السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالجميع خاسرون

الجميع خاسرون

0Shares

 
أنظروا أين اخذتنا أکذوبة ‘الصحوة الاسلامية’ التي ابتدعها النظام الإيراني.

 

 

بقلم: منی سالم الجبوري

 

 

ليس هناک من أي خلاف بشأن إن التهديد والخطر الاکبر الذي يحدق بالمنطقة والعالم حاليا هو التطرف الديني الذي يسعی لتذکية وبعث الاحقاد الدينية والطائفية ودفع شعوب المنطقة والعالم بإتجاه آتون مواجهة دموية ضروس ليس فيها لا غالب ولا مغلوب وانما الجميع خاسرون.
التطرف الديني الذي بدأ يظهر علی الساحة بعد ظهور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والذي طفق في حملته المشبوهة من أجل جعل التطرف الديني أمرا واقعا علی صعيد ساحة المنطقة من خلال مساعيه المشبوهة التي ضمنها في مزاعم “الصحوة الاسلامية”، التي بدأت أبواق النظام في إيران والمنطقة تطبل وتزمر لها والتي لم تکن في الحقيقة والواقع إلا بعثا للاحقاد والکراهية والاختلاف والمواجهة بين مکونات شعوب المنطقة، وإن إلقاء نظرة علی واقع المنطقة قبل تأسيس هذا النظام يثبت بأن تلک الظاهرة السلبية لم تکن حاضرة ولم يکن لها أي دور وتأثير محوري کما هو حالها الان.
أکذوبة “الصحوة الاسلامية” والتي زايد بها هذا النظام وجعلها بمثابة قميص عثمان من أجل التغطية علی نواياه المشبوهة والخبيثة، لم تکن في الحقيقة سوی مقدمة لدفع دول المنطقة بإتجاه معترک دموي لصراع عبثي لا فائدة ترجی من ورائه سوی القتل والدمار وإشاعة الرعب والفتنة وعدم الاستقرار، وقد کانت منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة سباقة لتحذير شعوب ودول المنطقة من المساعي المشبوهة للنظام الايراني من خلال ستار “الصحوة الاسلامية”، حيث دعت شعوب ودول المنطقة لأخذ الحيطة والحذر من کل ما يبدر عن هذا النظام وضرورة التصدي له وعدم السماح بأن يتمادی أکثر من ذلک، والاهم من ذلک إن الاسلام لم يکن في غفوة أو قيلولة لکي يأتي هذا النظام ويصحيه ويجعل من نفسه صاحب فضل “مزعوم” علی الامة الاسلامية کلها!
اليوم وبعد مرور أکثر من 38 عاما علی تأسيس هذا النظام المثير للمشاکل والجدل، نجد وللأسف البالغ بأنه وبفعل التجاهل والاهمال من جانب شعوب ودول المنطقة، فإن التطرف الديني قد صار بالفعل خطرا يهدد أمن وإستقرار المنطقة والعالم وهو ما يتطلب جهدا إستثنائيا جماعيا من قبل دول المنطقة کافة من أجل مواجهة هذا الخطر الداهم وإيقافه عند حده، وإن إقامة جبهة فعالة ضد التطرف الديني والارهاب في المنطقة قد صار ضرورة قصوی من أجل لجم هذه الظاهرة السلبية المعادية للإنسانية وعدم السماح لها بالمزيد من التوسع والانتشار علی حساب أمن وإستقرار الشعوب.
من الضروري جدا أن تتظافر کافة الجهود المتاحة في المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام من أجل مواجهة التطرف الديني وعدم فسح المجال له کي يصادر حريات وثقافات وتراث وحضارة الشعوب تحت ستار فکر متزمت إنعزالي يشوه الجوهر الناصع للإسلام ويستغله کوسيلة من أجل تحقيق غاياته.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة