الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتتوجه الى الثورة وليس للتمرد

توجه الى الثورة وليس للتمرد

0Shares

بقلم:منى سالم الجبوري

 

لا يجب التعجب والاندهاش من التصريحات التي أدلى بها الخبير الاقتصادي الايراني حسين راغفر المقرب من تيار الرئيس روحاني، والتي أعلن خلالها أمورا غير عادية لم يتجرأ أي من القادة والمسٶولين الايرانيين على ذكرها بهذه الصورة الصادمة، حيث توقع بأن تشهد إيران خلال الفترة القادمة مجاعة وتمردا من جانب الشعب الإيراني، مستطردا بأن "المجاعة سترتفع مع ارتفاع أسعار الصرف. كما أن لدينا تهريبا للوقود، من خلال شبكات المافيا". هذه التصريحات تعكس وتجسد جانبا من الواقع الكارثي في إيران وليس كله، فالحقيقة الكبرى أكثر صدمة وأكثر إيلاما.

راغفر الذي توقع أن يتم تدمير مليون ومائة ألف وظيفة، تضاف إلى الأزمة الحالية في البطالة كما شكك في إحصاءات الحكومة حول التضخم، وقال إن البلاد شهدت تضخما في الشهر الحالي فقط بنسبة 50%، ويتوقع أن يصل في نهاية العام إلى 80 أو 90%، وأضاف مستنتجا بأن "الضحية الرئيسية في المجاعة والتضخم الطاحن هو الشعب الإيراني برمته. أما أولئك الذين يعيشون على المساعدات فلن يجدوا ما يأكلونه." وخلص الى القول وهو يحذر الحكومة الايرانية من الاحتجاجات القادمة التي قال إنها في الطريق مستطردا أن التمرد مع وجود الأزمة التي خلقتها الحكومة، أمر حتمي، مؤكدا: "نحن نتجه إلى التمرد"، وهذه الصورة القاتمة لما ينتظر إيران مبني وقائم على أرقام وشواهد من الواقع الايراني.

هذا الكلام الصادم لراغفر، يأتي بعد إنتفاضتين شهدتهما إيران كانت الاولى في عام 2009 أما الثانية فقد كانت في أواخر عام 2017 وبداية 2018، والثانية وبإعتراف رسمي من جانب السلطات الايرانية فإنها كانت لأسباب إقتصادية ولسوء الاوضاع المعيشية. وكما هو معروف فإن هذه الانتفاضة قد حدثت قبل الانسحاب الاميركية من الاتفاق النووي في 8 مايو/أيار، بأشهر كما إنها تفصلها أيضا مسافة زمنية أكبر مع تنفيذ الحزمة الاولى من العقوبات الاميركية في بداية أغسطس/آب، وهذا مايدل ويعني أن أسباب رفض نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والانتفاض بوجهه كانت متوفرة قبل الاجراءات الاميركية. والملفت للنظر هنا هو إنه وكما لم تساهم الادارة الاميركية السابقة في تغيير الاوضاع في داخل إيران لصالح الشعب بعد إبرام الاتفاق النووي وإطلاق المليارات المجمدة الايرانية والتي ذهبت معظمها لأمور التدخلات في المنطقة وتقوية أذرع النظام فيها كما إعترف الاميركيون لاحقا بذلك، فإن الاجراءات الاميركية في عهد ترامب لا تساهم بمساعدة الشعب فقضية الشعب هو سوء إدارة وحكم النظام وضرورة تغييره وبصورة جذرية، وإن هذا الشعب ماض ليس للتمرد كما ذكر راغفر آنفا وانما للثورة التي صارت هي آخر الدواء لهذا النظام.

ميدل ايست اونلاين

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة