الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةمقالاتجذع الفساد وليس غصونه

جذع الفساد وليس غصونه

0Shares

بقلم سعاد عزيز

 

 

تمخض الجبل فولد فأرا! هذا مايمکن إطلاقه على الصخب والضجة التي أثارها الرئيس الايراني حسن روحاني منذ إختياره رئيسا بشأن عزمه على محاربة الفساد والقضاء عليه، إذ ومن أغسطس/آب2013، ولحد يومنا هذا لم يتمکن روحاني من القضاء على الفساد الذي ليس هو أحد الظواهر التي تفرض نفسها على المشهد الايراني وإنما هو أحد رکائز النظام الإيراني وذلك لتورط قادة ومسٶولين کبار بحيث صارت هناك مافيا منيعة ليس بالامکان القضاء عليه في ظل هذا النظام أبدا.

 

الاوضاع الاقتصادية بالغة السوء في إيران والتي وصلت الى حد لم يعد بوسع الشعب أن يطيقها ولذلك فإن النشاطات الاحتجاجية ضد النظام بسبب من ذلك مستمرة بصورة ملفتة للنظر بحيث إن وتيرتها تتصاعد مع مرور الزمن، وإن الشعب يعلم جيدا بأن أحد أهم الاسباب الرئيسية وراء هذه الاوضاع الوخيمة هو الفساد المستشري في کافة مفاصل النظام الايراني مع الاخذ بنظر الاعتبار إن القوة الاساسية للفساد تکمن في المراکز القيادية في النظام حيث إن مسٶولون کبار متورطون فيه وإن مکافحته بالطريقة الصحيحة والجذرية ستقود إليهم حتما ولذلك فإنهم يضحون أو يقدمون أکباش فداء من قبيل مدير عام أو موظفون صغار من أجل التمويه والتغطية على جرذان الفساد الکبار والذين هم قادة النظام أنفسهم.

 

من هنا، فإن ماقد أفادت به وسائل الإعلام الإيرانية أن وزارة الاستخبارات ألقت القبض على عدد من المسؤولين من بينهم مدير عام في دائرة الجمارك، وموظفين وسماسرة بتهم فساد، وإنه من بين الموقوفين عدد من المسؤولين في دائرة الاستخبارات الإيرانية نفسها، متهمين بابتزاز المتهمين، وتلقوا رشاوى منهم. کل هذا ومع البريق الذي يغطيه لکنه مع ذلك لايمکن أن يخدع الشعب الايراني وهم يسمعون ويقرٶون الانباء الخاصة ببذخ أبناء المسٶولين والقادة الايرانيين حيث يعيشون حياة مترفة أشبه بأساطير “ألف ليلة وليلة”، ذلك إن هکذا”أکباش فداء”مکشوفة ومفضوحة أمرها لايمکنها أبدا أن تبرر وتشرح ضياع ونهب مئات المليارات من الدولارات ولاأن توضح کيف إن أبن أو أبنة مسٶول إيراني يملك المليارات والملايين ويعيش حياة الاباطرة والسلاطين!

 

المشکلة والعقدة الاساسية للفساد المستشري في إيران لايکمن في هذه النماذج”الصغيرة”التي يقدمونها”فيلة”الفساد کقرابين وأکباش فداء من أجل التموين على أنفسهم، بل إنها فيهم فهم الجذع الاساسي للفساد، ولهذا فقط يمکن فهم سبب إصرار الشعب الايراني و المقاومة الإيرانية على إسقاط النظام وإعتباره حلا جذريا، إذ أن بقاء النظام کما أسلفنا يعني بقاء وإستمرار الفساد!

صوت كوردستان

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة