السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانديکتاتورية ولاية الفقيه في نار الانتفاضة

ديکتاتورية ولاية الفقيه في نار الانتفاضة

0Shares


بمناسبة جهار شنبه سوري
بقلم: المحامي عبد المجيد محمد


 
مع الدروس المستفادة وتجربة انتفاضة الشعب الإيراني في يناير، بدأ نظام ولاية الفقيه، الحاکم في إيران، في اتخاذ مختلف الإجراءات والتدابير والاستعدادات المتنوعة للتعامل مع احتفالات جهار شنبه سوري في سبيل مواجهتها.
کانت الإجراءات المرعبة والقمعية للنظام تتمرکز حول محورين رئيسيين وهما: الاول بدأت سلسلة من الاجراءات لمواجهة الشعب بالتهديد والوعيد ورسم الخطوط الحمر وفي الخطوة التالية محاولة اقناع العوائل الحاضنة للشباب بالتراجع والانتباه علی ابنائهم ومنعهم من الخروج إلی  الازقة وشوارع المدن لاشعال النيران.
أما المجموعة الثانية من التدابير فهي تتعلق باستخدام القوات القمعية لتنظيم صفوفها وتقويتها وتکون علی أهبة الاستعداد.
بما في ذلک إعطاء الأوامر للکتائب المعروفة باسم عاشوراء والزهراء لتکون علی أهبة الاستعداد، وتکليفهم بمهمات القضاء علی کل ما يهدد بخلق اضطرابات أو عمليات حرق او تشکيل حواجز في الشوارع.
علی سبيل المثال، تم إخلاء جميع موارد النفايات بحيث لا تحتوي علی الخشب والکرتون والأشياء التي يمکن حرقها. توزيع الوقود المتنقل اصبح ممنوعا وقد اتخذت اجراءات مشدده اخری أيضا.
خامنئي أيضا، في کلمة ألقاها يوم الخميس 8 مارس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أمام حفنه من قواته المنتقاة. قال إن العدو کان يسعی لإنهاء النظام في شهر مارس (آذار). وقبل هذا أعرب خامنئي أيضا في 8 يناير / کانون الثاني عن مخاوفه وقلقه من الإطاحة بنظامه وحذر قواته بأن هناک «طرفا ثالثا» يعمل ويخطط من اجل اسقاط نظام ولاية الفقيه.
في الحقيقة أن الخوف قد غمر کل ارکان نظام ولاية الفقيه وسببه هو أن هذا النظام واجه في الشهرين الماضيين انتفاضة کبيرة کان شعارها المرکزي والرئيسي الموت لخامنئي والموت للدکتاتور والان في ايام احتفالات جهار شنبه سوري المجتمع الايراني يعيش في خضم أجواء انتفاضة وثورة.
طبعا في مثل هذه الحالة وبلمحة عامة للانتفاضة المستمرة في الشهرين الماضيين يستخلص النظام مايلي:
عندما اشتعلت شرارة الانتفاضة من مدينة مشهد بسبب الغلاء وامتدت إلی  اکثر من 142 مدينة ايرانية في يوم واحد. الان ستکون هذه الانتفاضة في يوم جهار شنبه سوري ذات تجربة أکبر ومهيئة ومستعدة بشکل اکثر للنزول إلی  الساحات.
سعيد حجاريان أحد منظري ومحللي النظام قال فيما يتعلق بانتفاضة شهر يناير الماضية أن هذه الانتفاضة من الممکن أنها تراجعت في مظهرها ولکنها مثل موج البحر عندما تختفي ماهي الا مسئلة وقت لتعود وتضرب بقوة تدميرية أکبر وأعظم. هذا هو الخوف الحقيقي الذي يساور مجمل نظام ولاية الفقيه القمعي ويدور علی لسان الولي الفقيه و أدواته.
اذا نظرنا إلی وسائل اعلام النظام نجدها مليئة بمثل هذا القلق والخوف. من النائب العام لنظام الملالي إلی نواب المدن وإلی مسؤولي الاجهزة الامنية کلهم وبشکل سلسله منتظمة يقولون: «الاعداء يقومون بالتخطيط حتی يحولوا يوم جهار شنبه سوري إلی  مخطط بشع ومشؤوم».
أحد مفاصل النظام الحاکم او ما يسمی بالاصلاحي رجل الدين عبد الله نوري الذي کان يشغل منصب وزير داخلية هذا النظام سابقا وفي تصريح يخفي ورائه مسؤولا مخابراتيا لا اصلاحيا قال: ”هل من الحکمة أن نقف ساکتين قبال اولئک الذين يسعون لاسقاط النظام ولا نعرف من يقف ورائهم وماذا يخفون ؟؟“ 
ويعبر عن خوفه وقلقه من انهيار وسقوط نظام ولاية الفقيه بهذا الشکل حيث يقول: ”أنا اعتقد ان هناک تيارا يسعی لخلق الازمات والمشاکل داخل البلاد کل يوم“.
هذه هي حقيقة ارکان هذا النظام سواءا کانو اصلاحيين او محافظين جبلوا من الطينة نفسها ونقشوا من نفس نوع القماش ومن وجهة نظر الشعب الايراني لا يوجد أي فارق بينهم. وعندما يتعلق الامر باقتراب توقعات اسقاط النظام يصبحون جميعا علی قلب ولسان رجل واحد وکل اهتماماتهم تنصب نحو الانتباه من «العدو المشترک».
علی الرغم من أنهم لا يسمون “المجاهدين” صراحة بأنهم “عدوهم الرئيسي”، إلا أن کل شعب إيران يعلم أنه منظمة مجاهدي خلق ومقاومتها المنظمة هي المنافس والخصم الوحيد لهذا النظام.
هذا العام أطلقت منظمة مجاهدي خلق وقواتها في داخل ايران دعوات لتحويل الاحتفال الوطني بيوم جهار شنبه سوري إلی  حملة ضخمة لاسقاط نظام الملالي.
وهذا هو الخوف الحقيقي لدکتاتورية ولاية الفقيه من نار يوم جهار شنبه سوري الذي يری فيها سقوطه ونهايته. وهذا هو نفس العدو الذي اطلق عليه خامنئي صراحة اسم «الطرف الثالث» الذي يسعی لاسقاط نظامه وسرق النوم من جفون عينيه.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة