الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالغزال الذي صار سلحفاتا

الغزال الذي صار سلحفاتا

0Shares

بقلم:أمل علاوي

 

 

عندما يکون الانسان متمکنا من کل النواحي و بيديه مختلف المقدرات و الامکانيات، فإن أمور تکون مضمونة و ماشية بسرعة الغزال، أما علی العکس من ذلک، فإن أموره تصبح علی کف عفريت و تجري أموره ببطأ غير طبيعي کما لو إنها السلحفاة!
طوال أربعة عقود من عمر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، کانت کلمة هذا النظام و أموره علی مختلف الاصعدة ماشية بسرعة الغزال و کان کل شئ لصالحه حتی أخذه الغرور بعيدا کأي نظام مستبد و ديکتاتوري، معتقدا بأن هذه الحالة و بهذه الصورة ستدوم، لکن وکما يقول المثل”تجري الرياح بما لاتشتهي السفن”، فإن الاوضاع و الامور قد إنقلبت رأسا علی عقب، خصوصابعد أن صار هناک ندا ذو بأس و عزم للنظام متمثلا في منظمة مجاهدي خلق المعارضة التي ظلت ليس تقاوم النظام و تصمد بوجهه فقط وانما تواجهه أيضا بإمکانياتها المتواضعة ولکن و کما هو معروف فإن لصبر المناضلين و المکافحين من أجل حرية شعوبهم و الکرامة الانسانية، نتيجة إيجابية لامناص منها، ولذلک فإن نضال المنظمة و تحرکاتها و نشاطاتها السياسية الدؤوبة، قد صارت عقبة کبيرة جدا بوجه مخططات النظام و مشاريعه المشبوهة داخليا و خارجيا ولذلک فإن سرعة النظام في تنفيذ مخططاته و مؤامراته ضد الشعب الايراني و شعوب المنطقة قد خفت و صارت أبطأ أکثر من أي وقت مضی.
الممارسات القمعية و السياسة غير الوطنية للنظام و التي إتخذت إتجاها مناقضا و مضادا للشعب الايراني، أعطت مبررات کثيرة جدا لکي ينهض بوجه هذا النظام و يعلن رفضه القاطع له من مختلف النواحي ولأن هذا الشعب لم يجد طرفا سياسيا وطنيا معارضا في مستوی منظمة مجاهدي خلق، فکان طبيعيا أن يکون لهذه المنظمة دور و حضورا في کل أنحاء إيران ولاسيما بعد إندلاع إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي إعترف النظام بالدور البارز و الرئيسي للمنظمة فيها، بل وإن فشل النظام في إخماد هذه الانتفاضة کما فعل مع إنتفاضة عام 2009، جعله يتيقن بأن عهد سطوته و سرعته الاستثنائية في حسم الامور لصالحه قد ولی الی غير رجعة.
منظمة مجاهدي خلق ومن خلال نضالها المستميت المتواصل، نجحت في أن تؤسس لعهد و مرحلة تأريخية جديدة يتم فيها وضع الامور في أماکنها المناسبة و المحددة، وهو ماقد سحب البساط من تحت أقدام النظام و أعاده الی حجمه الحقيقي وإنه اليوم يقف في مواجهة أحداث و تطورات لاقبل له بها وإن معظم المراقبين و المحللين السياسيين يرجحون بأنه لايمکن للنظام الايراني أن يتجاوز و يتخطی العام 2018 أبدا خصوصا بعد أن صار ببطأ السلحفاة و صارت الاحداث و التطورات السياسية بسرعة الغزال!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة