الأحد, مايو 5, 2024

نفق بلا نور

0Shares

 بقلم:کوثر العزاوي

 

 

عندما لم يبق لدی المرأ من وعد أو عهد ليحفظ به ماء وجهه أمام الناس و يصبح الناس کلهم علی علم بکذبه و خداعه في الوعود التي يطلقها، فإن هذا الانسان يکون رصيده الاجتماعي و المعنوي أمام الناس صفرا، وهو في حکم المنتهي، وإن إلقاء نظرة علی الاوضاع الاقتصادية في إيران و الحالة التي وصلت إليها بحيث صار يضرب الامثال بالاوضاع المعيشية الوخيمة للشعب الايراني، فإنه يصبح مفهوما والی أبعد حد لما طالبت إنتفاضة 28 کانون الاول/ديسمبر الماضي بإسقاط النظام، إذ أن الشعب صار يری إنه وفي ظل هذا النظام أشبه مايکون أن يکون في نفق بلا نور.
من أجل فهم الاوضاع الاقتصادية المتدهورة في ظل هذا النظام الی أبعد حد، و معرفة في ظل أية أوضاع مأساوية يعيش الشعب الايراني، فإنه من المفيد جدا أن نذکره هنا ماقد ذکره عضو البرلمان الايراني، أمير خجسته أمام البرلمان وهو يخاطب وزير الاقتصاد قائلا:” 30 مليار دولار خرج من البلاد في أزمة العملة الأجنبية الأخيرة … لقد انخفضت قيمة العملة الوطنية إلی حدها الأقل. هذه کارثة … راتب الموظف والمعلم والعامل أصبح نصف ما کان عليه…إنهم يقولون إن ظهرنا بدأ يقصم تحت الضغط الاقتصادي. الأسعار ترتفع للغاية… أکثر من 400 تريليون تومان من ودائع الناس ضاعت … وبعض البنوک استخدمت 80٪ من ودائع الناس في تشييد المباني وفي بناء أبراج و في الأنشطة غير المصرفية … والأشخاص الذين أودعوا 40 – 50 مليون تومان ليکونوا حياتهم ، نهبت أموالهم اليوم …. التهريب شمل کل مکان … مافيا التهريب يدير کل شي.”، ونتساءل؛ أليس من حق الشعب الايراني أن ينتفض بوجه هذا النظام و يجتثه من الاساس؟ وماذا فعل هذا النظام طوال 4 عقود مضت بکل واردات البترول خصوصا عندما کان سعر البرميل الواحد قد وصل الی قرابة 100 دولار؟
ظاهرة بيع الاطفال و أعضاء الجسد و المنام في بيوت الورق و المقابر و الاعتياش علی النفايات و غيرها من الظواهر السلبية التي تثبت وخامة الاوضاع في إيران، کل هذا الی جانب الممارسات القمعية و تصاعد الاعدامات و إمتلاء السجون، لم تبق من شئ أمام الشعب فخرج بإنتفاضته الاخيرة وهو يرفع شعار البديل السياسي للنظام أي منظمة مخاهدي خلق المطالب بإسقاط النظام و رفض کافة أجنحته جملة و تفصيلا، إذ لم يبق هناک من أي أمل وراء هذا النظام الذي لم يبق من شئ و نهب و سرق حتی أفقر الطبقات الاجتماعية و أکثرها حرمانا.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يواجه أزمة خانقة ليس في الجانب الاقتصادي فقط وانما في کل الجوانب السياسية و الاجتماعية و الفکرية، إنه وکما تصفه زعيمة المحارضة الايرانية مريم رجوي، نظام محاصر بالازمات، ولاخلاص له من هذه الازمات إلا بإسقاطه.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة