکي تظل لاعبا رئيسيا في المنطقة سيستمر هذا النفوذ”، مؤکدا أن بلاده” ستواصل دعمها لميليشيات حزب الله و فصائل فلسطينية”، وهذا التصريح يعني بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يصر علی الاستمرار بنهجه و مواصلة تدخلات علی الرغم من المواقف الرافضة لشعوب و بلدان المنطقة و للشعب الايراني و المعارضة الايرانية و المجتمع الدولي، وهذا مايؤکد مرة أخری عدم وجود أي حل وسط لدی هذا النظام سوی الاستمرار بنهجه الذي تسير عليه منذ 38 عاما، دونما إنقطاع، ولاريب من إن هذا الاصرار من شأنه أن يفتح الابواب أمام الکثير من الخيارات التي تضع جميعها هدا النظام وجها لوجه ضد شعبه و المنطقة و العالم کله، ولکن هل يمکنه حقا القيام بذلک؟ معظم المراقين و المحللين السياسيين يرون بأن هذه السنة ستکون الاسوء لطهران ولن يمکنها أبدا من تجاوزها و عبورها فيما لو لم تقم بإيجاد حلول لمشاکلها و ازماتها المستعصية في الداخل بشکل خاص، وإن کل المعطيات تؤکد بعدم وجود أية مؤشرات تتيح إمکانية ذلک.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة