الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانعودة إجبارية للمربع الاول للثورة الايرانية

عودة إجبارية للمربع الاول للثورة الايرانية

0Shares


النظام الإيراني يعيش علی التطرف الديني، بنسخته الشيعية الخاصة أو بنسخة الضد السني.

 


بقلم: منی سالم الجبوري

 

لسنا نميل الی القول بأن التطرف الديني شأن مختص بفترة زمنية محددة وانما هو کالارهاب لا وطن ولا زمان معينا له، لکن من الواضح جدا أن هناک فترات ومراحل زمنية محددة تتوفر الظروف والاجواء والمناخ المناسب لبعث هذا الغول والمسخ الکريه المعادي للدين نفسه وللقيم الانسانية جمعاء.

البحث في قضية التطرف الديني وإنبعاثه بشکل مستطير خلال العقدين الاخيرين للألفية المنصرمة وتطوره السرطاني الی ما هو عليه الان، يؤکد بأنه قد إقترن بحدثين مهمين وقعا في عام 1979، حيث کانا وراء ظهوره وصيرورته کظاهرة وهما:

1ـ الثورة الايرانية التي سيطر علی مقاليدها وزمام أمورها رجال الدين في نهاية المطاف وصارت مرکزا وأساسا لما يسمی”الصحوة الاسلامية”، حيث بدأ تصدير ونشر الفکر الديني المتطرف من قبل مراکز ومؤسسات تم إعدادها خصيصا من أجل ذلک.

2ـ الاحتلال السوفياتي لأفغانستان والذي دفع بالاميرکيين لاستغلال الشعور الديني لمواجهة السوفيات من أجل مصالحهم.

ولئن کان العامل الثاني مختصا بإنتشار التطرف الديني وفق المذهب السني، غير ان العامل الاول، کان المحفز الاهم خلف إنتشار التطرف الديني بجانبيه الشيعي والسني علی حد سواء، فقد کان النظام الديني الحاکم في إيران بمثابة الحاضن لمختلف التيارات المتطرفة وخصوصا الشيعية منها وکذلک داعما لها مثلما کان له يد في إنشاء تيارات واحزاب دينية متطرف ذات إتجاه سني وعمل علی دعمها وإسنادها بمختلف الطرق وهو الامر الذي أثبتته الاحداث والتطورات اللاحقة خصوصا بعد بروز التدخلات الايرانية في بلدان المنطقة وصيرورتها ظاهرة مثيرة للقلق.

تطورات الاوضاع والاحداث، وظهور مستجدات جديدة علی سوح الاحداث، دفع بالنظام الديني في طهران الی الترکيز علی نشر التطرف الديني وإستخدامه کرأس حربة ضد خصومه ليس في المنطقة فقط وانما علی مستوی العالم أيضا، ومثلما برز التطرف الديني السني بعد ظهور وبروز منظمة القاعدة، فإن التطرف الديني الشيعي برز أيضا بعد ظهور وبروز حزب الله اللبناني والذي أراد ويريد النظام في إيران استخدامه کأول خط مواجهة له مع أعدائه وخصومه، کما أراد جعله أيضا قبل ذلک حصان طروادة ضد لبنان والدول العربية والاسلامية، کما ‌أن النظام أنشأ أيضا المجلس الاعلی للثورة الاسلامية في العراق وکذلک فيلق بدر أثناء فترة الحرب العراقية ـ الايرانية واللذين صارا الان في العراق کقوتين سياسيتين بارزتين بالاضافة الی أعداد أخری من الاحزاب والميليشيات التابعة لها فکريا وعقائديا، ناهيک عن أنه کان أيضا وراء تشکيل الحرکة الاسلامية في کردستان العراق والتي کانت تابعة له بکل وضوح وساهمت في نشر التطرف الديني وحتی جعلت من مناطق أماکن نفوذ ليس لها وانما للنظام الايراني نفسه.

التطرف الديني الذي صار ظاهرة مخيفة يهدد السلام والامن والاستقرار في المنطقة بصورة خاصة، ليس من الصحيح التصور بأن الشعب الايراني يتقبل هذه الحالة ويستسيغها، ذلک إن مجريات الامور طوال الـ 39، عاما المنصرمة تؤکد علی رفض هذه الحالة وعدم القبول بها کأمر واقع، وهذا الامر ينسحب أيضا علی المعارضة النشيطة الحقيقية ضد هذا النظام والمتجسدة بشکل خاص في منظمة مجاهدي خلق التي کانت قد رفضت قانون فرض الحجاب في بدايات الثورة من جانب التيار الديني المتطرف وخرجت أعدادا کبيرة من المنتميات للمنظمة في التظاهرة النسوية الکبيرة التي رفضت ذلک القانون، وليس من باب الصدف أن تندلع إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، والتي شارک فيها أبناء 142 مدينة إيرانية وکان للمنظمة دورا رئيسيا فيها بإعتراف المرشد الاعلی للنظام، حيث أکدت الانتفاضة رفضها للنظام جملة وتفصيلا وطالبت بإسقاطه رافضة الصبغة الدينية للنظام ومطالبة بنظام سياسي منفتح يکفل الحقوق والحريات، وذلک ما يعني إعادة الثورة الايرانية الی مربعها الاول والانطلاق مجددا من هناک أي بإختصار ما يمکن أن نصفه بالسعي لتصحيح مسار الثورة الايرانية وإعادتها الی الطريق الذي کان يجب أن تسير فيه!

 


 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة