الخميس, مايو 2, 2024

ذيل الکلب

0Shares

بقلم: مساعد العصيمي

العنوان أعلاه «Wag the Dog» فيلم أنتج عام 1997 بطولة روبرت دي نيرو وداستن هوفمان، وإخراج باري ليفنسون.. يدور الفيلم حول محاولة منتج هوليوودي ومدير علاقات عامة في حملة الرئيس إنتاج حرب افتراضية في ألبانيا للتغطية علی فضيحة أخلاقية للرئيس الأميرکي وإشغال الناخبين عن الفضيحة قبل أربعة عشر يوماً من يوم الانتخابات.
هذا السيناريو هو ما تقوم به الان إيران للتغطية علی انهيارها الداخلي، وبالتالي لن تخرج من هذه الأزمة القاتلة لنظام الملالي إلا من خلال حرب لن يهمها إن کانت حقيقية ومدمرة.. لتکون المواجهة بين حلف الأطلسي وبين روسيا وشيکة الحدوث، وهو ما أحرج روسيا وأوقعها في الفخ الإيراني؛ وبالتأکيد أن روسيا لن تتنازل عن کرامتها لتهرب من المواجهة؟!
سفير السعودية لدی واشنطن الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز سبق الجميع بالتأکيد علی أن أصابع إيران والنظام المغلوب علی أمره في دمشق هما من کان خلف الاعتداء الکيميائي لأجل إشعال المنطقة، والإعلام الروسي أشار کثيراً منه إلی أن الکيميائي خيانة من إيران والنظام، وکأنه يؤکد أنهما بعملهما أرادا جرّ روسيا لحرب ضد حلف الناتو.
السؤال القائم بعد تصريح الأمير خالد بن سلمان وما اتفق عليه المحللون الاستراتيجيون والعسکريون.. کيف غفلت روسيا عن استخدام إيران والنظام للکيميائي ضد الأطفال والمدنيين في دوما؟.. رغم أنها تدرک تماما أن الردع سيکون حاضراً وبقوة من قبل الناتو والمنتصرين لأطفال سورية؟.. الإجابة سهلة ولن تحتاج إلی کثير من التفکير، حيث أن من مصلحة إيران أن تقوم مواجهة بين روسيا وأميرکا، ومع الأخير أوروبا ولو داخل سورية، لأنها ستفضي إلی انشغال أکبر ستثبت من خلاله أقدام ملالي طهران في الحکم، وبما يخلق تحالفات قوية لا بد أن تتم في زمن الحرب والأکيد أن روسيا ستبحث عن ذلک حتی لو کان حليفا خائبا کما إيران ناهيک عن الاستنجاد بالصين.
الأهم في القول أن إقدام إيران علی استخدام الکيميائي «وهو الذي أکده مراسل قناة العالم الإيرانية وعلی الهواء مباشرة وقبل أن يتم».. انطلاقا من «أکون أولا أکون» لأنها قد قاربت من حافة الهاوية اقتصاديا وسياسيا.. وفي الأولی إذا ما علمنا الوضع الکارثي للريال الإيراني والانحدار للهاوية الذي هو عليه، وما يتبع ذلک من تظاهرات للجياع الذين يمثلون معظم الشعب الإيراني وما يصاحبه من جرأة بشتم خامنئي وقلب الحذاء تجاه صوره، وهو الذي لم يکن يحدث من قبل ولا بإمکان أي إنسان داخل إيران أن يتجرأ حتی علی اللفظ.. لتکون مخاطرة الکيمياوئي الإعلان عن حرب ضد أميرکا سبيلا لإيجاد صدمة شعبية داخلية، لعل وعسی أن تعيد الاصطفاف خلف خامنئي ونظام الملالي الذي يسير في رکبه؟!.
حاليا من يريد أن يقرأ اللعبة الخطرة التي اتخذتها إيران ويتأکد منها عليه أن يسترجع بدء الاعتداء الکيميائي وخلال ساعاته الأولی وتوافقها مع الشعارات التي انطلقت من داخل إيران، وهي تشير إلی الحرب وقرب الاعتداء الأميرکي الغربي علی الشعب الإيراني.. کفعل انتحاري أرادوا به إما أن يستعيدوا سطوتهم علی البلاد أو تکون النهاية التي عرفوا أنها قريبة جداً، وستکون قاضية عليهم جميعا.

 

نقلا عن الرياض

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة