الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةمقالاتالخطوة الرابعة للنظام الإيراني في الإتفاق النووي هي علامة كاملة لليأس والمأزق

الخطوة الرابعة للنظام الإيراني في الإتفاق النووي هي علامة كاملة لليأس والمأزق

0Shares

في حين لم يبق إلا أسبوعين للموعد الذي حدده النظام للخطوة الرابعة بتخفيض التزاماته النووية فقد استمرت الضغوط الدولية على نظام الملالي ولاسيما الدول الأوروبية التي حذرت من مغبة اتخاذ هذه الخطوة. في بيان مشترك الأربعاء 16 أكتوبر، دعا كل من ميركل وماكرون، زعيما ألمانيا وفرنسا، النظام الإيراني إلى الالتزام بتعهداته إزاء الاتفاق النووي، مؤكدين مواصلة دعمهما للاتفاق.

 

في الواقع، فإن الخطوة الرابعة، التي يهدد النظام الإيراني العالم باتخاذها هي لا تتعدى عن كونها ورقة ابتزاز رخيصة يحاول الملالي اللعب بها ليخفف من مضاعفات الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تفاقمت كثيراً نتيجة توسع وتمدد نطاق العقوبات الاقتصادية التي ينوء عن حملها هكذا نظام متهالك. وتعتبر هذه الخطوة أكثر خطورة من الخطوات السابقة في مسلسل انتهاكات الاتفاق النووي، وحسب ما قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية للنظام الإيراني بهروز كمالوندي قبل بضعة أيام: "لن يتبق شيء من الاتفاق لو اتخذنا الخطوة الرابعة".

 

وأعلن خامنئي في 2 أكتوبر خلال اجتماع مع قادة الحرس، مؤكداً: "سنواصل تخفيض التزاماتنا النووية بجدية وعزم حتى يتم تحقيق النتيجة المرجوة".

كتبت صحيفة آرمان الحكومية في 22 أكتوبر، في هذا الصدد، قائلة: "إيران على وشك اتخاذ الخطوة الرابعة ولكن الدول الأوروبية مستمرة بتهديداتها لمنع إيران من القيام بذلك."

مع الخطوة الرابعة، يتخذ النظام خطوة نحو صنع القنبلة النووية وهذا الأمر يتطلب أن يواجه برد حاسم من جميع الأطراف المعنية وأوروبا خاصة. وفقاً للاتفاق النووي، إذا أعلنت أوروبا أن النظام قد انتهك التوافق باتخاذه الخطوة الرابعة، فسيتم إحالة ملف النظام إلى مجلس الأمن، و سيتم إخضاع الملف للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

 

إنه لأمر خطير أن يواجه النظام مثل هذه العواقب، ولهذا السبب يحذر بعض أزلام الحكومة، بما في ذلك حسن روحاني وظريف، زملائهم في النظام من مغبة دفع الأمور إلى هذا الحد.

خاطب ظريف في مقابلة تلفزيونية (15 أكتوبر) المعارضين للاتفاق مذكراً: "يدعي البعض أن الاتفاق النووي بات جثة هامدة، حسناً، أدفنوا هذه الجثة حتى يكونوا لديكم ستة قرارات من مجلس الأمن …" !

يحاول كل من  روحاني و ظريف أن يوهما الجميع في الصراع الدائر حول الانتخابات المزمع إجراؤها في 21 فبراير 2020، أنهما يملك مفاتيح الخروج من المأزق، ولكن الواقع هو أن النظام ككل وصل إلى مفترق طريقين مسدودين ومأزق استراتيجي غير مسبوق ! ويمكن رؤية هذا المأزق بوضوح في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والايديولوجية.

 

النظام الإيراني أمام مفترق طرق مميت، إذا اتخذ الخطوة الرابعة، كما وعد، فسيدمر الاتفاق النووي، طوق نجاته الوحيد وإذا لم يقم بالخطوة الرابعة التي بالغ في أهميتها، فسيعترف بضعفه مما سيحمل له الكثير والكثير من الضغوط. وإذا لجأ إلى الخدعة المكشوفة وأعلن شيئاً مغايراً عما روج له، مثل أن يطرح بعض الإجراءات التي اتخذها في الخطوة الثالثة، ويقدمها كخطوة رابعة، ويحيل الإجراء النهائي إلى الخطوات التالية، فسيكشف أيضا عن ضعفه وعجزه، وهذه الخدعة لن تكسب شيئا له.

وينطبق هذا أيضاً على مأزق النظام في تدخلاته الإقليمية. نستشف بوضوح فشل سياسات النظام التوسعية في هتافات الجماهير الغاضبة في لبنان والعراق التي تطالب بإنهاء النفوذ الإيراني والحد من تدخلاته المدمرة. يهتف شعب لبنان وشعب العراق بأن الشيعة والسنة إخوة وليس لديهم مشاكل. مشكلتهم هي التدخل المدمر للنظام الإيراني ويجب إنهاء هذا التدخل حتى يتم تحرير بلادهم وإصلاح أنظمتها.

 

إن أحد مشاكل المجتمع اللبناني العويصة على مدى الـ 30 عاماً الماضية هي تدخلات الطغمة الحاكمة في شؤون لبنان الداخلية ودعم الاصولية الدينية الطائفية ومدها بالمال والسلاح مما تسبب بتكريس الطائفية وتدمير البلد. وكما يقول حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، صراحة: إن "ميزانية حزب الله تأتي من إيران بنفس الطريقة التي تصل إلينا فيها معداتنا العسكرية وغيرها من الضروريات. ونحن نتحلى بالشفافية بشأن ميزانية حزب الله وإيراداته ونفقاته، وكل شيء. إن جميع صواريخ الحزب وصلت من إيران ". [وكالة ايسنا للأنباء، 24 يونيو 2016]

تشدد ديباجة الدستور الإيراني على "تشكيل أمة عالمية واحدة" وواجب الجيش وقوات الحرس "لا تلتزم هذه القوات المسلحة بمسؤولية الحماية وحراسة الحدود فحسب، بل تحمل أيضاً أعباء رسالتها الإلهية، وهي الجهاد في سبيل الله، والنضال من أجل بسط حاكمية القانون الإلهي في العالم".

 

 تنص المادة 11 من الدستور على أن: " يعتبر المسلمون امة واحدة، وعلى حكومة جمهورية إيران الإسلامية إقامة كل سياستها العامة على أساس تضامن الشعوب الإسلامية ووحدتها، وان تواصل سعيها من اجل تحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية‌ والثقافية في العالم الإسلامي".

قال السيد مسعود رجوي ، زعيم المقاومة الإيرانية: "لقد حاول نظام ولاية الفقيه على مدى العقود الثلاثة الماضية ملء الفجوة التاريخية بين القرنين العشرين والحادي والعشرين مع العصور الوسطى التي أتى منها حكم الملالي بعمليات الإعدام واشعال الحروب وتصدير الإرهاب ودعم الأصولية الرجعية في العالم وهدف الملالي المتمثل في تصدير الحروب والإرهاب إلى الخارج، هو الحفاظ على السلطة في طهران فقط".

 

أخيراً وليس آخرا، عبرت السيدة مريم رجوي مراراً وتكراراً بأن الحل لمواجهة سياسة النظام في تأجيج التوترات وإنهاء تدخلاته المدمرة في بلدان المنطقة، خاصة في العراق و لبنان ، على مدار العقود الثلاثة الماضية تكمن في الكف عن سياسة المهادنة والاسترضاء مع النظام الإيراني الفاشي والاعتراف بالمقاومة المنظمة والمطالبة بحقوق الشعب الإيراني، والعاملة بكل صبر وجدية للإطاحة بالنظام الإيراني الغاشم.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة