السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانحروف من دون نقاط

حروف من دون نقاط

0Shares


بقلم:ليلی محمود رضا


هناک إجماع کامل بين دول المنطقة علی مشبوهية دور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة و رفض تدخلاته فيها، وهذا مايتم لمسه علی الدوام من خلال المؤتمرات و الاجتماعات و اللقاءات المختلفة التي يتم عقدها بين الفترة و الاخری و التي صارت مسألة التأکيد علی مشبوهية هذه التدخلات و المطالبة بإنهائها سمة من سماتها.
إرتفاع الاصوات و تزايد المطالب الرسمية في بلدان المنطقة و علی الصعيدين العربي و الاسلامي برفض و إدانة التدخلات الايرانية و الدعوة الی إنهائها، مع القناعة بأهميتها و دورها الايجابي في لفت الانظار و رفع الوعي لدی الشارعين العربي و الاسلامي بشأن خطورة هذا الدور، لکن ذلک لايکفي لوحده مالم يتم تفعيله علی أرض الواقع و جعله أمرا ملموسا و مؤثرا، علما بأن مشبوهية و خطورة الدور الايراني والتدخلات في بلدان المنطقة قد صار مرفوضا حتی علی الصعيد الدولي، وهذا يعني منح نوع من القوة و الدعم و المساندة الدولية لأي تحرک إقليمي ضد هذه التدخلات.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي إستغل و يستغل الظروف و الاوضاع القلقة و غير المستقرة في المنطقة و يتدخل فيها تحت ذرائع و حجج مختلفة، و نجاحه في تشکيل أحزاب و ميليشيات و منظمات عميلة تابعة له تقوم بتنفيذ مخططاته الموجهة أساسا ضد شعوب و دول المنطقة، لايمکن الاکتفاء ببيانات الرفض و الشجب و الادانة ضده وانما يجب أن يتم تطوير ذلک و دفعه خطوات فاعلة للأمام.
إستغلال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية للورقة الطائفية و سعيه لتمزيق شعوب المنطقة من خلالها حتی يتسنی له السيطرة عليها و فرض إملاءاته، لابد من أن يتم مواجهته بنمط و اسلوب ليس يردعه فقط وانما يشله أيضا، وإن تقوية العلاقات مع المقاومة الايرانية و مساعدتها و دعمها سياسيا و إعلاميا، مسألة تثير أقصی درجات الرعب و الهلع في طهران، ذلک إن هذا النظام يدرک و يعي جيدا ماذا يعني ذلک و کيف إنه سيغير المعادلة القائمة رأسا علی عقب، وعلی الدول العربية أن تنتبه الی هذه النقطة و تدرک مدی أهمية قضية دعم نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و التغيير وأن تسعی لأخذ هذه القضية بنظر الاعتبار خصوصا بعد أن أثبتت المقاومة الايرانية فعالية دورها و تأثيرها في داخل إيران من خلال قيادتها للإنتفاضة الاخيرة و الی أي مدی إلتف الشعب حولها.
قيام بلدان المنطقة و بصورة مستمرة برفض التدخلات الايرانية في المنطقة و الاکتفاء بهذا البعد النظري، فإنه أشبه مايکون بأحرف من دون نقاط، فمواجهة التدخلات الايرانية تتطلب أن يکون هناک عملا علی الارض بإمکانه أن يحدث تأثيرا و يضع حدا للتدخلات، ولأن الطرف الاهم المعني بهذه القضية هو الشعب الايراني و لکونه قد وقف ضد هذه التدخلات في الانتفاضة الاخيرة و طالب بإنهائها فمن الضروري التوجه لدعم نضاله من أجل الحرية و الذي لن يکون إلا بالاعتراف الرسمي بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و فتح مکاتب لها في دول المنطقة و دعمه و مساندته، فإن ذلک ما سيدفع بالنظام الی الشعور بالرعب، ذلک إنه سيدرک بأن بلدان المنطقة قد فتحت أبوابها علی مصاريعها دعما لنضال الشعب الايراني من أجل الحرية و التغيير، وبطبيعة الحال فإن هذا التطور النوعي سوف يترک لامحالة تأثيرا نوعيا علی الواقع الايراني، وإن ذلک بمثابة الخطوة المطلوبة و الملحة جدا بعد رفض التدخلات في المنطقة، وهو وحده القادر علی ردع هذا النظام و تحجيمه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة