الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومهل النظام الإيراني يتفاوض مع الولايات المتحدة أم لا؟

هل النظام الإيراني يتفاوض مع الولايات المتحدة أم لا؟

0Shares

أثار عرض مألوف من رئيس الولايات المتحدة بشأن الحوار مع النظام الإيراني لغطا في داخل النظام، وأثار كثيرًا من القيل والقال والتأويلات العديدة داخل عصابات النظام وأضرم خلافًا في هذه الزمر.
نظرة على ردود الفعل المختلفة من النظام الإيراني
يمكن تقسيم ردود الفعل الداخلية للنظام على 3 مجموعات:

من ناحية، هناك زمرة روحاني حيث سال اللعاب من أفواه أعضائها وهم بدأوا يلوحون انتظارهم بفارغ الصبر لبدء المفاوضة. وهناك مجموعة من المهمومين للنظام يرفضون بشدة أي مفاوضات مع الولايات المتحدة ويصفونها بصفات مثل الاستسلام، وبيع الوطن والخيانة. وبين هذين الاتجاهين المتخاصمين، هناك طيف يقدم اقتراحات بينية.

سيتخذ النظام، حتمًا القرار النهائي والسياسة الضرورية للاستمرار في حياته.  وهذا أمر مؤكد، والذي سيحدده خامنئي في نهاية المطاف. كما أنه عادة ما يخفي موقفه الرئيسي بين الكلمات الملتوية التي يستطيع من خلالها التهرب لاحقاً! لكن هذا القرار هو شيء سيعرفه الجميع في نهاية الأمر، ولا يوجد ما يمكن إخفاؤه. ويبقى السؤال: لماذا خامنئي في مثل هذه الحالات يعقد الأمور ويوارب في الكلام؟

طريقتان بتكلفة كبيرة
الجواب في الواقع يكمن، العودة إلى المشاكل والصعوبات الأساسية التي يواجهها النظام. وبعبارة أخرى:

لأنه ليس من السهل والعملي «الذهاب الى طاولة المفاوضات» ولا «الوقوف ورفض التفاوض والتراجع!».
ستترتب على كل من هاتين الطريقتين تكاليف باهظة  حيث أنه وفي نهاية المطاف، وخاصة بالنظر إلى الحضور النشط والقوي للمقاومة الإيرانية وتأثيرها الكبير على النظام، فأي كان خيار خامنئي، إن المقاومة توجه في نهاية المطاف بوصلة الموقف إلى حسم ثوري لقضية النظام! ولذلك:

  • إذا دخل خامنئي في مفاوضات في هذه الظروف، والتي تختلف عن زمن أوباما، فهذا يعني التحضير لتجرع كامل كأس السم. وهذا أسماه خامنئي نفسه التراجع إلى مالانهاية، وأوضح أن النظام يقترب تدريجيا من حافة الهاوية، وفي الخطوة الأخيرة حسب قوله هذا هو نفسه القضاء على النظام.
    • ولكن إذا أراد خامنئي أن يقف، فإن ما يحدث له، سيكون ما يتحدث عنه بعض خبراء النظام منذ شهور، وهذا ما يطرح بشكل خاص هذه الأيام في وسائل الإعلام للنظام أكثر من أي وقت آخر. إنهم يقولون إننا لا نستطيع البقاء على قيد الحياة أمام توازن القوى وسنخسر المعركة في مواجهة عواقبها. 

سبب إخفاء موقف خامنئي
إن سبب إخفاء قرار خامنئي، بالإضافة إلى النقاط الرئيسية المذكورة أعلاه، هناك سبب آخرأيضا، وهو: التستر على تراجع محتمل وتورط النظام في الوحل، من أمام أعين عناصر النظام وبيادقه المتساقطة داخليًا عبر الحدود وعلى خامنئي أن يضع باله عليهم.
كما على خامنئي أن يتخذ الموقف بشكل، يحميه أمام الهجمات المحتملة عليه من قبل المهمومين للنظام!

والشيء اللافت للنظر هو أن أخبار المفاوضات وتصريحات الرئيس الأمريكي مهما كان سببها، جعلت من الصعب على النظام السير في الخفاء. وكما ذكرت بعض وسائل الإعلام الدولية ، فقد ألقت الولايات المتحدة الكرة في ملعب النظام ، والآن يجب على النظام أن يبدي ردا ملموسًا ولابد أن يتخذوا موقفا بلا تحفظ، ومع ذلك فإن روحاني وظريف وخامنئي لم يتخذوا موقفاً. وهذا، بالطبع، في نظام الدجل والشعوذة، أمر مهم.

 

موقف المقاومة الإيرانية

أكدت المقاومة الإيرانية دومًا، وقالت الرئيسة المنتخبة للمقاومة في كلمتها:
«لقد قلنا دائما ونكرر أن مهمة الإطاحة بالنظام وإحداث تغيير ديمقراطي وإقامة إيران حرة هو من واجبنا وواجب شعبنا».

وبالطبع الشعب الإيراني في أي شكل من الأشكال، يرحّب بأي تراجع من قبل الملالي، لأن كل تراجع وكل تجرع لكأس سم في هذا المسار، فهو في خدمة ألف أشرف.  

ان سبب وصول النظام إلى هذا الطريق المسدود، قبل كل شيء وأكثر من كل شيء، هو نتيجة السياسات اللاشعبية لهذا النظام ووقوف المقاومة الإيرانية أمامها في كل الحالات.

وها هم الملالي من أي وجهة يتحركون، ليس أمامهم إلا كش و مات.
 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة