الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانحکاية الضفدعة و البقرة

حکاية الضفدعة و البقرة

0Shares

 

بقلم:سهی مازن القيسي

 

هناک حکاية فلکلورية تتحدث عن ضفدعة تريد أن تصبح بحجم البقرة، فتنفخ نفسها دونما توقف حتی تنفجر و تدفع حياتها ثمنا لوهم سعت أن تجعل منه حقيقة، وهذه الحکاية صارت تضرب کمثل لکل من يسعی لأمر و قضية أکبر منه و من حجمه و قدراته، وهذا تحديدا مايمکن سحبه علی نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يسعی لمناطحة الدول الکبری و إعتبار نفه في مصافها.
التدخلات السافرة و الغريبة من نوعها لهذا النظام في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة و السعي من خلال ذلک السيطرة عليها و جعلها في خدمة مشروعها التوسعي من أجل إتمام مشروع الخميني في بناء إمبراطورية دينية تؤسس للأفکار و القيم الطائفية، ليست بتلک العملية السهلة و الممکنة خصوصا وإن ذلک يتطلب الکثير من الجهد و الامکانيات السياسية و الاقتصادية و القدرة علی المناورة، وإن البلدان الاستعمارية وبعد أن ذاقت طعم مقاومة الشعوب لسيطرتها المباشرة إضطرت لمغادرة تلک البلدان لکن النظام الايراني الذي يحاول من خلال الاحزاب و التنظيمات التابعة له إحکام و شرعنة نفوذه و سيطرته علی هذه البلدان، ولکن هذا لايعني بقدرته في الاستمرار طويلا مع هذه الاحزاب و الميليشيات لأنها لاتمثل شعوب المنطقة بل وإنها صارت مؤخرا مکروهة و صارت الدعوات تتکرر من أجل حلها و فک إرتباطها بإيران.
تورط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في سوريا و اليمن و العراق و لبنان، والذي کلفها الکثير الکثير الی الحد الذي شهدنا فيه رفضا شعبيا إيرانيا کبيرا لذلک في الانتفاضة الايرانية العارمة الاخيرة و التي طالبت بإنهاء تلک التدخلات ولم يعد سرا أن الشعب الايراني يقف الی جانب الشعب السوري و يرفض الدعم المشبوه المقدم من جانب النظام لنظام الديکتاتور السوري، ومن المفيد جدا هنا ذکر المواقف المبدأية للمقاومة الايرانية من التدخلات هذه و التي کان لها الدور المشهود في فضحها و کشفها علی حقيقتها و المخططات التي سعی و يسعی النظام الی تنفيذها في المنطقة، بل وإن موقف الانتفاضة الايرانية الاخيرة کانت في الحقيقة إنعکاسا في الاساس لهذه المواقف المبدأية التي طالما أکدت علی إنه ليس من مصلحة إيران و شعبها و شعوب المنطقة القيام بهذه التدخلات، خصوصا وإنها تکلف الشعب الايراني فوق طاقته، مع التأکيد أيضا علی تأثيرها السلبي علی النظام أيضا، إذ جعلته في وضع و موقف لايحسد عليه أبدا.
الدول الاستعمارية عندما کانت تقوم بإستعمار الدول الضعيفة و بسط نفوذها عليه فإنها کانت لها بناها التحتية و إقتصادياتها القوية کما إنها وفرت المعيشة و الاوضاع الجيدة لشعوبها، أما نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فإنه لايملک شيئا من کل ذلک بل إنه تماما مثل تلک الضفدعة التي تنفخ في نفسها ظنا منها بأنها صارت في مستوی و مصاف الدول الکبری ولاريب من إنها ستنفجر في أية لحظة!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة