السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالنظام الإيراني في برزخ الصبر والانتظار

النظام الإيراني في برزخ الصبر والانتظار

0Shares

يعيش النظام الإيراني في برزخ الصبر والانتظار. خلال الأيام الأخيرة تحدث عدد من بيادق النظام -كل واحد منهم يمثل شواخص لاتجاهات أو عصابات داخل النظام- عن الصبر وتحمل المشقات خلال مدة شهر والنصف المقبل. ما هي قصة هذه المدة؟

الصبر والانتظار لأي شيء؟

في سياسات النظام طويلة الأمد، هناك قضيتان لهما أجل محدد. واحدة بدء جولة جديدة للعقوبات في5 نوفمبر أي بعد شهرين.

والأخرى انتخابات الكونغرس الأمريكي المزمع عقدها بعد شهر ونصف الشهر. بعض بيادق النظام وخبرائه يركزون على القضية الأولى ولكن غالبيتهم عقدوا الأمل على القضية الثانية. فعلى سبيل المثال عراقجي تحدث في تصريحاته الأخيرة بشكل كأنّه لو على الأوروبيين أن يحسموا موقفهم حتى بدء موعد العقوبات. ولكن الغالبية يؤكدون على انتخابات الكونغرس على أمل أن يتم تغيير في تركيبة الكونغرس جراء الانتخابات وهذه التغييرات تملي حالة على السياسة الخارجية الأمريكية لصالح النظام الإيراني.

ماعدا هذين الأجلين، هناك أجل آخر مع تطور آخر وهو يوم 26 سبتمبر حيث يترأس الرئيس الأمريكي بعثة الولايات المتحدة في مجلس الأمن وأن جدول أعمال هذه الجلسة هي ملف إيران حسب ما أعلنته الولايات المتحدة.

دراسة احتمال

لنفترض أن تركيبة الكونغرس في الانتخابات المقبلة ستتغير، فهل تتغير الحالة تجاه النظام الإيراني؟

من الواضح أنه حتى إن تغيّرت تركيبة الكونغرس، فلا يعود ذلك بالفائدة لحالة النظام. بسبب وجود إجماع بين الحزبين في الولايات المتحدة بخصوص المواجهة مع النظام وتشديد الموقف ضده، والدليل على ذلك هو عمليتان للتصويت في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ.

بخصوص التعامل مع النظام الإيراني ، فإن الرأي العام الأمريكي يكاد يكون متعارضاً مع النظام، وزادت هذه المعارضة بعد اكتشاف شبكات التجسس والإرهاب التابعة للنظام في الولايات المتحدة، سواء في الفضاء الحقيقي أو في الفضاء الإعلامي، لذلك ليس من المرجح على الإطلاق أن يحدث تغيير في رأي الكونغرس لصالح النظام.

كما أن السياسة الخارجية هي في مجال السلطة الحكومية  وليست السياسة الداخلية التي لها تأثير كبير على انتخابات الكونجرس. لذا، كما يقول بعض خبراء النظام، هذا أمل يائس، ومن غير المرجح أن يحدث تغيير لصالح النظام خلال هذين الشهرين.

قال خامنئي نفسه وغيره من قادة النظام مثل الحرسي جعفري مرارًا وتكرارًا إن الخطر من داخل إيران ومن الشعب الإيراني ، وليس الهجوم الأجنبي أو الأعداء الأجانب ، ولكن جزء من هذه الخطابات والافادات وطرح قضية الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة أو نحو ذلك، يأتي من أجل تحويل الانتباه عن الخطر والعامل الرئيسي، أي الانتفاضة وتنظيمها القيادي، كما جزء آخر يعود إلى سياسة «ومن العمود إلى العمود فرج».

نظرة على مواقع النظام وتصريحات قادته تبيّن بوضوح مدى انشغال الملالي وجهازهم السياسي بمعضلة المقاومة ومجاهدي خلق( MEK ).

عمق مشكلة النظام، عدو لا يزول بتقادم الزمن

كل مراقب محايد أو متحيز! يستوعب من خلال قراءة مقال من المقالات الكثيرة التي تملأ هذه الأيام صحف النظام، أنه ورغم مضي 38 عاما على خطاب مسعود رجوي في ملعب «أمجدية» بطهران ورد خميني في إشارة إلى مجاهدي خلق حينما قال: عدونا ليس «أمريكا ولا الاتحاد السوفيتي ولا اسرائيل! وانما عدونا هنا في طهران»!  أنه مازال العدو الرئيسي للملالي هو مجاهدي خلق وليس إلا! تلك المعضلة التي كانت الشغل الشاغل للنظام على مدى 4 عقود وكان كابوس الملالي ولم يتركهم حتى لحظة واحدة! العدو الذي لا يعرف المكان والزمان ولا يزول بتقادم الزمن وهكذا أرق مضاجع نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة