الجمعة, مايو 17, 2024

عراق بلا ظلال داکنة

0Shares
بقلم:علاء کامل شبيب
 
إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش و طرده من العراق، مع إنه إنتصار کبير لايمکن الاستهانة به خصوصا وإن العراق قدم الکثير من الدماء و الاموال و الجهود عتی تيسر له ذلک، لکن، لم يظهر و يتجسد ذلک بصورة واضحة علی وجوه العراقيين، فهم صحيح قد خرجوا من کارثة و مصيبة لايمکن الاستهانة بها أبدا، لکنهم يتخوفون في أية لحظة من دخول في واحدة أخری أسوء منها، إذ إنهم ومنذ الاحتلال الامريکي لعراق و تعاظم النفوذ الايراني فيه، تعودوا علی نمط من سئ الی أسوء وصار الامن و الاستقرار و لقمة العيش يتم إنتزاعها بصعوبة، خصوصا إذا ماعلمنا بأن النفوذ الايراني يکاد أن يملک بزمام الامور کلها الی حد ما في العراق، ولأن الشعب الايراني لم يذق إلا الهوان من نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإنه من الصعب أن ينعم العراق بأوضاع هادئة يلتقط الشعب العراقي فيها أنفاسه.
المفارقة التي يجب أن ننتبه إليها فيما يتعلق بالدور الايراني في العراق، هي إن هذا الدور لايطرأ عليه أي تغيير إيجابي مع حدوث تغييرات سياسية في طهران بين جناحي الجمهورية الاسلامية الايرانية، والانکی من ذلک إن الاوضاع في إيران قد تزداد سوءا تبعا لذلک، ومن هنا، فإن التعويل علی عهد روحاني و إنتظار أن يتمخض عنه تحولا إيجابيا في العراق، أشبه مايکون بأن تتمنی مطرا من غيمة يتيمة في عز الصيف!
عهد روحاني الذي بدأ بعد تفاقم الاوضاع في طهران و وصولها الی مرحلة بالغة الخطورة، إنما هو عهد قد بدأ من أجل الحد من تفاقم الاوضاع هناک من جانب و السعي لإمتصاص النقمة الشعبية المتصاعدة في سائر أرجاء إيران لکنه فشل في ذلک و رأينا جميعا إنتفاضة کانون الثاني 2018، التي هزت النظام بأسره، بمعنی إن روحاني قد جاء بمهمة خاصة من أجل النظام القائم و ليس من أجل المنطقة عموما و العراق خصوصا کما يحاول البعض أن يفسر ذلک لکنه وکما توضح يواجه الفشل تلو الفشل.
منذ آب 2013، أي بعد أن إستلم روحاني مهمام منصبه کرئيس للجمهورية، ساءت الاوضاع کثيرا في العراق بعد أن بدأ الدور الايراني يتصاعد و يتسع بصورة ملفتة للنظر حتی وصل الی حد يمکن أن نصفه بذروة التدخل الايراني في العراق، والاهم من ذلک إنه لم يصدر ولو تصريح واحد من روحاني بشأن إنتقاد دور بلاده في العراق خصوصا و المنطقة عموما بل وعلی العکس من ذلک نجد إن روحاني قد أشاد خلال الاعوام الثلاثة المنصرمة في أکثر من مناسبة بهذا التدخل و دافع عنه، وإن العراق الذي فقد عافيته منذ تصاعد التدخلات الايرانية فيه لن يستردها عبر لعبة تبادل الادوار في طهران و التي تجري أساسا من أجل مصلحة النظام وانما يتم إستردادها من خلال إنهاء التدخل الايراني جملة و تفصيلا و جعله محددا وفق القوانين و الضوابط الدولية المعمول بها في العلاقات بين الدول علما إننا يجب أن نشير الی نقطة مهمة وهي إن إستمرار النفوذ الايراني في العراق يمنح بلدان إقليمية وأخری في العالم الحق بأن تتحرک لبسط نفوذها أيضا بموازاة ذلک من أجل المحافظة علی مصالحها و أمنها وبهذا يصبح العراق مغطی بالظلال الداکنة لنفوذ هذا البلد و ذاک.
مايجري في طهران هو شأن إيراني يتعلق بالنظام القائم نفسه و بمصالحه الخاصة و لايجب أبدا إنتظار تحسن أو تغيير إيجابي من جانب قادة و مسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وانما يجب العمل من أجل السعي بإتجاه تحديد و إنهاء هذا الدور و الذي کما أسلفنا الضمان الوحيد لکي يسترد العراق عافيته، وقطعا فإن ذلک لن يتم أيضا مالم يکن هناک تحرک وطني عراقي و دعم عربي و دولي لهذا التحرک بإتجاه إنهاء التدخل الايراني و إستعادة العراق لعافيته التي هي في الحقيقة سيادته الوطنية.
 
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة